رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسبوع الأعياد

من حق الشعب المصرى بمختلف انتماءاته الدينية والاجتماعية أن يفرح، وأن يحتفل بالأعياد التى تتعلق بحياته وعمله؛ من منطلق أن تلك الاحتفالات ترفع عنه أحيانًا عناء عام كامل من العمل أو الانتظار حتى يأتى العام الجديد محملًا بفرحة وسعادة هو فى أشد الاحتياج إليها نفسيًا وجسديًا.

فمنذ عدة أيام احتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك بعد صيام شهر رمضان الكريم، وكان المسيحيون قد بدأوا الصوم فى نفس اليوم إلا أنه استمر لمدة 25 يومًا بعده ليأتى احتفالهم هذا الأسبوع بعيد القيامة المجيد بعد فترة صيام استمرت 55 يومًا وهو اليوم الذى يحتفل فيه الأقباط بقيامة السيد المسيح ودخوله إلى مدينة القدس.
وتتخذ أفراح الأقباط بهذه المناسبة الكبيرة مظاهر احتفالية تقترب إلى حد كبير من احتفالات المسلمين، حيث يتم شراء الملابس الجديدة والكعك والحلوى والذهاب إلى الكنائس للصلاة وزيارة الأقارب ومعايدتهم.

وفى اليوم التالى يحتفلون بعيد شم النسيم وفيه يتشارك المسلمون والأقباط فى السفر والتنزه واعتباره بداية لفصل الربيع.. وعلى الرغم من ارتباط موعد شم النسيم مع الأعياد المسيحية فإنه يعتبر مناسبة لجميع المصريين منذ قديم الزمن بل إلى عهد قدماء المصريين ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية لجميع العاملين بالدولة للترويح عن أنفسهم بأشكال مختلفة.
وقبيل هاتين المناسبتين يأتى الاحتفال بعيد العمال وهو مناسبة عالمية يحتفل خلالها عمال مصر مع عمال العالم بعيدهم الذى ينتظرونه كل عام.

إلا أن احتفالهم هذا العام يختلف إلى حد كبير عن الأعوام السابقة، حيث يشهد الإنجازات التى تحققت على أيديهم خلال الفترة السابقة وأنهم أصبحوا بالفعل النجوم المضيئة للجمهورية الجديدة من خلال ما تحقق بفضل سواعدهم وعطائهم وقوة إرادتهم وتحدى الصعاب، لكى يعلوا بشأن بلادهم.. ولعل الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى لعمال مصر على موقع التواصل الاجتماعى تؤكد مدى تقديره للدور الذى يقوم به عمال مصر الذين تعهدوا ببناء وطننا العزيز، وأوفوا بما وعدوا به من خلال بذل قصارى الجهد لبناء دولتنا العصرية الحديثة وأن يوم الاحتفال بعيد العمال يرمز إلى التفانى والإخلاص فى العمل.

والواقع أن الدولة المصرية قد أولت اهتمامًا غير مسبوق بعمال مصر، وهو ما انعكس بشكل واضح من خلال استراتيجية الجمهورية الجديدة لدعم وتطوير الأيدى العاملة على كافة المستويات وتوفير حياة كريمة لهم وعلى مدار 10 سنوات كان العمال وبحق هم الحراك والوقود فى معركة بناء الجمهورية الجديدة، حيث ساهمت المشروعات العملاقة التى شهدتها البلاد خلال هذه الفترة فى توفير ملايين فرص للعمل على كافة فئات المجتمع، ونجحت الدولة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية فى خفض معدلات البطالة رغم الأزمات الاقتصادية التى يشهدها العالم مع الحرص على تحسين أجور العمال ورفع الحد الأدنى للأجور الى 6 آلاف جنيه اعتبارًا من شهر مايو الحالى.

هذا بالإضافة إلى إنشاء صندوق إعانة للعمالة غير المنتظمة والعمل على استثمارات عوائد هذا الصندوق بما يحقق عائدًا اجتماعيًا وتنمويًا يمكن من خلاله الإنفاق منها فى حالات الطوارئ والأزمات على تلك الفئة من العمال.. ومن المؤكد أن الفترة الرئاسية الجديدة سوف تشهد اهتمامًا أكبر بملف الصناعة والاقتصاد، وسوف يعاد النظر فى موقف المصانع التى أغلقت أبوابها للوقوف على أسباب ذلك، ومعاونتها لاستعادة نشاطها الصناعى خاصة على ضوء توجه الدولة إلى تشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره فى مجال التنمية والتصنيع والتصدير لتحقيق أكبر عائد اقتصادى لأصحاب تلك المصانع الذى سوف ينعكس على العاملين بها بصفة خاصة وعلى الدولة المصرية بصفة عامة.

هكذا جاء هذا الأسبوع حاملًا معه الاحتفال بثلاثة أعياد مصرية صميمة كل منها له تاريخه وله طقوسه، وقد كانت الدولة حريصة على أن تعطى لأبنائها من الشعب راحة من أعباء العمل ولو لمدة يوم واحد، إلا أنها ارتأت تأجيل إجازة عيد العمال من يوم الأربعاء إلى يوم الأحد الموافق الخامس من مايو وهو نفس يوم الاحتفال بعيد القيامة.

وهنا حاول بعض الخبثاء التقليل من قيمة الاحتفال بعيد القيامة من منطلق أن الدولة منحت جميع العاملين بالدولة إجازة بمناسبة عيد العمال واستدلوا على ذلك بتهنئة العمال بعيدهم دون الإشارة إلى عيد القيامة، إلا أن تدخل العقلاء من هنا وهناك نجح فى احتواء ذلك الفهم الخاطئ فى أن التهنئة بعيد العمال جاءت مقدمة على عيد القيامة، لأنه يسبقه بخمسة أيام وأن ترحيل الإجازة يأتى فى إطار سعى الدولة إلى إعطاء فرصة كافية للشعب لأخذ قسط كاف من الراحة، خاصة أن اليوم التالى لعيد القيامة سوف يكون إجازة رسمية بمناسبة شم النسيم.

وهنا نؤكد مرة أخرى، وليست أخيرة، أن المتربصين بالوطن يحاولون جاهدين استغلال أى فرصة لإحداث أى فتنة أو وقيعة بين أبناء الوطن الواحد، الأمر الذى نحذر منه دائمًا وأن نكون جميعًا على قلب رجل واحد حتى لا نعطى لهم أى ذريعة يستطيعون من خلالها تعكير تلك الأجواء الطيبة التى نمر بها حاليًا، والتى نتمنى أن تكون وبحق انفراجة على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية استمرارًا لمسيرة الاستقرار التى يقودها بثبات الرئيس عبد الفتاح السيسى.

هنيئًا لعمال مصر الأوفياء الاحتفال بعيدهم.. هنيئًا لأقباط مصر بعيدهم.. هنيئًا لمصرنا الغالية تلك الأعياد والمناسبات السعيدة التى نستحقها ونستحق أن نحتفل بها.. وتحيا مصر.