رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دول أمريكا اللاتينية ونصرة القضية الفلسطينية

أود أن أبدأ مقالى بالبيان الصادر عن الحكومة الفنزويلية فى العاشر من مايو 2024، بشأن مقترح القرار الخاص بأهلية دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، "تحتفل جمهورية فنزويلا البوليفارية بالنصر الدبلوماسي، الذي حققه الشعب الفلسطيني الشجاع، في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حيث أوضحت شعوب وحكومات العالم بأغلبية ساحقة، أنه يجب قبول فلسطين عضوا في المنظمة المذكورة، وتوسيع نطاق حقوقها كدولة حرة، ذات سيادة، ومستقلة".

"وتشير فنزويلا إلى أن الموقف الفردي والتعسفي وغير العادل للولايات المتحدة الأمريكية، التي أساءت استخدام حق النقض (الفيتو) ومكانتها كمركز قوة، باعتبارها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، هو الذي حال في الوقت الراهن دون دخول فلسطين كعضو كامل، ولهذا السبب تحث فنزويلا هذا البلد على الاعتراف بولاية الجمعية العامة والامتثال لها على الفور".

"ومرة أخرى، تنضم الحكومة البوليفارية إلى المطالبة بوقف إطلاق النار والوقف الفوري وغير المشروط للإبادة الجماعية، وتحث العدالة الدولية على تحديد المسئولية عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دولة إسرائيل، والتي تسببت في مقتل أكثر من 35 ألف شخص في الأشهر الأخيرة، أغلبهم من النساء والفتيات والأطفال".

ولم يكن هذا الموقف جديدًا على جمهورية فنزويلا البوليفارية، التى اتخذت دائمًا طريق التضامن مع الشعب الفلسطينى، وقضيته العادلة، وحقه فى مقاومة المحتل الصهيونى، وحقه فى تحرير أرضه وعودة اللاجئين، فنحن لاننسى الدعم الدائم من الرئيس والزعيم الراحل هوجو تشافيز لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، وموقفه التاريخى المجيد، بطرد السفير "الإسرائيلى" من فنزويلا، عقب عدوان الكيان الصهيونى على غزة أواخر 2008، وأوائل 2009، ووقوفه بجانب ليبيا وسوريا بعد ثورات الربيع العربى 2011، ورفض التدخل الخارجى ورفض الأنظمة المتأسلمة.

وفى الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لوصول القائد هوجو تشافيز إلى الرئاسة (2 فبراير 1999 إلى 2 فبراير 2024)، طالب الرئيس مادورو من أعماق قلبه، "باسم الشعوب العربية الشقيقة، الشعوب العربية الحبيبة، ونيابة عن الشعب الفلسطيني، ونيابة عن إخواننا المسلمين، وعن المسيحيين والكاثوليك واليهود والجميع، أطالب الجمعية الوطنية وشعب فنزويلا، ببذل المزيد من الجهد لإنهاء الإبادة الجماعية ضد شعب فلسطين، ومن أجل ضمان السلام والحق في الحياة لشعب فلسطين".

إن الشعب المصرى وكل القوى الوطنية المصرية  تُثمِّن وتُقِّدر دور فنزويلا، ودور كل دول أمريكا اللاتينية، التى وقفت بجانب الحق الفلسطينى ودعمته، فى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وطالبت بالوقف الفورى للحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، ووقفت ضد مايقوم به الكيان الصهيونى من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، كالإبادة الجماعية، والتهجير القسرى والتجويع، وتدمير البنية التحتية، وقتل عشرات الآلاف من الشعب الفلسطينى، واستهداف الطواقم الطبية والصحفيين، وعدد من العاملين فى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا".

والتحية والشكر لكل الدول التى قطعت علاقاتها مع إسرائيل، بوليفيا وكولومبيا وهندوراس وتشيلى، وأجمعت هذه الدول على أن "إسرائيل" ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتقوم بعقاب جماعى ضد المدنيين.

كل التحية لجمهورية فنزويلا البوليفارية والبرازيل وكل الدول التى وقفت مع الحق الفلسطينى، وكل التحية للشعوب الحرة الأبية الت خرجت بالملايين فى كل دول العالم منددة ورافضة لجرائم الإبادة الجماعية ومطالبة بالوقف الفورى للعدوان.

وكل التحية للطلاب الذين انتفضوا فى جامعات دول أمريكا وأوروبا، وطالبوا جامعاتهم بقطع العلاقة مع الكيان الصهيونى، وعدم التعامل معة فى كافة المجالات، رافعين شعارات عدم التعامل مع قتلة الأطفال وكل التحية لأساتذة الجامعات الذين تضامنوا مع الطلبة فى اعتصامهم ورفضوا التنكيل بهم واعتقالهم.
كل التحية لدولة جنوب إفريقيا التى رفعت قضية ضد الكيان الصهيونى، أمام محكمة العدل الدولية، لارتكابه جريمة الإبادة الجماعية، وكل التحية لدولة نيكارجوا التى انضمت إلى الدعوى المقامة من دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.

ولقد أكدت جزر المالديف الاثنين الماضى 13 مايو عزمها التدخل مع جنوب إفريقيا، وقالت الرئاسة في بيان لها إن هذا القرار اتخذ على أساس أن إسرائيل تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، واتهمتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية، تحت ستار "المخاوف الأمنية" التي أدت إلى نزوح جماعي، ومجاعة حادة، وعرقلة المساعدات الإنسانية.

وأعلنت مصرعن نيتها الانضمام إلى القضية المرفوعة ضد إسرائيل، وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها "إن القرار اتخذ في ضوء تصاعد حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية، على المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستهداف الممنهج للمدنيين، وتدمير البنية التحتية في القطاع".

وأضافت الوزارة "إن هذه التصرفات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، والقانون الإنساني، ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين أثناء الحرب، ودعت إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها والتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية. 
وفي الأول من مايو، أعلنت تركيا عزمها التدخل في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة على إسرائيل، وقال وزير الخارجية هاكان فيدان إن بلاده تأمل أن يساعد تدخلها في ضمان أن قضية محكمة العدل الدولية سوف تتقدم في الاتجاه الصحيح، وأضاف أن أنقرة تعمل على هذا الأمر منذ مدة طويلة جدًا، وستستكمل عملها القانوني قريبًا.
التحية للمقاومة الفلسطينية الباسلة الصامدة ضد جبروت الألة العسكرية الصهيونية، والتحية للمرأة الفلسطينية التى تقدم أبناءها شهداءً للوطن.
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر للمقاومة، والبقاء للشعوب، والزوال للاحتلال، والخزى والعار لكل الأنظمة الصامتة المشاركة والمتواطئة فى إبادة الشعب الفلسطينى.