«كوبا أمريكا».. انطلاق بطولة السحر والخيال بمواجهة الأرجنتين وكندا فجر الجمعة
تنطلق بطولة «كوبا أمريكا ٢٠٢٤» فى نسختها الـ٤٨ على ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية، بمواجهة الأرجنتين حامل اللقب بطل العالم ونظيره الكندى، فى الثالثة فجر غد، على ملعب «مرسيدس بنز» فى أتلانتا، الذى يتسع لـ٧١ ألف متفرج.
وتستمر منافسات البطولة حتى ١٥ يوليو المقبل، بمشاركة ١٦ منتخبًا، بواقع ١٠ منتخبات من أمريكا الجنوبية، و٦ منتخبات من أمريكا الشمالية.
هل سيكون الظهور الأخير يا ميسى؟
يستعد النجم المخضرم ليونيل ميسى، قائد منتخب الأرجنتين، لظهوره ربما الأخير فى «كوبا أمريكا»، بعدما حقق البالغ من العمر ٣٧ عامًا جميع أحلامه مع «راقصى التانجو» فى السنوات الأخيرة، بعد معاناة خلال مسيرته الطويلة بقميص منتخب بلاده، التى بدأت فى ٢٠٠٥ تحت قيادة المدرب خوسيه بيكرمان.
وتعد نسخة ٢٠٢٤ هى الظهور السابع لـ«ميسى» فى «كوبا أمريكا»، بعد ٦ مشاركات سابقة فى ٢٠٠٧ و٢٠١١ و٢٠١٥ و٢٠١٦ و٢٠١٩ و٢٠٢١، التى أحرز خلالها ١٣ هدفًا فى ٣٤ مباراة.
وسيكون «ميسى» متعطشًا لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية، ويدخل البطولة وهو فى حالة رائعة هذا الموسم مع إنتر ميامى الأمريكى، بعدما أسهم فى ٢٥ هدفًا خلال ١٥ مباراة، من خلال تسجيله ١٤ هدفًا وصناعة ١١.
ويعتبر نجم برشلونة السابق وفريق إنتر ميامى الحالى على بعد ٥ أهداف فقط ليصبح هداف المسابقة التاريخى، وهو اللقب الذى يتصدره الأرجنتينى نوربرتو مينديز، والبرازيلى زيزينيو، برصيد ١٧ هدفًا لكلا اللاعبين.
وبمجرد أن يشارك «ميسى» فى أى مباراة من مباريات منتخب بلاده فى البطولة، سيصبح صاحب أعلى ظهور منفرد على الإطلاق، إذ يتساوى حاليًا فى عدد مرات الظهور مع سيرجيو ليفينجستون، نجم تشيلى السابق، برصيد ٣٤ مباراة.
«التانجو» المرشح الأول.. وتعويل على «ليونيل» كالعادة
يعتبر «راقصو التانجو» أبرز المرشحين للتتويج بلقب «كوبا أمريكا»، وهو الأكثر تتويجًا بالبطولة على مدار التاريخ، بعد أن فاز بها فى ١٥ نسخة، متساويًا مع أوروجواى بنفس الرصيد.
ويدخل الأرجنتين البطولة وهو حامل لقب كأس العالم الأخيرة، وهى الثالثة فى تاريخه، بالإضافة إلى ذلك، فاز رفاق ليونيل ميسى فى ٣٦ مباراة متتالية دون خسارة خلال عامين ونصف العام تقريبًا.
وكانت نتائج الأرجنتين فى ٢٠٢٣ شبه مثالية، بعد أن تصدر تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦، مع تحقيق خمسة انتصارات، مقابل خسارة واحدة أمام أوروجواى بقيادة المدرب الأرجنتينى مارسيلو بيلسا.
ويعول ليونيل سكالونى، المدير الفنى لمنتخب الأرجنتين، على نجمه الأول حامل الكرة الذهبية ليونيل ميسى، الذى يقدم أداءً مميزًا مع فريقه إنتر ميامى الأمريكى، مع الاعتماد أيضًا على نفس الأسماء التى توجت بكأس العالم الأخيرة فى قطر.
