رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالشأن الإيرانى لـ"الدستور": العقوبات الدولية والفقر هما الشبح أمام الرئيس الإيرانى القادم

سمية عسلة
سمية عسلة

قالت سمية عسلة الباحثة في الشأن الإيراني، إن هناك العديد من الأزمات التي سيواجهها الرئيس الإيراني القادم والتي تتعدى العقوبات الدولية والفقر إلى الأزمات الداخلية والخارجية الناتجة عن سوء الإدارة. 

وأوضحت عسلة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، لعل المناظرة اليوم التي ضمت ستة من مرشحين الرئاسة بينهما شخص إصلاحي هو بازشكيان والذي واجه هجوما من باقي المرشحين التابعين للتيار الأصولي المتشدد عندما تحدث عن ضرورة إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والفقر والعقوبات الدولية. 

كيف أصبح النظام الإيراني خلف الأزمات التي تشهدها إيران على الصعيد الداخلي والخارجي؟

 

وأضافت عسلة أن هؤلاء المرشحين يرون أن النظام لم يكن هو من خلف الأزمات التي تشهدها إيران على الصعيد الداخلي أو الخارجي بل أن الأمر يحتاج إدارة متزنة لتسوية هذه الأزمات، ونفهم من ذلك أن الخمسة مرشحين من تيار أصولي يرفضون مواجهة المشكلة والاعتراف بسببها الحقيقي وضرورة تغيير سياسة النظام الفعلي الحاكم لإيران على مستوى داخلي وخارجي، إذا هناك تعمد لعدم إيجاد تشخيص حقيقي للأزمة ومسبباتها فكيف سنتوقع أن يكون هناك علاج ناجح للأزمات الإيرانية داخليا وخارجيا مع أي رئيس قادم.

كما أن المرشح الإصلاحي بازشكيان تعرض لهجوم آخر بسبب عرقيته وأصله التركي بلغت درجة اتهامه بالانفصالية بسبب جذروه، فخلال مناظرة تلفزيونية مساء أمس الأول الأربعاء، قال ردا على سؤال حول موقفه من "النزعة القومية التركية"ندافع عن الأعراق، لأنها عرقيات إيرانية"

وفي ذات الوقت تساءل بزشكيان "هل يسمح اليوم بتعيين شخص بلوشي في منصب رئاسة مكتب بريد؟" والجدير بالذكر أن 60% من المكون الإيراني الشعبي هو عبارة عن أشخاص ترفض إيران تسميتهم بالشعب الإيراني ولكن تطلق عليهم لقب العرقيات الإيرانية، كل هؤلاء يعانون ليس فقط من العقوبات الاقتصادية وتدهور البنية التحتية وتردي الأوضاع السياسية وتقييد الحريات والآراء إلى أن الأمر وصل حد معاملتهم كفصائل عرقية لا تنتمي للمكون الإيراني صاحب الأصول الفارسية.

الشبح الأكبر الذي يهدد الرئيس الإيراني 

وأوضحت عسلة أن العقوبات الدولية والفقر هم الشبح الأكبر الذي يهدد الرئيس الإيراني القادم في ظل دولة ذات موارد نفطية مهولة ولكنها عاجزة عن تصديره بأسعار معقولة في ظل عقوبات اقتصادية طالت إيران وتزداد مع الوقت، حتى في ظل وجوه إيران إلى بيع النفط إلى الصين ودول أخرى بأسعار مخفضة كالتحايل على العقوبات الدولية إلى أن ذلك لم يسعف الاقتصاد الإيراني في ظل وجود أزمة فساد إداري تكشف عنها الصحف المعارضة الإيرانية من حين إلى آخر.

وأشارت إلى أنه إذا فما ينتظره المواطن الإيراني هو رئيس يجيد الإدارة ويمكن أن نطلق عليه لقب مدير قبل لقب رئيس الجمهورية الإيرانية وشخص لا ينتمي إلى أيديولوجيات دينية تمنعه من التعامل مع مشاكل كافة المذاهب والأعراق الإيرانيه بحرية ومرونة للاطلاع على مشاكلهم وإيجاد حلول واقعية لها.

ولعل إعلان إيران مؤخرا دعمها لميليشيا الحوثي التي تقود الفوضى في اليمن والبحر الأحمر هو بمثابة إعلان من المرشد الأعلى علي خامنئي بأن سياسة إيران لن تتغير مع أي رئيس قادم، وهذا ما أكدت عليه تصريحات لقادة الحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الماضية ما يجعلنا نستنتج أن السلطة الفعلية القادرة على وضع السياسات وإيجاد الحلول متمثلة في المرشد الأعلى الذي يعلن أنه لا جديد في السياسة الإيرانية مع أي رئيس قادم إذا لا حلول في الأفق للأزمات التي تشهدها إيران على مستوى داخلي وخارجي وعلى رأسها أزمات الفقر والعقوبات والتي تعكس تردي الأوضاع السياسية الإيرانية في التعامل مع المجتمع الدولي وكذلك في التعامل مع المواطن بالداخل.