رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ثورة 1919 ومملكة فارسكور".. الرواية المنسية  لتاريخ حافظ دنيا

ثورة 1919
ثورة 1919

انطلقت فعاليات الملتقى السادس لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع أهل مصر بقصر ثقافة فارسكور بمحافظة دمياط، الملتقى الذي تنظمة  الهيئة العامة لقصور الثقافة ، برئاسة عمرو البسيوني، وإشراف تنفيذي أحمد يسري.

وعلى هامش فعاليات الملتقى الذي جاء  ليرسخ  معنى العدالة الثقافية نأخذكم في السطور التالية للتعرف على مدينة  "فارسكور"، والتي تعد أحد أكبرالمراكز الكبرى وثاني أقدم وأكبر مركز  بمحافظة دمياط، والتي تعد  مصدر للشخصيات الثقافية والإبداعية الأهم في تاريخ  مصر الحديث.

آخر معارك الحملة الصليبية على مصر 

 كانت" فارسكور" واحدة من أبرز المدن التي شهدت وقدمت  للتاريخ المصري الحديث والمعاصر ما يمكننا التوقف عنده كثيرًا، ففى "فارسكور" هزم لويس التاسع، وشهدت آخر معارك الحملة الصليبية على مصر. 

وففي عام 1250م شهدت  مدينة  "فارسكور"، مواجهة  قوات الملك الفرنسي لويس التاسع مع السلطان الأيوبي توران شاه، والتي أسفرت عن هزيمة ساحقة للصليبيين، ووصل عد القتلى من الصليبين لما يزيد عن 30 ألفًا، بجانب إصابة  عشرات الآلاف من الصليبيين، وسقوط آلاف الأسرى بأيدي المسلمين، من بينهم ملك فرنسا لويس التاسع.

"توران شاه" مات جريحًا ومحروقًا وغرقًا 

في عهد توران شاه اتخذ مدينة" فارسكو"  دارًا للحكم، واعتقل بعض أمراءه، وابعد مماليك أبيه عن المناصب التي جعلها حكرًا على بطانته، وقتل توران شاه  محروقًا وغريقًا وجريحًا بعد انقضاض  بيبرس بايعاذ من شجرة الدر لقتله فقطع أصابع يد توران شاه، الذي هرب إلى  أعلى برج فأحرق به البرج ليسقط ويلذ بالماء، ولكن يموت غريقًا.

انفصال فارسكور وإعلانها مملكة  

انفصلت مدينة فارسكور احتجاجًا ورفضًا لما جرى لسعد زغلول ورفاقة، وأعلنت انفصالها عن التاج الملكي المري خلال حكم السلطان فؤاد، وكان للمناضل حافظ دنيا دورًا كبيرًا ورئيسيًا في المقاومة الشعبية ضد الإنجليز وأعوانهم،  كان زعيمًا لحركة التحرير في تلك الفترة المشتعلة من تاريخ مصر، المقاومة التي كانت على أشدها ضد الإنجليز كان لابد أن تتلقى خسائر  فقد قبض على  80 من أعضاء المقاومة، الأمر الذي  دفع المقاومة للتهديد بقطع إمداد المياه الواصلة من ترعة الشرقاوية، التي تغذي مديرية دمياط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى.

 لم يكن حافظ دينا شخصًا عاديًا، هو زعيم  الحركة وأحد أبرز أصوات المقاومة في دمياط ، وانتمائه ومولده في فارسكور أعطى له  أفضلية أن يكون  صاحب قرار الانفصال، وأن يصبح ملك فارسكور في لحظة تاريخية فارقة.

يشير الكاتب محمود الزلاقي عبر كتاب "فارسكور عبر العصور"  إلى أن  حافظ دنيا عقب  استيلائه وجماهير فارسكور  على قسم شرطة "فارسكور"  أذاع منشورًا يدعو فيه الأعيان وأرباب المصالح الحقيقية للاجتماع، فلبوا الدعوة، واجتمعوا في منزل الوجيه محمد أحمد أفندي كيره، وقرروا إعلان استقلال منطقة شمال الدلتا، ونادوا بحافظ دنيا حاكمًا عامًا وقائدًا للثورة المسلحة.

باشر حافظ دنيا أعماله حاكمًا لمنطقة شمال الدلتا  بدءا من تعيين حدود مملكته وصولًا  لشكيل مجلس وزراء لمملكته الوليدة، وتم القبض عليه من قبل الإنجليز، وحكم عليه بالإعدام، وحكم على بعضمن رفاقة من شباب فارسكور  بأحكام مختلفة بدءً من السجن وصولًا للبراءة.