أوروجواى يحاول فض الشراكة مع «راقصى التانجو»
منتخب أوروجواى هو ثالث المرشحين للتتويج بـ«كوبا أمريكا ٢٠٢٤»، خاصة أنه يشترك مع الأرجنتين فى صدارة ترتيب المنتخبات الأكثر فوزًا باللقب، مع نظيره الأرجنتينى، برصيد ١٥ مرة لكليهما.
وتعد نسخة هذا العام فرصة أمام أوروجواى لفض الشراكة مع «التانجو»، والعودة لصدارة المشهد، بعد خيبة الأمل التى منى بها فى كأس العالم ٢٠٢٢، عندما خرج من دور المجموعات، بهزيمة أمام البرتغال وتعادل مع كوريا الجنوبية وفوز على غانا.
ويعلق أوروجواى آمالًا كبيرة على مدربه الأرجنتينى مارسيلو بيلسا، الذى تغير معه الشكل والأداء، وقاده لاحتلال المركز الثانى فى تصفيات كأس العالم، برصيد ١٣ نقطة، بفارق نقطتين عن المتصدر الأرجنتين.
ويضم منتخب أوروجواى العديد من العناصر الشابة والمميزة، على رأسها فيدريكو فالفيردى، لاعب وسط ريال مدريد، البالغ من العمر ٢٥ عامًا، صاحب القيمة التسويقية الأعلى بين زملائه فى الفريق بـ١٢٠ مليون يورو.
هناك أيضًا رونالد أراوخو، مدافع برشلونة، وهو فى نفس عمر «فالفيردى»، وتبلغ قيمته السوقية ٧٠ مليون يورو، إلى جانب أسماء أخرى مهمة، مثل رودريجو بينتانكور، لاعب وسط توتنهام الإنجليزى، ومانويل أوجارتى، لاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسى، وداروين نونيز، مهاجم ليفربول الإنجليزى.
نيمار وكاسيميرو وريتشارليسون وديبال أبرز الغائبين
يأتى نيمار دا سيلفا، قائد منتخب البرازيل لاعب الهلال السعودى، على رأس النجوم الغائبين عن «كوبا أمريكا»، بعد إصابته بقطع فى الرباط الصليبى، فى بداية الموسم الماضى، ليغيب عن البطولة لأول مرة، منذ مشاركته مع «السامبا» على الإطلاق.
ويفقد منتخب «السامبا»، كذلك، خدمات حارسه إيدرسون، بعد تعرضه لكسر فى مقبس العين، خلال مباراة فريقه مانشستر سيتى ضد توتنهام، ضمن منافسات الأسبوع الأخير من الدورى الإنجليزى الممتاز المنقضى.
كما قرر دوريفال جونيور، المدير الفنى لمنتخب البرازيل، استبعاد قائد المنتخب السابق كاسيميرو، لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزى، بعد موسمه المخيب للآمال مع «الشياطين الحمر»، وكذلك ريتشارلسون، مهاجم توتنهام الإنجليزى.
ولن تقتصر الغيابات على «السامبا»، فهناك أيضًا جارى ميديل، قائد منتخب تشيلى لاعب فاسكو دى جاما البرازيلى، الذى أصبح خارج الحسابات، بعدما وصل إلى ٣٦ عامًا، علاوة على أرتورو فيدال، قائد ونجم المنتخب، بقرار من المدير الفنى.
ويفتقد منتخب الإكوادور خدمات بيرفيس إستوبينان، ظهير أيسر برايتون ألبيون الإنجليزى، الذى يعد واحدًا من أفضل الأظهر فى «البريميرليج» خلال الموسمين الماضيين.
ويغيب كذلك الأرجنتينى باولو ديبالا، عن قائمة منتخب «التانجو»، رغم تقديمه موسمًا متميزًا مع روما الإيطالى، وإيدنسون كافانى، هداف ونجم منتخب أوروجواى ونادى بوكا جونيورز، وماتياس فيسينو، لاعب وسط منتخب أوروجواى.
