خبير إعلام رقمي يكشف حقيقة سرقة واتساب للمحادثات ليلاً
أكد د.فتحي شمس الدين، أستاذ الإذاعة والتلفزيون وخبير الإعلام الرقمي، صحة تصريح إيلون ماسك بأن تطبيق واتساب يسرق بيانات المستخدمين كل ليلة ويفتح ميكروفونات هواتفهم لجمع بياناتهم بهدف تصديرها واستخدامها في أغراض تجارية ودعائية.
خدمات مجانية بعوائد دولارية
وقال شمس الدين إن هناك مقولة في علم الاقتصاد تقول "إن لم تعلم ما هي السلعة.. فإعلم أنك أنت السلعة"، فشبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام تقدم خدماتها سواء الرسائل المكتوبة أو مكالمات الفيديو عابرة للحدود، أو مكالمات الاتصالات الهاتفية بصورة مجانية، هل تساءلت يومًا لماذا؟!
أضاف خبير الإعلام الرقمي لـ"الدستور": شبكات التواصل تقدم خدمات قوية لا يمكن الاستغناء عنها أو حصولها بشكل مجاني، ولكن على الرغم من هذا هي تقدمها بشكل مجاني، السبب في ذلك هو استخدامها للعملاء وبياناتهم الشخصية وحساباتهم في الأغراض الإعلانية لأنها بتبيع البيانات والمعلومات الخاصة بهم في المجالات الإعلانية وهو ما بيحقق لها دخل كبير للغاية يقدر بمليارات الدولارات على مدار العام.
وأردف د. فتحي شمس الدين قائلًا: أن شبكات التوصل تبيع بيانات مستخدميها للشركات على سبيل المثال، فعندما ترغب شركة في تقديم خدمة أو منتج للشباب تحدد أولًا فئة الشباب المستهدف لمنتجهم أو خدمتهم والفئة العمرية الخاصة بهم والدول التي يقيمون بها سواء دولًا غنية أو فقيرة وبأي محافظات في هذه الدول، والمستوى المادي لهم ونوعيتهم سواء إناثًا أو ذكورًا، ثم تذهب إلى شبكات التواصل الاجتماعي وتطلب منها البيانات الخاصة بهؤلاء الشباب من أجل استهدافهم في المجالات الإعلانية المختلفة.
مراقبة المستخدمين
وتابع: "شبكات التواصل بشكل عام تراقب استخدام المستخدمين على السوشيال ميديا لكي تستخدمهم في المجالات الإعلانية. فهي ترصد أو تتبع خطوات المستخدم بشكل عام على شبكات التواصل الاجتماعي، فإذا قمت بالبحث في جوجل عن منتج معين أو خدمة ما، ستجد الـtimeline الخاص بك على منصات التواصل الاجتماعي متضمن هذه الخدمة أو المنتج. فمنصات التواصل الاجتماعي تراقب تصرفات المستخدمين لتتعرف على استخداماتهم واهتماماتهم لتوفرها لهم في صورة إعلانية.
وأشار إلى أن تصريحات أيلون ماسك حقيقية لأن المكالمات المتصلة بشبكة الإنترنت بشكل عام (الـvoice) يتم فيها تشكيل الميكروفون وبالتالي يستطيع تطبيق واتساب أخذ بعض الكلمات المرتبطة بالمنتجات والخدمات لتوفيرها للمستخدمين على السوشيال ميديا في صورة دعائية.
وأوضح خبير الإعلام الرقمي أن هناك قاعدة دائمة وهي أنه لا يوجد خصوصية على شبكات التواصل الاجتماعي فأي صورة يتم رفعها أو فيديو يتم بثه أو منشور يكتب أو رسالة خاصة يتم إرسالها لشخص آخر لا يكون للمستخدم الحق بها بعد ذلك لأنها تخزن في servers عملاقة على شبكات التواصل الاجتماعي ويستطيعون استخدامها فيما بعد حتى إذا قام المستخدم بحذفها فهي تظل محفوظة لديهم بشكل أو بآخر.
إزاي تحمي حساباتك؟
وحول كيفية حماية حسابك على واتساب وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام، أشار أستاذ الإذاعة والتلفزيون إلى أن هناك نوعين من الحمايا وهما استخدام البيانات من قبل الشركات المالكة لشبكات التواصل الاجتماعي وفي هذا النوع نحن لا نمتلك أية آلية لحماية بياناتنا لأن المستخدم بمجرد استخدام هذه الشبكات يعني أنه موافق على استخدام بياناته وصورة وفيديوهاته وأرقام الهواتف الموجودة لديه وغيرها من بياناته الشخصية، وهو ما يظهر جليًا في ميثاق الاستخدام الذي يظهر عند إعداد حساب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
واستكمل د.فتحي شمس الدين حديثه لـ"الدستور" قائلًا، أما النوع الثاني من الحمايات فهو حماية البيانات الشخصية أو الحسابات الشخصية ضد الهاكرز أو المخترقين، فهناك عدة سبل لتحقيق ذلك أهمها اختيار كلمة سر قوية بها أرقام وحروف ورموز، مع ضرورة ربط الحساب برقم هاتف مع تنزيل عددًا من برامج الحماية على الهاتف الشخصي الخاص بك مثل برامج الحماية من الفيروسات مع عدم الدخول على لينك مجهول المصدر أو الرد على رسائل مجهولة الهوية.
وهاجم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أمس تطبيق واتساب عبر حسابه على موقع إكس قائلًا أنه يسرق بيانات مستخدميه الخاصة كل ليلة. كما أنه يفتح ميكروفونات هواتف المستخدمين لجمع البيانات بغرض استخدامها في مجلات دعائية وتجارية.