رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأئمة والواعظات المرافقون ضيوف الرحمن: «نوعيهم بكل المناسك.. ونرفع شعار التيسير»

جانب من الحدث
جانب من الحدث

حرصت البعثات الرسمية للحج، سواء التابعة لوزارات الداخلية أو السياحة والآثار أو التضامن الاجتماعى، على إيفاد مجموعة من علماء الأوقاف مع الحجاج، لمصاحبتهم فى أداء الركن خطوة بخطوة، والرد على جميع الاستفسارات التى تخطر فى بال الحجاج، مع التيسير المنضبط عليهم، دون أى تهاون فى الشرع.

قال الدكتور محمد عزت، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويكون لمن استطاع إليه سبيلًا، ويعد بمثابة استجابة من المؤمنين لدعوة أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله تعالى أن يؤذن فى الناس بالحج.

وأضاف «عزت»: «الحج رحلة إيمانية تهفو إليها نفوس المسلمين جميعًـا، آملين عفو ربهم ومغفرة ذنوبهم، وأن يعودوا كما بشرهم نبينا، صلى الله عليه وسلم، برآء من الخطايا كما ولدتهم أمهاتهم».

وفيما يتعلق بإيفاد الأئمة والواعظات، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «وزارة الأوقاف تسخر جهودها هذا العام للتيسير على حجاج بيت الله الحرام، من خلال أعضاء البعثة الدعوية من الأئمة والواعظات، عبر تكليف ٣٥ إمامًا وواعظة بمرافقة بعثة الحج، بعد اجتيازهم الاختبارات والمقابلات بنجاح».

وأضاف: «مهمة أئمة وواعظات الأوقاف فى موسم الحج هى خدمة ضيوف الرحمن فى المشاعر والمناسك المقدسة، والتيسير على حجاج بيت الله عز وجل، باعتباره منهجًا نبويًا راسخًا وأصيلًا فى مناسك الحج».

وواصل: «الحج قائم على السعة والتيسير، فما خُيّر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، وكان أكثر ما يكون تيسيرًا فى الحج، فقوله صلى الله عليه وسلم (افعل ولا حرج) كان عنوانًا كبيرًا للتيسير فى الحج».

وأكد الدكتور أسامة فخرى، رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد، أن جهود الأئمة والواعظات فى خدمة حجاج بيت الله الحرام متنوعة، ففى الداخل يتم إيفادهم إلى الموانئ والمطارات المصرية، لتوعية الحجاج بالمناسك قبل سفرهم إلى بيت الله الحرام، إلى جانب عقد ندوات ولقاءات ودروس وتلاوة قرآن. وفى الخارج يتم إيفادهم رفقة الحجاج، لبيان أحكام المناسك، والرد على الأسئلة والفتاوى المتعلقة بهذه الفريضة العظيمة والركن المهم».

وأوضح «فخرى» أن أبرز الأسئلة التى يسألها الحجاج تدور حول الجمع بين طوافى الركن والوداع، والنيابة فى أعمال الحج، والشك فى أداء بعض المناسك، وحكم البقاء فى مكة بعد طواف الوداع، وغير ذلك من المسائل التى تطرأ حسب الظروف والأحوال، ويرد عليها أئمة وواعظات الأوقاف بكل أمانة وإتقان، وفق ما تم تدريبهم عليه فى الدورات، وتعرفوا عليه من خلال خبراتهم الدعوية.

وأضاف: «هناك الكثير من المسائل التى يتم التركيز عليها فى المناسك، منها تكرار العمرة، وتقديم السعى على الطواف، وحكم المبيت فى منى بنوعيه، وقدر الوقوف بالمزدلفة، والأعمال التى يؤديها الحاج يوم النحر، والترتيب الملائم للتيسير المعاصر فى أداء المناسك»، مشددًا على أن «ضوابط الشرع تدعو إلى التيسير فى أداء المناسك، وهو الشعار الذى يرفعه أئمة وواعظات الأوقاف».

ونبه خالد أبوالعز، المدير الإدارى لأكاديمية الأوقاف الدولية، إلى ضرورة أن يكون الحاج وافيًا الشروط، بداية من النية والنفقة الحلال، والوفاء بالأركان، والبعد عن اللغو والرفث والفسوق وأذية الخلق، مضيفًا: «فذلكم الحج المبرور، كما أخبرنا نبينا».

وواصل «أبوالعز»: «يجب على الحاج الإيثار والإكرام والصبر والاحتمال، والبعد عن كل ألوان الأذى ولو بالكلمة أو النظرة الغاضبة، فالكف عن أذى الناس مطلوب فى كل زمان ومكان، وهذا الأذى أشد حرمة إذا ما حدث فى حرم الله أو فى جواره»، مشيرًا إلى أهمية أن يكون الحاج مُلمًا بالمناسك وأحكام الحج وآدابه قبل سفره، ليغتنمها على الوجه الأكمل، الذى يرجى معه تمام القبول والغفران.

ومن الواعظات، قالت الواعظة مها الدسوقى، إن وزارة الأوقاف أعدت برنامجًا تدريبيًا خاصًا للأئمة والواعظات المشاركات فى بعثة الحج، تحديدًا فى فقه الحج والتيسير المتعلق بهذه الفريضة.

وأضافت «مها»: «إذا كان الإسلام كله قائمًا على التيسير ورفع الحرج، فما يسر نبينا، صلى الله عليه وسلم، فى شىء أكثر من تيسيره على الحجاج»، مشددة على أن «التيسير أولى فى الحج». 

وأشارت إلى أن المقصود هنا هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع، المقرون بمدى القدرة والاستطاعة، الذى يحقق لصاحبه أداء العبادة كاملة، دون أى تهاون، يمكنه تفريغ العبادة من مضامينها الأصيلة السامية.

وأتمت «لا يجب أن تنحصر همة الإنسان فى تتبع كل الرخص فى كل الأركان والواجبات وعلى كل المذاهب، إنما يأخذ من الرخص ما يقتضيه واجب الوقت وظروف أداء الشعيرة وموجبات التيسير».

أما الواعظة رابحة صلاح الدين فقالت إنه تم توزيع كتابين على حجاج بيت الله الحرام، بهدف مساعدتهم والتيسير عليهم، حيث يحملان عنوانى: «الحج والعمرة مناسك وأسرار»، و«التيسير فى الحج».

وأضافت: «فى هذين الكتابين شرح وافٍ لمناسك الحج والعمرة، وإجابة عن جميع التساؤلات التى من الممكن أن تدور فى ذهن الحاج، مع توضيح ما يجيزه الشرع الحنيف من أوجه التيسير».

وأكدت أن القصد الأساسى للواعظات هو العمل على تحقيق مقاصد الشرع الحنيف فى التيسير ورفع الحرج، من غير إنكار على المختلف فى الرأى فيما يقبل الخلاف، منبهة إلى أن «الحج يقتضى البعد عن اللغو والجدل».