رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشقة من حق الزوجة.. قصص حية من محاكم الأسرة عن مسكن الحضانة

قضايا محاكم الأسرة-
قضايا محاكم الأسرة- صورة أرشيفية

أصبحت الخلافات والمشاكل الأسرية ناقوس خطر يواجه العديد من الأسر المصرية ويؤثر سلبًا على الأجيال القادمة وبالأخص عند انتهاء الأمور إلى محاكم الأسرة، فكل هذه الخلافات تخلق أجيالا صغفاء غير قادرين على مواجهة المجتمع.

وفي هذا التقرير نستعرض قصصا حية من محاكم الأسرة بالقاهرة عن مشاكل مسكن الحضانة والرأي القانوني بها ومدى تأثر الصغار نفسيًا.

الشقة فيها عفريت.. أب يخرج أبناءه من مسكنهم بحيلة شيطانية

لجأت سيدة ثلاثينية إلى محكمة الأسرة بزنانيري بالقاهرة، لرفع دعوى قضائية تطالب فيها بأجر مسكن حضانة من طليقها.

وقالت السيدة "نهاد. ع"، في مستهل حديثها لـ"الدستور": تم الطلاق بيني وبين زوجي منذ سنة ونصف السنة، بعد مشاكل وخلافات كثيرة ورفضه كل الحلول الودية، لذلك حررت ضده عدة دعاوى قضائية للمطالبة بحقوق أبنائي منه، وحكمت لي المحكمة بالتمكين من مسكن الزوجية؛ لأني حاضنة لأطفال صغار، وذلك برغم زواجه في شقة الزوجية وعلى قائمة منقولاتي.

وأضافت في دعواها التي تحمل رقم 7449 لسنة 2024: "تمكنت من الإقامة والعيش في شقة الزوجية أنا وأطفالي، لكن المؤسف في الأمر أن الشقة كانت بمنزل عائلته، وحاولوا بكل الطرق الممكنة إخراجي منها عنوة، لكني قررت الصمود من أجل أطفالي الصغار".

وتابعت: "لكن المؤسف أن الأمر ازداد سوءًا بسبب تصرفاتهم الغريبة ولم يراعوا أن معي أطفالًا، فكانوا يقطعون الكهرباء والمياه علينا، ويغلقون البوابة الرئيسية باستمرار ولا تفتح إلا بعد مشاجرة ومشاكل كبيرة بيننا، وفي إحدى المرات تأخرت نجلتي الكبيرة على امتحانها ومنعت من الدخول وامتحنت المادة في الدور الثاني".

واستكملت السيدة: "كل هذه الأمور تحملتها من أجل إقامة أبنائي في شقة وألا يكونوا عالة على أي شخص حتى لو أشقائي، لكن لجأ طليقي إلى حيل شيطانية أخرى لإخراجنا من الشقة ونجح فيها بالفعل، فكان يقوم بإخافة أبنائه وترهيبهم بأصوات أو أشكال على السلالم أو بسطح المنزل وإقناعهم بوجود عفاريت في المنزل، لأن هذه الشقة كان قد قتل بها أحد الأشخاص من قبل".

وأخيرًا: "حاولت بكل الطرق إقناعهم بأن هذا الكلام ليس صحيحًا ومجرد حيل لإخافتهم وترك الشقة له، لكن بلا جدوى، فأصبح أبنائي يعانون من مشاكل نفسية وخوف ورهبة طول الوقت بسببه؛ لذلك تركنا الشقة ولجأت لمحكمة الأسرة لرفع دعوى قضائية ضده لإجباره على دفع أجر مسكن لأبنائه".

سيدة تطالب بأجر مسكن الحضانة.. خلي الشقة على البلاط لإجباري على الإقامة مع أهله


"ولادي خلاص أصيبوا بحالة نفسية سيئة بسبب رفض والدهم توفير مسكن حضانة لهم"، بهذه الكلمات بدأت بها "هدي. م" دعواها التى تقدمت بها لمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، والتي طالب فيها بأجر مسكن حضانة.

وقالت السيدة في دعواها: "حصلت على حكم بالتمكين من شقة الزوجية بعد مرمطة وعذاب أنا وأطفالي الثلاثة لمدة سنة كاملة في المحاكم، وبعد الحصول على حكم التمكين اكتشفنا بأن طليقي قام بنقل كل الأثاث من الشقة وبمعنى أصح أصبحت الشقة على البلاط".

وتابعت الزوجة: "لن نتمكن من التمكين من الشقة والإقامة فيها وضاع أمل أبنائي في الاستقرار في بيتهم والبعد عن مشاجرات زوجة خالهم المستمرة بسبب نظافة المنزل وترتيبه، تواصلت مع طليقي كثيرًا وطلبت منه توفير مسكن من أجل أبنائه، لكنه أخبرني بنيته في الزواج ولن يستطيع تحمل إيجار منزل آخر، وطلب مني التوجه للسكن مع والده ووالدته، وهذا الحل الأمثل لديه، لكني رفضت الإقامة مع والديه والتحكم في حياتي وحياة أبنائي وبعدما فشلت كل الحلول الودية معه تقدمت لمحكمة الأسرة للمطالبة بآجر مسكن حضانة لأتمكن من تأجير شقة بعيدًا عن المشاحنات والخلافات".

مهندس بمحكمة الأسرة: طليقتي اتجوزت عرفي وقافلة شقة الحضانة

تقدم مهندس لمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة لرفع دعوى قضائية ضد طليقته لإسقاط حقها في مسكن الحضانة بعد اكتشافها زواجها عرفيا وغلقها لمسكن الحضانة.