فالفيردى.. حان وقت قيادة أوروجواى
يأتى خلف «ميسى» و«فينيسيوس» فيدريكو فالفيردى، لاعب وسط ريال مدريد ومنتخب أوروجواى، الذى أصبح يمتلك من الخبرات ما يؤهله لقيادة منتخب بلاده فى «كوبا أمريكا»، بعد رحلته الملهمة مع ريال مدريد.
وسجل «فالفيردى» ظهوره الأول مع منتخب أوروجواى فى ٢٠١٧، وشارك فى «كوبا أمريكا» نسختى ٢٠١٩ و٢٠٢١، إلى جانب مونديال قطر ٢٠٢٢، وفاز بـ«الكرة الفضية» للبطولة، وفى العام التالى انضم إلى «الفريق المثالى» فى الدورى الإسبانى.
دياز يبحث عن ثانى ألقاب كولومبيا
من ضمن النجوم المنتظر تألقهم فى «كوبا أمريكا»، لويس دياز، جناح منتخب كولومبيا وليفربول الإنجليزى، الذى يضع المدرب الأرجنتينى نيستور لورينزو عليه آمالًا كبيرة.
ويخوض «دياز» ثالث نسخة من «كوبا أمريكا» على التوالى، وتعقد الجماهير آمالًا كبيرة عليه وعلى رفاقه لتحقيق اللقب الثانى لكولومبيا، بعدما سبق للمنتخب الفوز بنسخة ٢٠٠١، التى أقيمت على أرضه.
وبعد تجربة مريرة تعرض لها فى أكتوبر من العام الماضى، حينما تم اختطاف والديه، قبل تحريرهما بعد ذلك، سيحاول «دياز» مع زملائه تقديم أفضل أداء ممكن، ونتيجة أفضل من الحصول على المركز الثالث فى نسخة ٢٠٢١ بالبرازيل.
إندريك وكاربونى مواهب منتظرة
يتصدر البرازيلى إندريك، صاحب الـ١٧ عامًا، قائمة المواهب المنتظر تألقها فى «كوبا أمريكا ٢٠٢٤»، خاصة مع التوقعات بأن يكون أساسيًا رفقة «فينيسيوس» و«رودريجو» فى هجوم «السامبا».
المهاجم الشاب الذى سيبدأ مشواره مع ريال مدريد فى الموسم المقبل، شارك فى ٢٢ لقاءً، سجل خلالها ٤ أهداف وصنع ٢، وفرض نفسه بقوة على مدرب «السامبا»، بتسجيله هدفين فى ٤ مباريات فقط بقميص المنتخب.
يأتى بعده فالنتين كاربونى، موهبة الأرجنتين، الذى أثنى عليه الأسطورة ليونيل ميسى، وهو يبلغ ١٩ عامًا، ويلعب فى وسط ميدان مونزا الإيطالى، معارًا من صفوف إنتر ميلان. ولعب «كاربونى» مع فريقه فى ٣٢ لقاءً، سجل خلالها هدفين وصنع ٤.
هناك أيضًا الأمريكى ماليك تيلمان، لاعب وسط أيندهوفن الهولندى، المتوج ببطولة الدورى مع فريقه، وأحد أبرز لاعبى الدورى الهولندى فى الموسم الماضى. ويعد صاحب الـ٢٢ عامًا ضمن اهتمامات بايرن ميونخ الألمانى والعديد من الأندية الأوروبية الأخرى. شارك «تيلمان» فى ٤٠ لقاء هذا الموسم، سجل خلالها ٩ أهداف وصنع ١٥.
ولا ننسى أيضًا فاكوندو بليسترى، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزى ومنتخب أوروجواى، الذى قدم أداءً مميزًا مع منتخب بلاده فى مونديال قطر، وخرج للإعارة إلى صفوف غرناطة، ليشارك فى ٢٩ لقاء، ويسجل خلالها هدفين ويصنع ٣.
