رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطات من حياة السيدة زينب "أم العواجز" فى مصر

مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب بعد التطوير

أم العواجز، السيدة زينب، حفيدة النبي محمد، ابنة الأكرمين، فاطمة الزهراء والإمام علي ابن أبي طالب، والتي استجارت بأرض مصر وأهلها فوجدت الدار والأمان.

 

محطات من حياة السيدة زينب "أم العواجز" فى مصر

 

أم العواجز السيد زينب، رئيسة الديوان وصاحبة الشورى، مضرب الأمثال في حسن الخلق والخلقة والبلاغة والكرم. كان لها موقف بطولي بعد استشهاد الحسين في موقعة كربلاء والحفاظ على آل البيت ونسلهم الشريف.

كذلك بعد رجوعها  إلى المدنية المنورة اختارت أن تأتي إلى مصر لتكون لها بيتا وملجأ وملاذا، هي “ستنا” السيدة زينب، والتي يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي مسجدها اليوم بعد التطوير.

 

السيدة زينب المجاهدة فى سبيل الله

 

السيدة زينب، عقيلة بني هاشم التي جمعت بين الحكمة والشجاعة والعلم والقيادة. أبوها علي ابن أبي طالب وهو باب مدينة العلم، فأسست الحلقات العلمية للنساء لتعلمهن أمور دينهن.

 

كانت السيدة زينب نعم السند والعون لأخيها الحسين في حياته وفي جهاده، فعندما أراد أن يخلص المسلمين من ظلم بني أمية وطغيانهم، خرجت مجاهدة في سبيل الله بجواره.

 

ولدت السيدة زينب في السنة السادسة من الهجرة، ولما بلغت مبلغ النساء خطبها ابن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب. يشهد بعلمها وتبحرها في العلوم، وكانت تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء.

 

وتذكر الدكتورة عائشة عبدالرحمن، في كتابها “السيدة زينب عقيلة بني هاشم”، كيف أن المؤرخين أبدوا إعجابهم بموقفها من يزيد بن معاوية قاتل شقيقها الحسين حفيد الرسول. روى الجاحظ في كتابه “البيان والتبيين” عن السيدة زينب: "دخلت الكوفة بعد مقتل الحسين، فلم أر خفرة أنطق منها، كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين، علي ابن أبي طالب.

 

وهكذا اجتمع لها ما لم يجتمع لسواها من نساء جيلها، فكانت عقيلة بني هاشم وغلب عليها اللقب، فكان يقال “العقيلة” فيعرف أنها هي، ويعتز أبناؤها بهذا فيعرفون ببني العقيلة. 

 

السيدة زينب بطلة كربلاء

 

عقب خروج الإمام الحسين من المدينة قاصدا الكوفة استجابة لدعوة أهلها، ورفض الحسين بيعة يزيد بن معاوية ووداعه لأهله في المدينة، تدور رحي الحرب بين الحسين وأشياعه من جهة ويزيد وجيشه من جهة أخرى.

 

إلا أن أهل الكوفة وبعد أن تحرك موكب الحسين واصلا إلى كربلاء تخلوا عنه وتركوه نهبا لجيش يزيد، وكان أن رمى عمرو بن سعد بن أبي وقاص الحسين بأول السهام فسقط شهيدا.

 

وتنقل “بنت الشاطئ” أو عائشة عبد الرحمن المشهد الحزين: “وأطبق على كربلاء صمت ثقيل مرهق، مزقته صيحة تنبعث من فسطاط الحسين، وإذا بامرأة تصرخ من أعماق قلب متصدع: ”واثكلاه، واحزناه، ليت الموت أعدمني الحياة، يا حسيناه، يا سيداه، يا بقية أهل ببيتاه، استقتلت ويئست من الحياة؟ اليوم مات رسول الله، وأمي فاطمة الزهراء، وأبي علي، وأخي الحسن، يا بقية الماضين وثمال الباقين".

 

وراحت السيدة زينب ترسل عينيها في جمود شاردة إلى الظلام المخيم على الصحراء، فإذا ارتد إليها وعيها قامت فطافت بمضاجع بنيها وإخوتها تتزود لفراق طويل.

 

بعد استشهاد الحسين وعدد كبير من آل بيت النبي بكربلاء، عادت السيدة زينب إلى المدينة وبقيت فيها لفترة قصيرة، لترحل بعدها إلى مصر، تعيش فيها حتى تقضي نحبها وتدفن في ثراها الطيب الطاهر.