وقال "عادل. ح" في دعواه: "تم الطلاق بيننا ودي بعد اكتشاف وجود علاقة عاطفية بينها وبين مدرب السباحة الخاص بنجلتنا وقمت بإعطائها كل مستحقاتها المالية وتركت لها منزل الزوجية للإقامة فيه بعد تأكيد منها بعدم نيتها في الزواج".

وتابع: "بعد الطلاق مباشرا كنت اذهب لأخذ نجلتي من امام المسكن لاستضافتها عندي يوم الجمعة وبعد سبع أشهر تقريبًا من طلاقنا طلبت مني مقابلة نجلتنا في النادي أو عند منزل جدتها مبررة بأنها أصبحت تعمل في شركة وليست موجودة طوال الوقت بالمنزل".

ولم تكن نيتي سيئة تجاهها مطلقا حتى حدثت مشكلة في مياه العقار الموجودة فيه شقة الزوجية واتصل عليها الجيران كثيرًا، لكن هاتفها كان مغلقًا وبذهابي لاستطلاع الأمر اكتشفت من الجيران وحارس العقار بأنها حملت أغراضها وتركت الشقة من شهور وببحثي اكتشفت زواجها عرفيًا وترك نجلتنا بمنزل جدتها في حين تأجيري أنا شقة للإقامة والسكن  فيها بمبلغ 5000 شهريًا وعندما طلبت منها ترك الشقة للسكن فيها رفضت وقالت لا دي شقة بنتي.

الرأي القانوني 

قال "علي أبو طالب" المحامي المختص في شئون الأسرة  بأن للزوجة الحق في مسكن الحضانة ولا يرتبط بكيفية حدوث الطلاق نهائيًا، سواء كان خلعًا أو طلاقًا للضرر.

ووفقا للقانون المصري بأن الحاضنة الحق في مسكن الحضانة حال رعايتها لصغارها، وتكون آمنة على نفسها وعلى من يقع تحت حضانتها،  وذلك لحين انتهاء حضانتها.

 وعلى الزوج أن يهيئ للحاضنة مسكن حضانة مناسب للمعيشة حتى بلوغ الصغار لسن 15 سنة، ثم يخير الصغار إذا كانوا يرغبون في الاستمرار بالمعيشة مع والدتهم  أو الانتقال  للمعيشة مع والدهم، وإذا اختار الصغار الأم يفرض على الأب تقديم  للأم أجر مسكن.

وتابع المحامي ومن حق الأب استرداد مسكن الحضانة بعد انتهاء سن الحضانة إذا كان المسكن ملكًا له ويوفر للحاضنة مسكنا بديلًا أو يعطيها أجر المسكن، وذلك طبقا للمادة 18 مكررًا ثالثًا من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985.

وأضاف: "ومن الممكن أن  يسترد  الزوج لمسكن الحضانة عند بلوغ الصغير أقصى سن الحضانة وسقوط حق الحاضنة في المسكن، واختيار الحاضنة للأجر النقدي وذلك بما يتناسب مع دخل الزوج".

وذلك طبقًا للمادة 44 من قانون الأسرة إذا كانت الزيجة ما زالت قائمة فإن قرار التمكين مشاركة للطرفين"، حيث إن للنيابة العامة أن تصدر قرارًا بشأن حيازة مسكن الزوجية المشار إليه بشكل مؤقت إلى حين حصول الزوجة على الطلاق".

ويعاقب الزوج إذا أتلف مسكن الحضانة إذا كان لا يمتلك المسكن، وذلك وفقا للمادة 361 عقوبات، والتي تنص على "كل من خرب أو أتلف عمدًا أموالًا ثابتة أو منقولة لا يمتلكها أو جعلها غير صالحة للاستعمال أو عطلها بأي طريقة يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر وبغرامة لا تجاوز 300 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، فإذا ترتب على الفعل ضرر مالي قيمته 50 جنيها أو أكثر كانت العقوبة الحبس مدة لا تجاوز سنتين وغرامة لا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه إذا نشأ عن الفعل تعطيل أو توقيف أعمال مصلحة ذات منفعة عامة أو إذا ترتب عليه جعل حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم في خطر، ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات إذا ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي".

الرأي النفسي  

قال الدكتور محمد عادل استشاري الطب النفسي أن وتيرة الخلافات الأسرية بين الزوجين واستعمال العنف فيما بينهم يكون سببا رئيسيا في أضرار نفسية كبيرة للصغار وبالأخص بعد حدوث الطلاق.

فيشعر الصغار بوجود شرخ كبير، فحياتهم الأسرية وتزداد حالتهم سوءًا عند وجود خلافات، سواء خاصة بالماديات أو السكن وتصل لحد الفصل بها قضائيًا.

فكل هذه الأمور تتسبب في ضعف شخصية الصغار ضعف كلي، وتجعلهم أكثر خوفًا من الناس وعدم استطاعتهم مواجهة المجتمع فضلا عن فقد الطفل قدوة الوالدين بسبب مشاكلهم ويتأثر بألفاظهما، سواء في المشاحنات والمشاورات، وبالتالي يصبح عديم الشخصية في اتخاذ قراراته كذلك سيعاني من قلة التركيز والتفوق الدراسي، وفي الكثير من الحالات تصاب بالاكتئاب وتصل لحد الانتحار.

وأضاف الاستشاري: "لذلك يجب علينا كمسئولين عن صغار يجب حل الخلافات الزوجية بعيدا عن مرمي ومسمع الأطفال وتجنب الإساءة أمامهم وإعلاء مصلحة الصغار على خلافاتهم، وبالأخص عند الآباء فبعض الآباء بعد حدوث الطلاق بينه وبين زوجته يطلق معها أبناءه ويرفض الإنفاق عليهم ورعايتهم".