رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوق النجاة الأخير.. كيف تبذل مصر جهود حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة؟

غزة
غزة

مصر وقطر يلعبان دور الوساطة بين حماس وإسرائيل، رغبة منهما في أن يوافق طرفي الحرب على وقف مؤقت لإطلاق النار، والوصل إلى هدنة يمكن خلالها إيجاد حلولًا توقف نزيف الدماء المستمر منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم. 

بعدما واقفت حماس في بيان رسمي لها موجهة حديثها إلى الجانب المصري، بقبول الهدنة، جاء الرد بالرفض من رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي، ومن ثم فإن عمليات تهجير المدنيين من الفلسطنين في رفح لا تزال مستمرة، وربما يتغير الوضع قبل الإجلاء الكامل، ولكن ليس من جانبهم وإنما بقبول حماس السيناريو التي وضعته إسرائيل. 

 

ما مدى قبول المقترح المصري لدى الرأي العام الإقليمي والدولي؟

قال جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إنه برغم من تعقيدات المشهد على الأرض في الداخل الفلسطيني تحديدًا في قطاع غزة، وحتى تعقيدات المشهد على المستوى الإقليمي وما يشهده الإقيلم الآن من اتساع دائرة الصراع، إلا أن الدولة المصرية، لا تزال حريصة على ممارسة دورها الإيجابي في وقف إطلاق النار، والوصول إلى هدنة، ثم الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار.

 

وأكد الباحث السياسي لـ"الدستور"، أن مصر تعمل بشكل جاد ومتوازي على كافة المحاور لدعم القضية الفلسطينية سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي وحتى الإنساني مستمرة في لعب هذا الدور الرئيسي والمحوري والذي ترتكز عليه كافة الأطراف الأقليمية والدولية حتى فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية، وهي في أمس الحاجة إلى الاستمرار في تحريك الأزمة على الأرض مع وجود تشابكات الآن تجعل الأوضاع تتجه نحو كارثة إنسانية حقيقية في رفح.

 

مر المقترح المصري لوقف إطلاق النار والانتهاء من العمليات العسكرية التي يشنها الطرفان على بعضهم البعض، بشكل مؤقت، مر المقترح بثلاث مراحل، الأولى هي وجود التزام بوقف إطلاق النار دون وجود قيود على عودة النازحين، مع انسحاب قوات الاحتلال إلى المناطق المحاذية للحدود داخل قطاع غزة، المرحلة الثانية تأتي بعد وقف إطلاق النار بالانسحاب الكامل للكيان الصهويني من القطاع، وأخيرًا انتهاء الحصار.

 

وأوضح رائف، أن دور مصر الأكثر قوة والمحوري يحقق نجاح على أرض الواقع، كما أن الداخل الفلسطيني يجب أن يساند الجانب المصري بإعمال العقل السياسي وممارسة المزيد من الرشد والحكمة في تحركاتها نحو الهندسة وما بعدها  بتحركات سياسية وبناء سياسي يساعد على إنجاح هذا الأمر.

جمال رائف

وتابع: الشركاء الإقليميون والدوليون، يدعمون الرؤية المصرية التي في الحقيقة تحاول أن توقف هذه الكارثة الإنسانية المستمرة داخل رفح، وأيضًا الجانب الإسرائيلي الذي يتحمل المسؤولية كاملة فيما يحدث هناك، وعليه أن يرضخ للنداءات الدولية ولمصر، ويستجيب للورقة المصرية التي تلقى قبول من جميع الأطراف ولا خلاف عليها.

 

الجانب الإسرائيلي يرفض الهدنة ومستمر في طلبات التهجير لمليون ونصف مواطن فلسطيني نزحوا من قبل ويتواجدون الآن داخل رفح، ولا يعرفون إلى أين المفر بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وحاصرهم الاحتلال في كل مكان. 

 

وأشار رائف، إلى أنه علينا أن نذهب الآن إلى وقف إطلاق النار، فرفح فيها مليون ونص نازح تجبرهم السلطات الإسرائية إلى النزوح مجددًا، ناحية الغرب والأوضاع الآن إنسانيًا سوف تكون في غاية الصعوبة، لذلك يجب أن نذهب الآن إلى مسار العمل السياسي والدبلوماسي وإيجاد الطريق نحو الهدنة ثم الوقف الكامل لإطلاق النار.