رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس بعثة الحج الرسمية: التنظيم الدقيق والاستعانة بالذكاء الاصطناعى سر نجاح موسم الحج

موسم الحج
موسم الحج

قال اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية  رئيس بعثة الحج الرسمية إن التنظيم الدقيق من قبل السلطات السعودية، واستعانتها بالذكاء الاصطناعي، هما سر نجاح موسم الحج، مثمنا في الوقت نفسه التسهيلات التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن، ما مكنهم من أداء المناسك في سهولة ويسر.

نجاح المملكة فى موسم الحج الحالى يعد امتدادًا لسلسلة نجاحاتها فى خدمة ملايين المسلمين

وأكد مساعد وزير الداخلية، اليوم الخميس، أن نجاح المملكة العربية السعودية في موسم الحج الحالي يعد امتدادًا لسلسلة نجاحات المملكة في خدمة ملايين المسلمين الذين يأتون سنويا من كل فج عميق لحج بيت الله الحرام، وذلك تجسيدًا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بتقديم أفضل الخدمات للحجاج، وتجسيدًا لرؤية المملكة 2030، وحرصها على توفير حج آمن وميسر لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.

وأشاد رئيس بعثة الحج الرسمية بالتسهيلات التي قدمتها السلطات السعودية لبعثة الحج المصرية، والتي تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، على المستويين الشعبي والرسمي.

نجاح موسم الحج يعكس قدرة المملكة وحرصها على تحمل هذه المسئولية المقدسة

وشدد على أن نجاح موسم الحج الحالي يعكس مدى قدرة المملكة العربية السعودية وحرصها على تحمل هذه المسئولية المقدسة بإقامة كبرى الشعائر الإسلامية.

وشهد موسم الحج هذا العام استخدامًا غير مسبوق للتكنولوجيا الحديثة من قبل المملكة في موسم الحج هذا العام، خاصة الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بهدف تطوير الخدمات المقدمة للحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك؛ حيث نجحت السعودية في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة لخدمة الحجيج، لتحدث نقلة نوعية في إدارة أهم حدث ديني في حياة المسلمين.

 مرشدون آليون

ويأتي في مقدمة التقنيات الحديثة هذا العام "المرشدون الآليون"؛ حيث تم نشر روبوتات ذكية في الحرم المكي الشريف والمناطق المحيطة به لتوجيه الحجاج، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة بالعديد من اللغات المختلفة، ما يسهل الحركة والانتقال للجنسيات المختلفة في الحرم وحوله.

ومن وسائل الذكاء الاصطناعي المميزة أيضًا في حج هذا العام "الروبوتات الطبية"، التي توفر الخدمات الطبية الأساسية للحجاج، إضافة إلى تطبيقات "التوجيه والملاحة"، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير مسارات مُثلى للحجاج لتجنب الزحام، في ظل الأعداد الكبيرة في الحج أو في أوقات التزاحم المختلفة لأداء مناسك الحج.

واستفادت المملكة العربية السعودية من الذكاء الاصطناعي، خاصة عبر منظومة "إدارة الحشود"؛ حيث يتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في نقاط معينة، ما يسهم في تقليل المخاطر، وأيضًا "التنبؤ بالازدحام"، فالذكاء الاصطناعي يسهل خطط السير بشكل كبير، فعبر استخدام البيانات التاريخية والنماذج التنبؤية والإرشادية يمكن توقع أوقات وأماكن الازدحام واتخاذ إجراءات استباقية لمنع المشكلات المرورية والزحام.

تمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج

ومن أبرز أوجه التطوير التي أدخلتها المملكة في موسم الحج هذا العام، بطاقة الشعائر الذكية (نسك)، التي أطلقتها السلطات السعودية لتمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج؛ حيث تعد المستند التعريفي للحاج، والإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في منطقة المشاعر المقدسة، ويتم عبرها الحصول على كافة المعلومات الشخصية والصحية للحاج، وبيانات السكن، بجانب معلومات التواصل مع مسئول بعثته والشركة المختصة بتقديم الخدمات له.

