رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

"المعلم الأول".. رواية الكاتب الروسى جنكيز ايتماتوف عن العلم والحب وأشياء أخرى

جنكيز ايتماتوف
جنكيز ايتماتوف

تعد رواية المعلم الأول للكاتب الروسى جنكيز ايتماتوف واحدة من روائع الأدب العالمى، ذلك لأن ايتماتوف استطاع بحرفيته المعهودة  أن يغوص فى عوالم النفس البشرية، من خلال  حب الطفلة لمعلمها من جانب، ومن جانب ٱخر تطرق إلى قدسية العلم ونكران الجميل لمن يفنون أعمارهم فى إشعال مصباح العلم فى الأماكن المظلمة فلا يجدون غير السخرية والتجاهل ونكران الجميل. 

تفاصيل الرواية 

تبدأ الرواية بوصف الراوى لقريته كوركوريو الكازاخية فى منتصف  القرن الماضي، حيث كانت قرية ريفية جميلة اهم مايميزها ويخلب لب الراوى وهو شجرتى الحور العاليتين المزروعتين فوق ربوة عالية، عند مدرسة دوشين كما بين الراوى أنه لا مدرسة فى هذا المكان ولا يوجد حتى أطلال لتلك المدرسة.

 
وفى أحد الأيام فوجئ الراوى الشاب بقدوم الدكتورة التيناى سليمانوفا الأستاذة الجامعية الشهيرة التى لم تزر قريتها منذ عقود لافتتاح احدى المدارس، فتوجه مع الجمع وأثناء الافتتاح وصل وساعى البريد وهو رجل عجوز يدعى ديوشين إلى مقر المدرسة لإيصال  الدعوات ثم انصرف دون ان يعره أحد اهتماما.

خطاب وقصة عجيبة

ولما لاحظته  الدكتورة التيناى ارتبكت  ثم أنهت كلمتها وانصرفت رغم تأكيدها فى البداية أنها ستقيم فى قريتها لمدة أسبوعين، اندهش الجميع من اصرارها على الرحيل وبعد أسبوع أرسلت ألتيناى رسالة إلى الراوى تحكي فيها قصتها العجيبة.
تقول ألتيناى فى رسالتها أنها وهى فى الرابعة عشر من عمرها، كانت تعيش مع عمها وزوجته ذلك لانها يتيمة الأبوين وكانت زوجة عمها تعاملها بقسوة شديدة.
فى هذه الأثناء نزل إلى القرية شاب يدعى ديوشين وكان نحيلا فقيرا والده كان يعمل فى السكة الحديد،وكان يقيم وأسرته فى المدينة، طلب ديوشين من رجال القرية أن يرسلوا أبناءهم إليه ليعلمهم القراءة والكتابة، وكان لدية مرسوم من الدولة بذلك، فسخروا منه لأنه لا يملك حتى ثمن دجاجة.

 معلم ينتظر قدوم التلاميذ

قام ديوشين ببناء فناء فوق ربوة كوركوريو واستطاع أن يجلب التلاميذ بعد محاولات مضنية وجهد مرير، و توجه ديوشين إلى بيت عم ألتيناى وطلب منه أن تتحصل ابنة أخية على العلم فنهرته زوجة العم ووبخته مما أثار حفيظة العم فقبل أن تتعلم ألتيناى. 

مرت شهور والتيناى ورفاقها يتعلمون على يد ديوشين الذى كان مصدر سخرية من الجميع، وقبل أن تتم ألتيناى عامها الأول فى مدرسة ديوشين قررت زوجة العم أن تزوجها لرجل مسن وبدين، حزنت التيناى التى أحبت العلم وأحبت معلمها لقرار زوجة عمها،  ولكى يهون المعلم على تلميذته غرس معها شجرتى حور فوق الربوة،وأقسم لها أنه لن يتخلى عنها وأنه راسل احدى المدارس فى المدينة وطلب منهم ان تتعلم ألتيناى فى إحدى المدارس هناك. 

واتفق مع ألتيناى ان تمكث فى المدرسة ولا  تعود إلى بيت عمها حتى تتمكن من السفر، لكن زوجة العم أرسلت العريس ومعه بعض الشبان، فداهموا مدرسة ديوشين وأوسعوه ضربا، ثم اخذوا ألتيناى عنوة وانصرفوا.

 ذهبت ألتيناى إلى بيت زوجها المغتصب فحاولت الفرار مرات ومرات لكنها لم تقدر، وهنا يظهر ديوشين فى عباءة  بطل،  حيث كان قد التحق بالجيش السوفيتى وذهب هو وبعض رفاقة إلى بلدة الزوج وحرروا التيناى من اسرها.،ولأن ديوشين كان يحب العلم ويحب ألتيناى فقرر أن يرسلها إلى موسكو لتتم تعليمها، كبرت ألتيناى والتحقت بالجامعة، فى هذه الأثناء أرسلت ألتيناى  عدة رسائل إلى معلمها وحبيبها فى قرية كوركوريو، لكن لم يأتها رد.

 كان ديوشين يريد لحبيبته أن تتعلم ولا ولا تنشغل بشىء ٱخر، مرت السنوات وتزوجت ألتيناى وصارت أستاذة جامعية ونسيت ديوشين الذى ظنته قد رحل.

 ولما جاءت إلى القرية لمحته من بعد وهو يوزع البريد دون أن ينتبه إليه أحد رغم انه المعلم الأول وصاحب الفضل على الجميع، فأرسلت رسالتها إلى الشاب طالبة منه أن يقترح على أهل القرية أن يضعوا اسم ديوشين على المدرسة الجديدة.