الدكتور خالد عبدالغفار: ملف الصحة ضمن أولويات رئيس الجمهورية
عقد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، مائدة مستديرة، اليوم الخميس، مع الدكتور أوراتسيو سكيلاتشي وزير الصحة بدولة إيطاليا، تحت عنوان "التعاون في مجال الرعاية الصحية وزيادة الاستثمارات المصرية الإيطالية في علوم الحياة"، وذلك للتشارك والاتفاق على وضع آليات عمل تستهدف تبادل الخبرات المعرفية والرؤى الاستراتيجية، بمجالات توطين الصناعة الطبية وزيادة الاستثمارات وحجم الإنتاجية.
يشارك في أعمال المائدة، عدد من قيادات وزارة الصحة المصرية والإيطالية، ووفد من السفارة الإيطالية بمصر يترأسه ميكيلي كوراني سفير إيطاليا، ومجموعة من رجال الأعمال المصريين والإيطاليين في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدد من المسئولين المصريين في قطاع الدواء والمستحضرات الحيوية، وكذلك المجلس التصديرى للدواء والمستحضرات الطبية، واتحاد الصناعات الدوائية، بالإضافة إلى ممثلي من كبرى الشركات الوطنية الرائدة في الصناعات الطبية بمصر، بهدف إجراء مناقشات وعرض البيئة الاقتصادية المصرية في هذا القطاع الحيوي وتحديد أولويات التعاون والاستثمار في مصر.
وافتتح الدكتور خالد عبدالغفار، أعمال المائدة المستديرة، بالترحيب بنظيره الإيطالي بمصر، مثمنًا هذه الزيارة التي أكد أهميتها البالغة في توطيد العلاقات الصديقة بين البلدين، كما أكد أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، يعطي ملف الصحة أولوية كبيرة، مؤكدًا دعم البلاد لتقديم أفضل ما لديها من أدوات لازمة لضمان استدامة هذه العلاقات القوية، والتعاون في مشاركة البيانات والخبرات المعرفية لتطوير النظم الصحية بالبلدين.
وأكد وزير الصحة والسكان، أن من أهم عوامل نجاح هذه الشراكة المثمرة بين الجانبين المصري والإيطالي، التواصل المستمر، وكذلك تبادل المعلومات وبناء القدرات في نقل التكنولوجيا الخاصة بصناعة الدواء، بهدف توطين صناعة الدواء لتغطية السوق المحلية والعمل على التصدير لدول إفريقيا والشرق الأوسط.
كما استعرض الوزير، دور الدولة المصرية في مكافحة الأورام وعلى رأسها سرطان الثدي، ومنها مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، والتي نجحت في الوصول إلى تسجيل 48 مليونا و847 ألفا و421 زيارة لتلقي خدمات التوعية، منذ إطلاقها في يوليو 2019، مؤكدًا أن مصر لا تدخر جهدًا في تقديم خبراتها في هذا الشأن إلى الجانب الإيطالي لتحقيق الاستفادة المثلي.
وأشار الوزير في حديثه إلى أهمية التنسيق مع كافة شركاء النجاح والجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، لا سيما الشركات الكبري المتخصصة في الاستثمار في الصناعات الطبية بمختلف أنواعها، مضيفًا أن مصر تمتلك كوادر ومهارات حقيقية في هذا المجال، لذا فهي تحرص على التعاون مع دولة كبيرة بحجم الدولة الإيطالية، باعتبارها واحدة من الدول الناجحة في الاستثمارات الاقتصادية وعلى رأسها الاستثمارات الطبية.
كما أكد ضرورة أن يكون لهذا التعاون شكلًا أساسيًا لإدارة وتشغيل المستشفيات، وذلك لرفع كفاءة الخدمة الطبية.
وقال "عبدالغفار" إن الجانبين المصري والإيطالي لديهما برامج تدريبية مشتركة تتسم بالجودة، حيث اتفق مع نظيره على أهمية تكثيف هذه التدريبات وعلى رأسها تدريب الصيادلة، وكذلك الاستفادة من خبراتهم داخل مصانع وشركات الأدوية، موجهًا بضرورة الاستفادة من الدول التي لها تجارب ناجحة في تدريب الفرق الطبية، الأمر الذي يؤتي بثماره ورفع كفاءة القوة البشرية بمصر وإيطاليا.
من جانبه ثمن وزير الصحة الإيطالي الجهود المصرية في توفير خدمات صحية ذات شمولية وجودة فائقة، معربًا عن بالغ سعادته لتعزيز التعاون وفتح آفاق مشتركة جديدة للاستثمار مع الجانب المصري، حيث أكد أن إيطاليا لديها فكر مميز ومتطور في هذا الملف، موضحًا حجم السوق الدوائية الإيطالية، والذي يمثل 25% للقطاع العام، و75% للقطاع الخاص، وذلك بمعدل نمو 6.9%، كما أشار إلى أن إيطاليا لديها قوة كبيرة في مجال تصدير الأدوية، حيث يبلغ حجم التصدير ما يقرب من 49%.
واستكمل وزير صحة إيطاليا حديثه مؤكدًا أهمية التوسع بملف (التطبيب عن بُعد) وزيادة الخدمات والاستشارات الطبية عن بُعد، والتشارك في نقل ملفات المرضى دون الحاجة إلى نقلهم، وعرض تقارير المرضى على أفضل الخبراء من الجانبين المصري والإيطالي والوصول إلى قرارات سريعة من شأنها تسهم في تسريع وتيرة وتلقي العلاج المناسب، مؤكدًا أن البلدين يمتلكان قدرات بشرية قوية بكافة التخصصات الطبية.
وفي سياق متصل، افتتحا الوزيران بابا للنقاش مع الحاضرين من رجال الأعمال وممثلي الهيئات المعنية والشركات الخاصة بالصناعات الطبية، وممثلا عن هيئة الدواء المصرية، واستعرض الدكتور ياسين رجائي مساعد رئيس الهيئة جهود هيئة الدواء المصرية في حصولها على مركز التميز الإقليمي في الشئون التنظيمية لعام 2023 من AUDA-NEPAD، وكذلك زيادة فرص التصدير إلى دول القارة الإفريقية، حيث صدرت مصر منتجاتها لـ 11 دولة منها (السودان وزمبابوي).
وأكد الدكتور عمرو ممدوح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمدينة الدواء المصرية (جيبتو فارما)، قدرة الدولة المصرية على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، حيث تمتلك المؤهلات والكفاءات التي تجعلها تحققها أهدافها المنشودة بتوطين الصناعة الطبية والتصدير للخارج، مشيرًا إلى أن مصر متميزة في الصناعة الدوائية منذ عام 1939، منوهًا إلى أن مصر تمتلك القدرة الإنتاجية القوية بما يؤهلها أن تؤسس مكانًا لها ضمن الصفوف الأولى للدول المتقدمة عالميًا في الصناعة الطبية.
كما تحدث المهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، أن من أهم عوامل التنمية الاقتصادية الناجحة لأي دولة، زيادة حجم استثماراتها وصناعاتها وذلك بالتعاون مع الدول المتحققة في هذا الشأن، مضيفًا: أن كافة الشركات المنوطة بالصناعات الطبية أبدت استعدادتها لترسيخ التعاون وزيادة حجم الاستثمارات والتعاون في مجال الرعاية الصحية، وذلك من خلال مشاركة وتبادل الخبرات في التجارب الصحية الناجحة في كل من الدولتين، بما يضمن تعزيز قدراتهما لمواجهة التحديات الصحية العالمية وتحقيق الرفاهية والأمن الصحي للمواطنين.