رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صالون طابة الثقافي يناقش "التحديث والتراث" بحضور كبار العلماء

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات صالونًا ثقافيًا تحت عنوان: "التحديث والتراث"، وذلك بحضور عدد من كبار العلماء والشخصيات العامة.

وفي مقدمة اللقاء، قال الحبيب على الجفري الداعية الإسلامي ورئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، إن هناك بعض الاشتباكات التي تحدث بين أبناء المجتمع ليس لها جدوى لمجرد الجدل والتوقف عندها، ومنها مِثالًا: مصطلح التراث فهو مصطلح فضفاض واسع.

وأضاف "الجفري" أن كلمة التحديث لها شق أكاديمي وشق آخر له عرف بين الناس يرتبط بإحداث التغيير، وإننا نرى أن هناك طريقة خاصة للتعامل مع التراث لها مناهج علمية مع هذا النص المقدس، ففهم النص المقدس قد يكون التغيير فيه أمر شرعي يدخل في إطار فرض الكفاية.

وأشار إلى أنه يوجد لدينا اشتباك فكري بين من يتبنى الحداثة ومن يتبنى التراث، وأصل المشكلة هي طريقة الاشتباك الفكري بين الفريقين التي تحولت إلى شكل من أشكال الصراع غير المطلوب.

ووجه "الجفري" دعوة هامة إلى الخروج من الجمود قائلاً: "أزعم أن لدينا جمودًا وحالة تشبه بالسلفية في المسائل الشرعية والحداثية"، مؤكدًا أننا بحاجة إلى نفض تلك الحالة السلفية، لافتًا إلى أننا في دعوتنا إلى إخراج الخطاب الشرعي من الجمود نصاب بحالة من الجمود التي نحتاج إلى نفضها أيضا كي نصل إلى معالجة ضرورية، خاصة وأننا لم يعد لدينا وقت أو رفاهية لوجود تلك الحالة من التراشق غير البناء.

ولفت إلى أن الدولة التي تدعي أستاذية العالم والعلم والقانون بكل غطرسة تهدد أعلى محكمة، مضيفًا: يجب أن نشارك العالم في صنع الفلسفة الخاصة به، حيث لم نكن موجودين في عصر النهضة والحداثة وما بعد الحداثة.

ونوه الحبيب علي الجفري بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صِيْغَ من وجهة نظر الثقافة الغربية أحادية وقد كان رد فعل على ما حصل في الحرب العالمية الثانية.

وأشار الحبيب الجفري إلى أن الجمود سواء في بيت الخطاب الشرعي أو الفلسفي يعطى فرصة لبعض المتطرفين أن يدخلوا في هذا المعترك فيزيد ضياع الوقت.

وأكد أننا في حاجة إلى نقلة لأجل تدارك النقلة الكبيرة التي يحدثها العالم في الوقت الحالي، ومن وسائل هذا العصر الذكاء الاصطناعي، الذي أكد الجفري على أهمية مواكبته وتفعيله وتغذيته فلسفيا وفكريا وأخلاقيا.

واختتم "الجفري" حديثه بالإشارة إلي أنه إذا لم نمتلك الرؤية القائمة على الحوار الحقيقي فسنكون في مهب الريح ونكون بذلك قد أجرمنا في حق الأجيال الجديدة.

بدوره قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف: إننا نريد أن نتجاوز النموذج المنغلق على الذات والرافض لوجود أدنى مستوى للحوار.

وأضاف " الأزهري" خلال كلمته في الصالون الثقافي لمؤسسة طابة تحت عنوان "التحديث والتراث": أن النقاش واسع في كل ميادين المعرفة، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن إقامة البرهان عليه هو الذي يمكن أن يرجح حجية عالم عن الآخر، لافتا إلى أن هناك معوقات كثيرة تجعلنا لم نشهد حوارًا علميا مكتملا على مدار أكثر من قرن مضى.


من جانبه أوضح الدكتور يوسف برسوم -المتخصص في التاريخ- أن المفاهيم المتعلقة بالتراث مفاهيم واسعة وأن التجربة التاريخية كانت في بعض منها إصلاحية، فعلى سبيل المثال: ابن تيمية قدم مجموعة أفكار إصلاحية لأنه شهد انهيار للدولة التي كان فيها.

وأشار إلى أن مدرسة الشيخ محمد عبده هي تجربة إصلاحية خرجت من وحي المجتمع الذي عانى من الفقر الشديد والاحتلال الأجنبي، وتلاميذه أمثال الشيخ علي عبد الرازق من هذه المدرسة الإصلاحية، وكان يرى أن المجتمع لن ينهض إلا بالقضاء على الاستبداد.

