رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الأمير: حتى الآن لم نعرف من هى "فاطمة أم السيد"

سمير الأمير
سمير الأمير

تبدو ثنائية عيدي الفطر والأضحي عامة بين المصريين، فبينما يعد عيد الأضحي، عيد لــ “اللحوم” بلا ملابس جديدة أو “عيدية”، لكن عيد الفطر أو العيد الصغير، هو المستهدف للصغار نظرا لما يتمتعون خلالها من مزايا عدة، في القلب منها الحصول علي “العيديات” المحترمة والملابس الجديدة، وهو ما لا يجدونه في العيد الكبير أو عيد الأضحي والذي يصفه الكبار لهم بأنه “عيد اللحمة”.

عيد الأضحي عيد اللحمة وعيديته “البيض”

وعن ذكريات طفولته مع عيد الأضحي، يقول الشاعر الكاتب والناقد سمير الأمير في تصريح خاص لــ “الدستور”: كأطفال كنا نحب عيد الفطر أكثر من عيد الاضحى، وكنا نميز العيدين بأن عيد الفطر هو “عيد النقود والعيدية”، بينما عيد الأضحى هو"عيد اللحمة".

ويستدرك “الأمير”: لكننا كنا نستقبل العيدين بنفس الأغاني فيتجمع كل أطفال القرية ونهتف في الشوارع: 
بكرة العيد ونعيد 
وندبح فاطمة أم السيد
ونحطها في ف القراونة
وندلى عليها بالخرزانة. 

ويوضح “الأمير”: حتى الآن لم نعرف من هي "فاطمة أم السيد" ولماذا سنذبحها في العيد، لكن نفس الغنوة بتنويعات بسيطة موجودة في كل القرى المصرية.

وفي عيد  النقود كنت أحصل على ما مجموعه أكثر  من خمسين قرشا في اليوم الأول، وهو مبلغ ضخم جدا في الستينيات باعتبار أن قرية “منشأة الأمير” كلهم أقاربي.

أما في عيد الأضحى فلم نكن نحصل على عيدية  من النقود.. وكان الكبار يقولون لنا: العيدية لحمة. ولكننا لم نكن نقتنع فنصر على أخذ عيدية وفي كثير من الحالات يرضخ الكبار فيحصل كل طفل على نصف قرش أو قرش كامل، أو قرشين بحسب درجة القرابة.

لكن الأطفال كانوا يذهبون لكل البيوت بلا استثناء، ولا يميزون بين أقارب أو غير أقارب ولا بين بيوت أغنياء وبيوت فقراء.. وفي كثير من المرات كنا نحصل على عيديات عبارة عن "بيض دجاج"  في تلك السنوات كان البيض (عُملة) نشتري به الحلوى والآيس كريم الذي كان يسمى(الزالطة).

ويختتم صاحب ديوان “تفاصيل حلم مكملش”: وكان لتربيتنا الدينية الفضل في تقبل مشهد ذبح الأضاحي، فمع كل خروف يضحى به  نتمثل قصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام، باعتبار أن الخروف أنقذ طفلا من الموت، لكن لم أكن أنا في سني الصغير قادرا على تفهم  كيف يجب تنفيذ ما جاء في رؤية سيدنا إبراهيم حرفيا، ومع تقدمي في العمر عرفت أنها أمثولة لتدريب النفس على طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة الأب أيضا.