رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لحظات الرعب وكابوس النزوح.. ماذا حدث فى رفح بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية؟

رفح الفلسطينية
رفح الفلسطينية

مع شروق شمس الإثنين تفاجأ مئات الآلاف في مدينة رفح الفلسطينية بمنشورات الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء المنطقة الشرقية للمدينة بالكامل وفي أسرع وقت، وبحلول منتصف الصباح، كانت الشاحنات والعربات التي تجرها الحمير والخيول تقطع شوارع رفح في حالة من الفزع والفوضى، ليعيش سكان المدينة لحظات رعب جديدة.

وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، بأن رفح المدينة المكتظة بأكثر من مليون نازح، شهدت نزوحا جديدا في أجواء شتوية غير عادية وأمطار غزيرة، حيث كان الآلاف يهرعون لمغادرة المدينة قبل العدوان الإسرائيلي الجديد إلى وجهة مجهولة لا يعلمون إذا ما كانت آمنة أم لا.

لحظات الرعب.. كيف نزح آلاف الفلسطينيين مرة أخرى من رفح إلى المجهول؟

وتابعت الصحيفة أن أسطح السيارات كانت مكدسة بالمراتب، بينما كانت تحمل أخرى الكراسي المتحركة والأغراض الضرورية فقط، بينما سار الأطفال والبالغون على أقدامهم تحت الأمطار الغزيرة وفي وسط الركام والحطام بجانب السيارات المتهالكة.

وأضافت أن وجهتهم المجهولة كانت المنطقة الساحلية التي تقع على بعد حوالي 3 أميال، والتي حددتها منشورات الاحتلال الإسرائيلي على أنها آمنة.

ومن بين الفارين رقية يحيى، 18 عامًا، التي كان والدها قد انطلق للعثور على خيمة كبيرة بما يكفي لعائلة مكونة من 10 أفراد، وكانت هي وأقاربها قاموا بتحميل شاحنة صغيرة متهالكة بالحقائب وحقائب السفر في وقت مبكر من الصباح.

ومثل كل المتجمعين في مدينة رفح أقصى جنوب غزة، كانت تخشى أن الهجوم الذي هدد به الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة أصبح الآن وشيكًا، وقالت رقية: "نحن مرعوبون ومرهقون جسديًا وعقليًا، لقد نزحنا خمس مرات حتى الآن خلال هذه الحرب".

وكانت عائلتها تتنقل منذ اضطرارها للفرار من بلدة بيت لاهيا الشمالية في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وكان آخر منزل لها هو منزل مزدحم للغاية في شرق رفح يملكه أحد أصدقاء العائلة.

وقالت إن الليلة السابقة كانت "مروعة ومخيفة، كان حينا يُمطر بالقنابل طوال الليل".

وأضافت: "فقدت والدتي وأخي في حرب عام 2008 وأخشى أن أفقد المزيد من أفراد عائلتي أو أقاربي أو أصدقائي في هذه الحرب".

وقالت سلطات غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية على رفح خلال الليل وصباح الإثنين أسفرت عن استشهاد 26 شخصا على الأقل، وفي الإجمالي استشهد أكثر من 34 ألف فلسطيني خلال الحرب معظمهم من النساء والأطفال.

وقال عبد الله أبو هيش إنه كان يفر مع أسرته إلى منزل أحد أقاربه في الحي الغربي لرفح، مضيفًا: "حذرنا جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء منطقتنا، سنحاول أخذ الأمتعة في أقرب وقت ممكن، نحن نحاول الهروب من الموت بالرغم من أن ترك ممتلكاتنا وذكرياتنا خلفنا يمكن أن تمحى في أي لحظة".

وتابع: "نحن محبطون للغاية لأننا كنا نتوقع من العالم أن يحمينا ويمنع هذا الهجوم، ولكن للأسف يحدث هذا الآن".

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن رفح تعد مركزا لوجستيا رئيسيا للجهود الإنسانية في القطاع، وسعت القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى ثني إسرائيل عن شن هجوم على المدينة.

وقالت هناء صالح، 40 عامًا، التي نزحت بالفعل من تل الزعتر شمال غزة إلى رفح: "نحن خائفون جدًا لأنه ليس من السهل الانتقال من مكان إلى آخر، من نزوح إلى نزوح".

وكان العديد من السكان مترددين في الانتقال إلى منطقة المواصي المخصصة للمساعدات الإنسانية، حيث قال عبد الرحمن أبو جزر إنه وصل مع 12 من أفراد أسرته إلى المواصي ليجدوها مكتظة بالفعل.

وتابع: "ليس بها مساحة كافية لنا لصنع الخيام لأنها بالفعل مليئة بالنازحين... أين يمكننا أن نذهب؟ لا نعرف".

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن الكثيرين في رفح لا يستطيعون نقل أقاربهم المسنين أو المرضى للغاية الذين قد لا يتمكنون من النجاة من الظروف القاسية في المواصي، وهي منطقة رملية لا تحتوي على سوى القليل من وسائل الراحة وتعرضت للقصف المتكرر، إن انقطاع الاتصالات في رفح، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وندرة الوقود، ونقص الأموال النقدية يجعل تنظيم أي عملية إجلاء أمرًا صعبًا للغاية.