"نعمة" فتاة أسوانية تُبدع في رسم لوحات فنية وتشكيل براويز: "والدي طوق النجاة" (صور)

منذ صغرها تعاني من إعاقة حركية في يديها، ولكن كان والدها بمثابة طوق النجاة لها في حياتها حيث دعمها وشجعها بداية من إمساك القلم بيدها وتعليمها وممارسة هواية الرسم وهو الأمر الذي غير مسار حياتها وجعل لحياتها هدف تعيش من أجله ولم يتوقف عطاءه عند هذا الحد بل إنه ما زال يساندها لكي تصل إلى ما تتمنى وتصبح لديها مشروع لبيع البراويز وبورتريهات الرسومات المتنوعة.

حاورت "الدستور" مدربة ذوي الهمم بمركز التأهيل الشامل بمدينة نصر النوبة التابعة لمحافظة أسوان، للتعرف على قصتها وشغفها بهواية الرسم.

على منضدة كبيرة تجلس نعمة محمود إبراهيم، فتاة من ذوي الهمم، أثناء فترة عملها كمدربة بمركز التأهيل الشامل، وأمامها عدد من الكراسات التى تدون فيها الرسومات المتنوعة وبرواز زجاجى، وبالرغم من صعوبة تحكمها بالقلم والكراسات ولكن لديها إرادة وعزيمة قوية تجعلها تتفوق وتطور من نفسها أيضًا للوصول إلى هدفها وهو إنشاء مشروع صغير لبيع الرسومات والبراويز التي تنفذها وتهادي بها الأشخاص المقربين منها.

تفاصيل حول حياة المدربة نعمة من ذوي الهمم 

تقول نعمة محمود إبراهيم، البالغة من العمر 23 سنة، إنها نشأت فى مدينة نصر النوبة، وأنها منذ صغرها وهى لديها إعاقة حركية فى يديها، ولكن لم يكن لها أي تأثير على حياتها وذلك بسبب دعم ومساندة والدها لها منذ الصغر حتى يجعلها تشعر أنها ليس لديها أي اختلاف عن أي فتاة فى سنها.

وأضافت لـ"الدستور" أن والدها لم يستسلم لظروفها ومعاناتها من الإعاقة الحركية فى يدها ولكنه ساعدها ودعمها للالتحاق بالمدارس العادية مثل أقرانها من الفتيات، حتى أنه من علمها كيفية إمساك القلم بالطريقة الصحيحة حتى تمكنت منها وأصبحت تعرف تكتب بشكل جيد وترسم أيضًا رغم إعاقتها الحركية.

وأوضحت أن والدها رفض التحاقها بمدارس الدمج حتى لا تشعر بفرق بينها وبين الفتيات اللواتى فى سنها، مشيرة إلى أن هذا جعل لها إرادة قوية وعزيمة للتفوق على نفسها وتستكمل مراحلها التعليمية حتى وصلت إلى الحصول على شهادة الدبلوم الفنى.

وعبرت لـ"الدستور" قائلة: "والدي مستسلمش ودخلني المدرسة وعلمني أمسك القلم وبقيت كويسة وكملت ومستسلمش إني أكمل دراستي رغم بعد مسافة المدرسة علشان خاطر والدي".

وحول شغفها وحبها لرسم اللوحات الفنية وتشكيل البراويز، أشارت إلى أن لديها شغف وحب كبير للرسم منذ الصغر ولم تستلم لإعاقتها أبدًا أو تجعلها تؤثر على هوايتها المفضلة ونمت هذه الهواية أثناء دراستها تحديدًا فى مرحلة الثانوية الفنية، بجانب تصميمها العديد من اللوحات الفنية والبراويز الزجاجية لتهديها لصديقاتها والمقربين منها.

وتابعت أنها تستخدم الأدوات المعتادة أبرزها القلم والمسطرة والممحاة فى رسم اللوحات الفنية العادية على الورق، أما عند الرسم على المرآة فهى تستخدم القطر والورق الفوم، حيث إنها تطبع الكلمة على المرآة مثلما كانت الرسم بالكراسة ثم تبدأ نحتها باستخدام القطر، وأخيرًا بعد الانتهاء منها تبدأ فى تلوينها إذا كانت كلمة بالورق الفوم، ولكن الرسومات لا يصلح تلوينها هكذا بل بألوان الدهانات وتضع صورة صغيرة بجانب الكلمة أو اللوحة.

وعن عملها وشغفها بالرسم.. ذكرت أنها حاليًا تعمل مدربة مع ذوي الهمم بمركز التأهيل الشامل بمدينة نصر النوبة، حيث إنها تساعدهم على تعلم الرسم وتنفيذ اللوحات الفنية سواء على أوراق الكراسات أو نحت الأشكال على زجاج المرآة، قائلة "بعلمهم اللي أنا اتعلمته بحاول اطلع حد يطلع يعرف يرسم ومعايا كتاب في البيت بعلم العيال ترسم منه".

وأشارت لـ"الدستور" أنها لم تواجه أي صعوبات فى حياتها نظرًا لدعم ومساندة والدها الدائمة فى حياتها، حيث إنه كان يلبي لها كافة طلباتها ويذلل العقبات التى كانت تقف فى طريقها.

وعبرت قائلة: "بشكر والدي أنه ساعدني وموقفنيش وهو اللي بيشجعني دايما إني أكمل، وبالنسبة ليا "طوق النجاة" اللي من خلاله تغيرت حياتى للأفضل وجعل ليا إرادة قوية".

واختتمت أن الطموح التي تسعى لتحقيقه حاليًا وتتمنى أن تراه قريبا على أرض الواقع أن تؤسس مشروع خاص بها لبيع اللوحات الفنية والبراويز الزجاجية التي تبدع فى تشكيلها، وأن يكون المشروع فى مكان عام حتى يستطيع مشاهدة أعمالها الجميع، موضحة أن والدها ما زال يقدم ما فى وسعه حتى يوفر لها أموال لكى تتمكن من تحقيق حلمها.