ما هو تأثير العنف الأسري على الأطفال؟
تبنت وزارة الصحة والسكان حملة جديدة تخص الصحة النفسية موجهة للوالدين عن آثار العنف الأسري على الأطفال.
فالعديد من الأطفال الذين يتعرضون للعنف في المنزل هم ضحايا للإيذاء الجسدي ومعرضون لخطر كبير لمشاكل الصحة البدنية والعقلية على المدى الطويل، حتى الأطفال الذين يشهدون العنف بين الوالدين قد يكونون أيضًا أكثر عرضة لخطر العنف في علاقاتهم المستقبلية.
وفي هذا السياق يستعرض الدستور في التقرير التالي اثار العنف المنزلي على الأطفال حسب موقع CDC البريطاني.
ما هي الآثار قصيرة المدى للعنف المنزلي أو سوء المعاملة على الأطفال؟
قد يشعر الأطفال في المنازل التي يتعرضون فيها من الوالدين للإيذاء بالخوف والقلق وقد يكونون دائمًا على أهبة الاستعداد، ويتساءلون متى سيحدث العنف التالي ويمكن أن يجعلهم ذلك يتفاعلون بطرق مختلفة، اعتمادًا على أعمارهم:
الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة:
قد يبدأ الأطفال الصغار الذين يتعرضون لعنف من الوالدين في القيام بأشياء اعتادوا القيام بها عندما كانوا أصغر سنًا، مثل التبول في الفراش، ومص الإبهام، وزيادة البكاء، والأنين، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في النوم أو البقاء نائمين؛ تظهر عليهم علامات الرعب، مثل التأتأة أو الاختباء وتظهر عليهم علامات قلق الانفصال الشديد.
الأطفال في سن المدرسة:
قد يشعر الأطفال في هذه الفئة العمرية بالذنب تجاه الإساءة ويلومون أنفسهم عليها، يؤدي العنف المنزلي وسوء المعاملة إلى الإضرار باحترام الأطفال لذاتهم وقد لا يشاركون في الأنشطة المدرسية أو يحصلون على درجات جيدة، ويكون لديهم أصدقاء أقل من غيرهم، ويتعرضون للمشاكل في كثير من الأحيان وقد يعانون أيضًا من الكثير من الصداع وآلام المعدة.
المراهقون:
قد يتصرف المراهقون الذين يشهدون سوء المعاملة بطرق سلبية، مثل القتال مع أفراد الأسرة أو التغيب عن المدرسة وقد ينخرطون أيضًا في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات وقد يكون لديهم تدني احترام الذات ويواجهون صعوبة في تكوين صداقات وقد يبدأون في الشجار أو التنمر على الآخرين، ويكونون أكثر عرضة للوقوع في مشاكل مع القانون هذا النوع من السلوك أكثر شيوعًا عند الأولاد المراهقين الذين يتعرضون للإيذاء في مرحلة الطفولة أكثر من الفتيات المراهقات، فالفتيات أكثر عرضة من الأولاد للانسحاب من الحياة وللإصابة بالاكتئاب.
ما هي الآثار طويلة المدى للعنف المنزلي أو سوء المعاملة على الأطفال؟
يعيش أكثر من ملايين الأطفال حول العالم في منازل حدث فيها العنف المنزلي مرة واحدة على الأقل، هؤلاء الأطفال معرضون بشكل أكبر لخطر تكرار الدورة كبالغين من خلال الدخول في علاقات مسيئة أو أن يصبحوا هم أنفسهم مسيئين.
على سبيل المثال، الصبي الذي يرى والدته تتعرض للإساءة يكون أكثر عرضة للإساءة لشريكته عندما يصبح بالغًا بعشر مرات، وايضا الأطفال الذين يشهدون أو يقعون ضحايا للإيذاء العاطفي أو الجسدي يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية عند البلوغ.
يمكن أن تشمل هذه حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، وقد تشمل أيضًا مرض السكري والسمنة وأمراض القلب وضعف احترام الذات ومشاكل أخرى.
هل يمكن للأطفال التعافي من التعرض للعنف المنزلي أو سوء المعاملة؟
يستجيب كل طفل بشكل مختلف للإساءة والصدمة بعض الأطفال أكثر مرونة، والبعض الآخر أكثر حساسية ويعتمد مدى نجاح الطفل في التعافي من سوء المعاملة أو الصدمة على عدة أشياء، بما في ذلك:
نظام دعم جيد أو علاقات جيدة مع البالغين الموثوق بهم.
ارتفاع احترام الذات.
صداقات صحية.
على الرغم من أن الأطفال ربما لن ينسوا أبدًا ما رأوه أو مروا به أثناء سوء المعاملة، إلا أنه يمكنهم تعلم طرق صحية للتعامل مع مشاعرهم وذكرياتهم عندما ينضجون كلما أسرع الطفل في الحصول على المساعدة، زادت فرصه في أن يصبح بالغًا يتمتع بصحة جيدة عقليًا وجسديًا.
كيف يمكن مساعدة الأطفال على التعافي بعد التعرض للعنف المنزلي؟
مساعدتهم على الشعور بالأمان:
يحتاج الأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف المنزلي إلى الشعور بالأمان، لذلك يمكن احتضانهم كثيرا وتقديم يد العون لهم دائما.
التحدث معهم عن مخاوفهم:
يجب أن يتعرف الوالدين على المزيد حول كيفية الاستماع والتحدث إلى طفلك حول العنف المنزلي.
التحدث معهم عن العلاقات الصحية:
ساعدهم على التعلم من التجربة المسيئة من خلال التحدث عن العلاقات الصحية وما هي العلاقات غير الصحية سيساعدهم هذا على معرفة ما هو صحي عندما يبدأون علاقات رومانسية خاصة بهم.
التحدث معهم عن الحدود:
دع طفلك يعرف أنه لا يحق لأحد أن يلمسه أو يجعله يشعر بعدم الارتياح، بما في ذلك أفراد الأسرة أو المعلمين أو المدربين أو غيرهم من الشخصيات ذات السلطة ولكنفي نفس الوت يتعلم الاحترام.
مساعدتهم في العثور على نظام دعم موثوق:
بالإضافة إلى أحد الوالدين، يمكن أن يكون هذا مستشارًا مدرسيًا أو معالجًا نفسيًا أو شخصًا بالغًا آخر موثوقًا به يمكنه تقديم الدعم المستمر.
الحصول على المساعدة المهنية لهم:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج الحديث أو الاستشارة التي قد تعمل بشكل أفضل للأطفال الذين تعرضوا للعنف أو سوء المعاملة، فالعلاج السلوكي المعرفي مفيد بشكل خاص للأطفال الذين يعانون من القلق أو مشاكل الصحة العقلية الأخرى نتيجة للصدمة، أثناء العلاج السلوكي المعرفي، سيعمل المعالج مع طفلك على تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية يمكن للطبيب المعالج أيضًا أن يساعد طفلك على تعلم طرق صحية للتعامل مع التوتر.