تلال الفسطاط.. من مقلب قمامة إلى أكبر حديقة بالشرق الأوسط على مساحة 500 فدان
كشف الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن أنه جارٍ تنفيذ مشروع «حديقة تلال الفسطاط» بمحافظة القاهرة، التى تجاور متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، ويتولى تنفيذها الجهاز المركزى للتعمير، من خلال جهاز تعمير القاهرة الكبرى، بتمويل من صندوق التنمية الحضرية، التابع لرئاسة مجلس الوزراء.
وقال وزير الإسكان: «حديقة تلال الفسطاط» تُعد من كبرى الحدائق فى منطقة الشرق الأوسط، ويجرى تنفيذها على مساحة نحو ٥٠٠ فدان، فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية كان يستخدم سابقًا مقلبًا للمخلفات، مشيرًا إلى أن تنفيذ الحديقة يأتى فى إطار جهود الدولة لتطوير القاهرة التاريخية، وتوفير المتنزهات للمواطنين، وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والفراغات العامة.
وأوضح اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، أن مشروع «حديقة تلال الفسطاط» يضم ٨ مناطق، وله ١٤ بوابة «بوابات رئيسية وفرعية تتنوع بين أبواب معاصرة وأبواب تاريخية»، مع مراعاة زيادة المسطحات الخضراء بالمشروع، كما يتضمن عددًا من الأنشطة التى تعتمد على إحياء التراث المصرى عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة.
وتابع «نصار»: «يعيد المشروع الاعتبار للسياحة الدينية والثقافية، ويخلق متنفسًا جديدًا لأهل القاهرة، بما يتماشى مع جهود الدولة لمواجهة تغير المناخ وحماية البيئة».
وأشار رئيس الجهاز المركزى للتعمير إلى أن المنطقة الثقافية بالحديقة تقع مقابلة للبوابة الرئيسية للدخول على طريق صلاح سالم، وتُعد إحدى المناطق المميزة، وبها محور رئيسى على متحف الحضارة، وتحاط بمجموعة من الساحات تضم أنشطة ثقافية ومطاعم، وغير ذلك من الخدمات، ومن المقرر أن تقام بها احتفالات على مدار العام، ويشتمل نطاق الأعمال بالمنطقة الثقافية، على البوابة الرئيسية، و٤ مطاعم وكافتيريات بمسطح ٢١٦م٢، و٣ نوافير، وأعمال البنية التحتية والزراعات لمسطح ٢٦٫٨٦٤م٢.
وأضاف: «تضم الحديقة أيضًا منطقة التلال والوادى، وتنقسم إلى ٣ تلال متباينة الارتفاعات يمر بينها الممر المائى (النهر)، وتتدرج فى مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة النهر وتنتهى حتى قمة التلة، بحيث تكون قمة التلال مُطلة على المشروع والمنطقة المحيطة وقلعة صلاح الدين والأهرامات».
وقال: «تضم (تلة القصبة)، المقامة على مساحة ١٣ ألف م٢، فندقًا سياحيًا ومبانى خدمية ومواقف سيارات وبحيرة صناعية ومدرجات ومناطق جلوس مطلة على الشلال وكوبرى مشاة للربط وكافيتريا وشلالًا، بينما تضم (تلة الحدائق التراثية) مدرجات ومبانى للزوار ومطاعم وفراغًا خشبيًا يطل على البحيرة»، مستعرضًا المخططات التفصيلية لتلك التلال وما تحويه من مسارات وحدائق متنوعة ومناطق للمطاعم والاحتفالات والترفيه.
وذكر اللواء محمود نصار أن «تلة الحفائر» يجرى العمل بها من خلال الجهاز التنفيذى لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، بهدف اكتشاف وإظهار أول عاصمة إسلامية لمصر «مدينة الفسطاط القديمة» لتصبح المنطقة مزارًا أثريًا سياحيًا ثقافيًا متكاملًا، من خلال الكشف عن بقايا مدينة الفسطاط على مساحة نحو ٤٧ فدانًا للوصول للتكوين المعمارى للمدينة الأثرية وترميمها، والكشف عن بقايا سور صلاح الدين الأيوبى، وحصر وتجميع القطع الأثرية المكتشفة وترميمها، ثم النشر العلمى لما سيجرى اكتشافه.
ولفت إلى أنه سيجرى تنفيذ ممشى بطول كم وارتفاع ١٫٥ متر عن منطقة الحفائر حول مدينة الفسطاط الأثرية «الحفائر»، لربط المبانى الخدمية السياحية بالموقع العام، لاستثمار المنطقة التراثية كمنطقة سياحية ذات طابع متميز.
ونوه رئيس الجهاز المركزى للتعمير بأن «حديقة تلال الفسطاط» أيضًا تضم المنطقة الاستثمارية بمساحة ١٣١ ألف م٢، وتطل على بحيرة عين الحياة، وتضم ١٢ مطعمًا و٤ مراكز تجارية و٤ جراجات للسيارات، وخلفها منطقة تسمح بإقامة العديد من الاحتفالات الرسمية الكبيرة، وتضم المسرح الرومانى والنافورة المائية، إضافة إلى منطقة المغامرة وبها عدد من المبانى الخدمية والبحيرات والزراعات.
وأشار إلى أن هناك أيضًا منطقة الأسواق، وهى منطقة تجارية بمساحة ٦٠ ألف م٢، وتهدف لتنشيط السياحة ودعم الاقتصاد وتنشيط الحرف اليدوية والتراثية، ومن أبرزها أعمال الزجاج والسيراميك والشمع والغزل والنسيج، ويجرى تنفيذ منطقة الأسواق على ٣ مراحل، وتشتمل على ١٩ محلًا تجاريًا ومواقف سيارات وبحيرة صناعية ومساحات زراعية وفندق ٣ نجوم.