أخيرًا لويس سينستيرا، صاحب الـ٢٤ عامًا، الذى يعد واحدًا من المواهب الصاعدة فى الدورى الإنجليزى، مع فريقه بورنموث، ما جعله ضمن اهتمامات كبار أندية «البريميرليج» هذا الصيف، بعدما شارك فى ٥٤ لقاءً بجميع المسابقات، سجل خلالها ٨ أهداف وصنع ٦.
«الكرة الذهبية» تحفز فينيسيوس جونيور
خلف «ميسى» سيحاول فينيسيوس جونيور استكمال موسمه الخرافى مع ريال مدريد، من خلال التتويج الأول له بلقب «كوبا أمريكا»، الذى قد يقربه بقوة من التتويج بـ«الكرة الذهبية»، لأول مرة فى مسيرته.
ويضع منتخب البرازيل كل آماله على نجم «الملكى»، خاصة فى ظل غياب القائد نيمار، وبعدما قاد ريال مدريد للفوز بلقبى الدورى الإسبانى ودورى أبطال أوروبا، وقبلهما كأس السوبر الإسبانى، مع مساهمة صاحب الـ٢٣ عامًا فى ٣٥ هدفًا خلال ٣٩ لقاء مع «الميرنجى»، بواقع ٢٤ هدفًا و١١ صناعة.
البرازيل يسعى لاستعادة أمجاده وتعويض إخفاق آخر نسخة
يسعى منتخب البرازيل لاستعادة أمجاده الكروية مرة أخرى، عندما يشارك فى «كوبا أمريكا ٢٠٢٤»، خاصة أنه رغم النجاحات الكبيرة لـ«السامبا» على المستوى العالمى، تعد نجاحاته على المستوى القارى متوسطة نسبيًا.
يأتى ذلك فى ظل السيطرة الكبيرة لمنتخبى الأرجنتين وأوروجواى على ألقاب بطولة «كوبا أمريكا»، بينما «السيليساو» هو ثالث أكثر المنتخبات تتويجًا باللقب بعدهما، بعد أن حصد ٩ ألقاب، مقابل ١٥ لكلا المنتخبين.
وتغيب «كوبا أمريكا» عن البرازيل منذ عام ٢٠١٩، ورغم أنه سيدخل منافسات ٢٠٢٤ دون نجمه وهدافه التاريخى بـ٧٩ هدفًا، نيمار دا سيلفا، لاعب الهلال السعودى، بسبب الإصابة، يعتمد دوريفال جونيور، المدير الفنى، على قائمة من اللاعبين المميزين، على رأسهم ثنائى بطل أوروبا ريال مدريد، فينيسيوس جونيور ورودريجو، بجانب جابرييل مارتينيلى، لاعب أرسنال الإنجليزى، وماركينيوس، لاعب باريس سان جيرمان، وبرونو جيماريش، لاعب نيوكاسل.
ويرغب «جونيور» فى قيادة البرازيل للتتويج باللقب، خاصة أنه أحد المرشحين لحصده، بعدما احتل المركز الثانى فى النسخة الماضية، عقب الخسارة أمام الأرجنتين فى المباراة النهائية، ما يزيد من الضغوط.
كما لن تقبل الجماهير البرازيلية بخسارة جديدة أمام الأرجنتين، حال تكررت مواجهة النسخة الماضية، لكن مهمة دوريفال جونيور لن تكون سهلة على الإطلاق، مع ارتفاع مستويات المنتخبات المشاركة فى البطولة.
ويشارك منتخب البرازيل فى البطولة بالمجموعة الرابعة، ويبدأ مشواره بمواجهة كوستاريكا على ملعب «صوفى»، ثم يواجه باراجواى بعدها بـ٤ أيام على ملعب «أليجانت»، قبل أن يختتم مبارياته فى دور المجموعات بمواجهة كولومبيا على ملعب «ليفيس ستاديوم»