كما استحدثت المملكة العديد من التطبيقات الذكية لتوفير معلومات حول مناسك الحج، وخرائط المشاعر المقدسة، مترجمة بعدد من اللغات، وكذلك إتاحة التسجيل للتطوع في خدمة الحجاج إلكترونيًا، ما ساهم في زيادة أعداد المتطوعين وتنظيم مهامهم بشكل أفضل، ناهيك عن حجز زيارة الروضة الشريفة إلكترونيا؛ لضمان توزيع الفرصة على جميع الحجاج بشكل عادل ومنظم لزيارتها.

كما قامت السلطات السعودية بالتوسع في استخدام أنظمة المراقبة الذكية؛ لضمان الأمن والسلامة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، وكذلك إطلاق نظام "تراحم" لتقديم المساعدة للحجاج الذين يفقدون وجهتهم أو يواجهون صعوبات.

المنظومة الصحية جهزت 189 مستشفى ومركزًا صحيًا وعيادة متنقلة

وعلى الصعيد الطبي، كعادتها دائمًا لا تبخل المملكة بتوجيه كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة لحجاج بيت الله الحرام، وتم توفير العديد من المستشفيات المتنقلة في صعيد عرفات الطاهر، لضمان تقديم الرعاية الصحية للحجاج على مدار الساعة؛ حيث قامت المنظومة الصحية بتجهيز 189 مستشفى ومركزًا صحيًا وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد على 6500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يتجاوز عددهم 40 ألفًا، وبسيارات إسعاف تزيد على 370 سيارة، و7 طائرات إسعافية، و12 مختبرًا، و60 شاحنة، لتوفير أكثر من 1860 بندًا طبيًا، بالاضافة إلى تجهيز 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في منطقة المشاعر المقدسة.

وبلغ عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية هذا العام خلال موسم الحج أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من 28 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 720 قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من 1169 جلسة غسيل كلوي، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، لتسهم الجهود التوعوية الاستباقية في الحد من زيادة عدد الحالات.

وعلى الصعيد الميداني، وفي مشهد لافت للنظر، شهدت منطقة الحرم المكي الشريف، ومنطقة المشاعر المقدسة، تواجدا أمنيا مكثفا، ولكنه كان ناعما في التعامل مع ضيوف الرحمن؛ حيث عمل على تنظيم عملية الدخول والخروج من الحرم، لمنع أي تكدسات من شأنها أن تحدث أي حوادث تدافع لا قدر الله، من خلال إرشاد الحجاج إلى مسارات الدخول والخروج، مع ابتسامة لا تفارق الوجه، تبعث الطمأنينة في قلوب ضيوف الرحمن.

إرشاد الحجاج إلى مسارات السير الصحيحة

وكذلك الحال في منطقة المشاعر المقدسة، سواء على صعيد عرفات الطاهر أو بالمشعر الحرام (المزدلفة) أو مشعر منى؛ حيث انتشر آلاف الضباط والجنود لإرشاد الحجاج إلى مسارات السير الصحيحة، وكذلك إلقاء رذاذات المياه عليهم، لتخفيف حدة ارتفاع درجات الحرارة على أجسادهم.

وشهد موسم الحج هذا العام ازديادًا ملحوظًا في أعداد الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل الجهود المبذولة لضمان رحلة حج آمنة وميسرة؛ ورغم زيادة الأعداد، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت مدى رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم هذا العام، وذلك بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة واتباع أساليب حديثة في التعامل معهم.

ويُعدّ استخدام المملكة العربية السعودية التكنولوجيا الحديثة في تنظيم الحج نموذجًا يُحتذى به لخدمة ضيوف الرحمن، فيما تُظهر هذه الجهود حرص المملكة على توفير تجربة حج آمنة وميسرة لجميع الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتعكس التزامها بتحقيق رؤية 2030.