وشدد على أن الحركات الإصلاحية في المجتمع لا يمكن أن تتعارض مع التراث؛ لأنا من جذور المجتمع وأساسه، وأن الحركات الإصلاحية لا يمكن أن تنهض إلا بالاعتماد على التراث، وأنه لا بد أن ندرك أنه لا يمكن أن نقدم منتجًا إصلاحيًّا لا يتماشى مع أفكار المجتمع.

بدوره أوضح الدكتور عمرو عبدالمنعم خبير التنظيمات الإرهابية، أن المجتمعات الإسلامية تنظر للتراث على أنه أمر مجدد خارج فهم جموع علماء المسلمين لفكرة التراث وفهم قضايا السلف، مشيرًا إلي أن التراث تحول إلى معضلة في الفهم وتحول من يتعامل مع التراث إلى جامد وخارج عن النص.

وقال الدكتور عصام عبدالفتاح، أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان: لا يجب ذبح التراث عند معالجته، ولكن يجب معالجته برمته من كافة الجوانب.

وأضاف أنه عند الحديث عن التراث والحداثة لا ينبغي إغفال أن التراث في زمن من الأزمان كان حداثة، متابعا: حينما نقول إن هناك مشكلة بين الحداثة والتراث فهنا توجد إشكالية وهي أن العقل قد توقف وتجمد.

وأشار إلى أن هذا الإشكالية لم تطرح في الغرب فلا توجد هناك مشكلة تقول إن هناك إشكالية بين التراث والحداثة.

ولفت إلى أن تحديد الخطاب بين شرعي وغير شرعي، جعله مقتصرا على هذا النطاق فقط، موضحا: حينما نقول أننا نبحث في التراث فلا يجب أن نمارس عليه مذبحة ويضمن الشرعي وغير الشرعي وهذا لا مشكلة فيه.


من جانبه، أكد الدكتور طارق أبو هشيمة مدير مؤشر الفتاوى في دار الإفتاء المصرية، أن هناك خلطًا كبيرًا بين الحداثة والتراث تتعلق بالخلط بين المصطلحات مثل الخلط بين الدين والتدين والفكر الديني.


وأشار "أبو هشيمة" إلى أن هناك إشكالية في المصطلح بين الحداثة والتراث، كما أن هناك خطأ في النظر إلى مدارس الفكر الغربي من خلال نظرة واحدة على الرغم من اختلاف هذه المدارس في طرحها بين العلمي والديني على أن البعض من هذه المدارس قد خدم السنة في مقابل البعض الآخر الذي سعى لهدمها.

وأكد مدير مؤشر الفتاوى في دار الإفتاء أن هناك دراسة أجريت حول الأفكار التي تسعى لهدم ثوابت الدين وتشكيك الشباب في أبرز الثوابت الدينية خلال الفترة الماضية وأثبتت أن 70% من المصريين يعارضون هذه الأفكار.

وأوضح " أبو هشيمة" أن من يتبنى الفكر الحداثي أو التراثي بشكل متطرف تكون رؤيتهم واحدة تعتمد على التشدد المنهجي، الذي يعتمد على اجتزاء النصوص والتأويل الخاطئ للنص والأدلجة الخاصة بالأفكار والتأويل الخاطئ للنصوص.

بدوره أكد الدكتور أيمن عبدالوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية أننا في مجتمعاتنا العربية أصبحت لدينا مشكلة وهي المكون الثقافي والمعرفي، وأن الأزمة ليست في الخطاب الديني، وإنما في الخطاب العام والذي منه الخطاب الديني، وأشار بأن الأنظمة نحتاج إلى نظرة أعمق لمفهوم النموذج المعرفي،


وتهدف مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات لإعادة تأهيل الخطاب الديني واستعادة قدرته على فهم الواقع، مستندين في ذلك إلى مرجعية أصيلة واستيعاب للتنوع الثقافي والحضاري الإنساني والديني، من خلال نخبة من العلماء والمثقفين وقادة الرأي والفكر


يقام الصالون الثقافي بحضور كلٍ من  الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة،  والدكتور مايكل مدحت مدرس الفلسفة بجامعة حلوان، والدكتور عصام عبد الفتاح أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، والدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، ويوسف برسوم المتخصص في علم التاريخ، والدكتور عمرو عبد المنعم خبير التنظيمات الإرهابية في التاريخ.

والدكتور يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق، والشيخ أحمد سيف مدير المبادرات بمؤسسة طابة، وأحمد رأفت باحث مساعد في مؤسسة طابة، والشيخ محمد الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور محمد سامي مدير الحلقة الفلسفية بمؤسسة طابة، والشيخ عبدالله الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور عبد الباسط هيكل الباحث والأكاديمي المصري، والدكتور أيمن عبدالوهاب نائب مدير الأهرام للدراسات السياسية، وبعض من شباب الجامعات وادار الندوة الإعلامي أحمد الدريني.