استقلالية المحكمة.. كيف كشف قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو نفاق الولايات المتحدة؟
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية، الضوء على قرار كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي طالب فيه بضرورة إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب ارتكاب جرائم حرب في غزة، حيث يعكس القرار استقلالية المحكمة ويكشف جانبا آخر من الديمقراطية الأمريكية.
أداة سياسية في البيت الأبيض
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الأوروبية دعمت قرار المحكمة بإصدار مذكرة اعتقال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا، واليوم ترفض الولايات المتحدة قرار المحكمة بإصدار قرار مشابهة على نتنياهو بسبب حرب غزة.
وأشارت إلى أن إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق بوتين ونتنياهو يعكس استقلالية المحكمة، ولكنه يهدد بالدعم الأمريكي لها، والتكلفة المحتملة التي قد تواجهها المحكمة من إثارة غضب واشنطن.
وأضافت أنه بالرغم من الهجوم الكبير من الكونجرس بحزبيه الجمهوري والديمقراطي على قرار المحكمة تجاه إسرائيل، لم يكن لدى النواب الكثير لقوله بشأن قرارات الاعتقال الخاصة بقادة حركة حماس إسماعيل هنية ومحمد الضيف ويحيى السنوار.
وقالت ماري إلين أوكونيل، أستاذة القانون الدولي في جامعة نوتردام، إن خطوة خان أضرت بعلاة المحكمة الجنائية الدولية مع الولايات المتحدة وعرقلت احتمالات إنهاء الحرب بسرعة أكبر.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن تعليقات النواب بشأن عرقلة قرار المحكمة لمفاوضات وقف إطلاق النار تأتي في ظل عدم وجود فرصة تقريبًا لإنهاء هذه الحرب فعليًا، حيث تم وضع نتنياهو وقادة حماس في قفص الاتهام.
وتابعت أوكونيل: "كان هناك الكثير من المؤيدين للمحكمة العام الماضي وما قبله بعد إصدار مذكرة اعتقال بحق بوتين والرئيس السوداني السابق عمر البشير، ولكن اليوم بعد اقتراب إصدار قرار بحق نتنياهو وقادته العسكريين، لا يوجد أي تأييد".
وقال تود بوتشوالد، سفير الولايات المتحدة السابق في المحكمة الجنائية العالمية والذي عمل في عهد الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين، إنه على مدى السنوات الماضية، كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه المحكمة الجنائية الدولية تعتمد بشكل أقل على الدعم المفاهيمي لأي قانون دولي ولكنها تتعامل معها وفقًا للاحتياجات الأمريكية السياسية والدبلوماسية.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لم يكن مؤيد للمحكمة في بداية عمله ولكن في منتصف ولايته وجد أن المحكمة مفيدة بعد محاولته محاكمة البشير عن جرائم الحرب في دارفور بغرب السودان، وهي الأزمة التي أبدى بوش اهتمامًا شخصيًا بها".