رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم تقديم الأضاحي ودليل مشروعيتها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؟

الاضاحي
الاضاحي

تتبقى أيام قليلة ويحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بوقفة عرفات المباركة وقدوم عيد الأضحى المبارك لعام 1445 هجريا -2024 ميلاديا، مما يجعل الكثير من الناس تتساءل عن وجوب تقديم الأضاحي من الشريعة الإسلامية والدليل على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

حكم تقديم الأضاحي في عيد الأضحى 

ويعتبر تقديم الأضاحي أحد أهم الشعائر الإسلامية التي يقوم بها المسلمون، كتعظيم لأيام عيد الأضحى المبارك، وكسنة نبوية مؤكدة، يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها إن كان غير مقتدر.

الدلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على وجوب تقديم الأضاحي

وتقدم "الدستور" في التقرير التالي دلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على وجوب تقديم الأضاحي لمن استطاع بها سبيلا كما قدمتها دار الإفتاء قبل ذلك.

وقد يصنف معظم العلماء تقديم الأضحية في وقت عيد  الاضحى على أنها سنة مؤكدة، وعلى الرغم من ذلك هذا فإنهم يقولون: إنه مكروه على المسلم الذي يملك القدرة المالية على القيام بالنحر في أيام الاضحى أن لا يضحي بها، أي أنه من البغيض عدم تقديم التضحية إذا كان لديك القدرة المالية.

وقد قال الصحابي جابر رضي الله عنه: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الأضحى بالمصلى فلما قضى خطبته نزل عن منبره فأتِيَ فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: "بسم الله والله أكبر هذا عني وعمن لم يضح من أمتي".

دلائل من القرآن

من دلائل الأضحية في القرآن الكريم: قوله تعالى في سورة الكوثر الآية رقم 2: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ).

وقال تعالى في سورة الحج الآية رقم 32: (ذَلِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ).

 أحاديث تؤكد حرص الرسول على تقديم الأضحية

كما رُويَ عن صحابةِ رسول الله ﷺ مجموعةً من الأحاديث التي تؤكّد حرصه ﷺ على تقديم الأضحية، ومن أبرز ما جاء في السنّة عن دلائل الأضحية والترغيب بها:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: “أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي”.


وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما عمل آدمي من عمل يوم النّحر أحبُّ إلى الله من إهراق الدّم، إنّها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا).

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ”.

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا).

وقد روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين).

ثواب الأضحية

ان تقديم الذبائح والتقرب بها إلى الله من أعظمِ العبادات والطاعات التي يقوم بها المسلمين، فهذا عملُ الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.

من فضائل الأضحية؛ أنّ  الله قرنها بالصلاة في قوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ) وذلك دليلٌ على عِظمِ شأنها، انها جاءت بعد أداء الصلاة مباشرة.

وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الأَضَاحِيُّ قَالَ ‏”‏سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ”‏‏.‏ قَالُوا: فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏”بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ”‏.‏ قَالُوا فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ﷺ‏”‏بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ‏”‏‏.‏

أحاديث نبوية عن السنن عند ذبح الأضحية

وردت الأحاديث في بعض السنن التي ينبغي مراعاتها في ذبح الأضحية كالتسمية والتكبير، وحَدِّ السكين وغيرها، فمن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن أنس قال: (ضحى النبي بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووضع رجله على صِفَاحِهِمَا).

ويُستحب التكبير بعد التسمية كما في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال: (ويقول: باسم الله والله أكبر) رواه مسلم.

وعن جابر بن عبد الله قال: أُتِيَ بكبش فذبحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده وقال: (بسم الله والله أكبر، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي).