الجدل يتجدد حول توحيد عيد القيامة.. بين تقليد عريق وانشقاقات تاريخية
شهد الشارع الكنسي جدلاً واسعاً حول فكرة توحيد عيد القيامة بين الكنائس الأرثوذكسية، وخلال نقاش مفتوح، نشر الأستاذ الدكتور رشدي واصف بهمان دوس، أرشيدياكون الكاتدرائية المرقسية، وأستاذ ورئيس قسم العبادة والليتورجيا بالكلية الإكليريكية واللاهوتية، تصريحات على صفحات علمية متخصصة تحت عنوان "رأي حول موعد عيد القيامة".
وأكد الأستاذ الدكتور رشدي واصف بهمان دوس، أرشيدياكون الكاتدرائية المرقسية، على تمسك الكنائس الأرثوذكسية بتحديد موعد عيد القيامة وفقًا لقواعد مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325م، والتي تعتمد على الأحد الأول بعد بدر الاعتدال الربيعي، مع التأكد من عدم تزامنه مع عيد الفصح اليهودي.
وأوضح أن هذا التقليد ظل سارياً في جميع الكنائس الأرثوذكسية، بغض النظر عن الانشقاقات التي حدثت عبر التاريخ، مثل الانقسام بين العائلتين الخلقيدونية وغير الخلقيدونية عام 451م، وانقسام كنيسة القسطنطينية عن كنيسة روما في القرنين العاشر والحادي عشر.
وأشار إلى أن كنيسة روما الكاثوليكية هي من انفردت بتعديل تقويمها عام 1582م، ما أدى إلى اختلاف موعد عيد القيامة بينها وبين الكنائس الأرثوذكسية.
وتساءل الدكتور بهمان دوس عن منطقية سعي الكنائس الأرثوذكسية لتغيير تقليدها العريق واتباع كنيسة روما، خاصةً مع كون الأخيرة سببًا رئيسيًا للانشقاقات في الكنيسة.
وشدد على أهمية الحفاظ على تقليد الكنيسة الجامعة الذي حافظت عليه الكنائس الأرثوذكسية، بدلاً من اتباع تقليد كنيسة خرجت عن هذا التقليد.
الجدل مستمر
وتثير هذه القضية نقاشًا عميقًا بين أتباع الكنيسة الأرثوذكسية حول إمكانية توحيد عيد القيامة مع الأخذ بعين الاعتبار التقاليد الكنسية والتاريخية، والعلاقات بين الكنائس المختلفة.