رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار الدعم الدولى لنتنياهو.. ماذا بعد استقالة جانتس من حكومة الاحتلال الإسرائيلية؟

جانتس ونتنياهو
جانتس ونتنياهو

أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن بيني جانتس وزير حكومة حرب الاحتلال يتمتع بنفوذ سياسي وتأثير أكبر من يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي، لأن وجود جانتس في حكومة الحرب الإسرائيلية في ظل الائتلاف المتطرف الحاكم، يمنح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعض الشرعية والدعم الدولي، والتي قد يفقدها في حال رحيل جانتس عن الحكومة.

من يملك النفوذ الأقوى؟

وأفادت الصحيفة أنه دون المقاعد الثمانية لحزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه جانتس المعتدل في الكنيست المؤلف من 120 عضوًا سيُعاد نتنياهو إلى كتلة اليمين المتطرف والحريديم المكونة من 64 عضوًا والتي فاز بها في انتخابات نوفمبر 2022، وبالتالي يصبح أكثر عرضة لضغوط ومطالب شركائه المتطرفين.

وتابعت أنه  من المرجح أن تفقد هذه الحكومة المتطرفة الدعم الدولي بسرعة كبيرة، وتواجه ضغوطا أكثر حدة من الشركاء العالميين الرئيسيين، بما في ذلك واشنطن.

وأضافت أنه بالرغم من الدعم الإسرائيلي والعالمي لجانتس وارتفاع معدلات دعمه في كافة استطلاعات الرأي وإمكانية فوزه في أي انتخابات قد تجرى في إسرائيل، لكنه لا يملك القدرة حاليًا على إسقاط ائتلاف نتنياهو.

وأشارت إلى أنه من المستبعد أن يوافق نتنياهو على مطالب جانتس الاستراتيجية الستة حتى لو أراد ذلك، وقد أوضح رئيس الوزراء منذ فترة طويلة أنه لا يريد ذلك، ويطلب منه جانتس، على سبيل المثال، الالتزام بالتطبيع المحتمل مع السعودية، لكن هذا مشروط من قبل السعوديين بإحراز بعض التقدم على الأقل نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وإذا وافق نتنياهو على ذلك، فإنه سيخسر الحزبين اليمينيين المتطرفين بقيادة إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش.

كما طلب منه جانتس اعتماد إطار للخدمة العسكرية يخدم بموجبه جميع الإسرائيليين الدولة، لكن هذا الهدف الجدير بالثناء والضروري يعارضه الحزبان اليهوديان المتشددان، اللذان يُعفى جميع ناخبيهما الشباب الذكور تقريبا حاليا من أي شكل من أشكال الخدمة العسكرية، ومن المرجح أن تنسحب هذه الأحزاب أيضًا من الائتلاف إذا أصر نتنياهو على هذا المقترح.

وأكدت الصحيفة أن جانتس يدرك أن نتنياهو لن يستطيع تلبية مطالبه وأنه يمكنه بسهولة تجاهل مطالبه حتى لا يخسر الائتلاف اليميني المتطرف والحريديم.

وتابعت أن مخاوف جانتس من تورط إسرائيل في حرب ممتدة لا نهاية لها في غزة ومحاولته الضغط على الحكومة من أجل تحرير المحتجزين، لن تجدي مع حكومة نتنياهو المتطرفة، وقد تُزيد من أزماتها الدولية.

وأضافت أن تهديدات جانتس لن تؤدي إلا إلى المزيد من انهيار الدعم العالمي لنتنياهو وحربه، لذلك ينظر نتنياهو لتهديداته بأنها تقويض للحرب، ولكن تهديدات وزير الدفاع يوآف جالانت قد تكون أكثر قوة على نتنياهو منها على المستوى العالمي، لأن جالانت وهو أحد أبرز أعضاء حزب الليكود الحاكم، قد يكون لها تأثير أكبر على الكنيست الذي يمكنه الضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة لوقف هذه الحرب.