رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات المخرج "كمال سليم" الغرامية.. ما مصير قصته مع فاطمة رشدى؟

كمال سليم
كمال سليم

يعد المخرج كمال سليم، رائد تيار الواقعية في السينما المصرية، في حياته الشخصية قصص حب غرامية أشهرها قصة الحب التي ربطته بالفنانة فاطمة رشدي.

 

غرام كمال سليم ببنت الجيران

في سيرته الذاتية ــ قيد النشر ــ يذكر الكاتب الروائي الكبير مصطفي نصر أن "كمال سليم ــ هو بحق رائد الواقعية في السينما المصرية ــ كان عاطفيًا في حياته إلى أبعد الحدود، يخرج من قصة حب ليقع في قصة حب أخرى"، وكان يقول لمن يلومه على ذلك: "إن الحب هو وقود الفنان، ولابد للفنان أن يحترق لكي يصنع فنا".

تابع: "أول ما أحب، أحب بنت الجيران، صاحبة أجمل وجه في الحي الذي يعيش فيه فقرر أن يتزوجها أثناء قيامه بإخراج فيلمه الأول (وراء الستار) وتقدم لخطبتها، لكن والدها سأله: حضرتك بتشتغل إيه؟، قال له كمال سليم مخرج سينمائي، فسأله والد الفتاة: يعني إيه مخرج؟".

يستطرد: "حاول كمال سليم أن يوضح له الأمر، فهز الرجل رأسه بما يعني أنه فهم كل شيء، ثم اعتذر له لأنه ظن أنه من الذين يقفون على باب السينما – أثناء دخول وخروج الجمهور".

يضيف "نصر": "ثم أحب كمال سليم سيدة ألمانية كانت تشتغل بالمونتاج السينمائي باستوديو مصر اسمها (مدام لوتس)، فتعلم من أجلها اللغة الألمانية، أو ربما هي التي علمته إياها، كما علمته فن المونتاج، وكان ذلك أثناء عمله رئيسا لقسم السيناريو باستوديو مصر، ومعروف أن أقصر طريق لتعلم اللغة أن تحب فتاة تجيدها".

 

غرام كمال سليم بفاطمة رشدي

يستدرك "نصر": “لكن غرامه الخالد الذي ملأ حياته بالألم والعذاب هو غرامه بـ(فاطمة رشدي) بطلة فيلمه العزيمة، وإلى الأبد الذي أدي بهما إلى زواج قصير، فقد رشحها كمال سليم لبطولة فيلم "العزيمة"، بينما كانت تقوم برحلة للجزائر وباريس، وأرسل يستدعيها عن طريق قنصل مصر بباريس، كان حديثه معها في العمل فقط، إلى أن بدأ التصوير الذي كانت تتخلله مشاهد عاطفية بينها وبين بطل الفيلم – حسين صدقي – فكان كمال سليم – المخرج – يقوم بتحفيظها فيلقي عليها كلمات الحب التي تجيء على لسان حسين صدقي وترد هي عليه بكلمات الدور".

يضيف: "لاحظت فاطمة رشدي أن صوت كمال سليم يتهدج أثناء الحوار، ويلقي كلمات الحب بعاطفة عالية، إلى أن فاتحها في الزواج، فسعدت، لأنها كانت معجبة بشخصيته القوية الجذابة، وتشعر بالفخر لأنها ستتزوج عبقري السينما، كما سبق أن تزوجت عزيز عيد – عبقري المسرح.

 

فاطمة رشدي

يقول: "لقد أحب كمال سليم، فاطة رشدي حبًا شديدًا، وبادلته هي أيضًا ذلك الحب، وهذا ما أدى لنجاح فيلم العزيمة الذي كان إحدى معجزات السينما المصرية، بسبب هذا الحب المتوهج الذي جمع بين كمال سليم وفاطمة رشدي، لأن الحب هو الذي يصنع العبقرية".

يوضح "نصر": "أرى أن فاطمة رشدي، نوع من النساء، تحترق الفراشات من شدة توهجها كلما إقتربت منها، وقد فعلت هذا في زوجها الأول عزيز عيد – أبوالمسرح المصري – وقد عبر عن ذلك سعد مكاوي في روايته (شهيرة) عن الفنانة التي يحترق كل من يقترب منها. فقد خرج كمال سليم من تجربته معها مصابا بعقدة نفسية جعلته يدمن الشراب، ويغرق همومه في الكأس".

 

قصة الحب التي جمعت بين أميرة أمير وكمال سليم

ويمضي "نصر" في حديثه: "وسرعان ما قابل كمال سليم الفتاة سعدية أبوالعلا عبدالرحمن التي ترقص في ملهى قديم بشارع عبدالخالق ثروت اسمه (ملهى الدولز)، فتاة صغيرة من أصول فقيرة، تمر بأزمات عائلة صعبة، فوالدها الجزار تشاجر مع مفتش التموين الذي أتهمه بالبيع بأزيد من التسعيرة، وأنتهى الأمر، بأن ضرب مفتش التموين بالساطور فقتله، ودخل السجن، وتشردت أسرته، فبحثت ابنته الكبرى سعدية عن عمل لكي تطعم أمها وإخوتها التسعة، خاصة أنها أختهم الكبيرة. عملت سعدية خياطة بقروش قليلة، ثم راقصة في الملهى، لكن صديقة لها قالت لها: الممثلة عزيزة أمير، تبحث عن فتاة مناسبة لتؤدي دور إبنتها في فيلمها الجديد، فأجابتها سعدية قائلة: لكنني لا أعرف التمثيل، صدقيني، جمالك الباهر سيجعلهم يختارونك للدور".

تقدمت سعدية للاختبار، فأعجب المخرج نيازي مصطفى بها، ووافقت عليها عزيزة أمير، وأختارت لها اسم أميرة أمير. واستطاع مدير الدعاية للفيلم أن يقنع الجماهير أن أميرة أمير هي أصلًا ابنة عزيزة أمير، وانتشر الخبر، وباركته عزيزة أمير – في الأول - على أساس إنه دعاية لفيلمها الجديد "ابنتي" من بطولتها وإنتاجها. وقامت عزيز أمير بدور الأم ناهد، وأميرة أمير قامت بدور ابنتها هدي وعرض الفيلم في شهر أبريل عام 1944.

أميرة  أمير

أعجبت أميرة أمير بهذه الحكاية، فأكدت لكل من يسألها، أنها حقيقة ابنة عزيزة أمير، حتى ضجت عزيزة أمير وصرخت وأعلنت عن أنها لم تنجب بنات.

أعجب المخرج كمال سليم بأميرة أمير، فأسند إليها دورين مهمين في فيلميه حنان وليلة الجمعة عام 1944، ثم تزوجها وجعلها بطلة فيلم قصة غرام عام 1945، ومات كمال سليم فجأة قبل أن ينتهي من إخراج الفيلم، فأكمل تلميذة محمد عبدالجواد الإخراج، وأعجب بجمال سعدية أبوالعلا عبدالرحمن وتزوجها، وأخرج لها فيلمين هما: الدنيا بخير مع إبراهيم حمودة وعودة طاقية الإخفاء مع بشارة واكيم.