جوجل تدق ناقوس الخطر بشأن حاجة الولايات المتحدة لتحديث سياسات الهجرة
دعت شركة جوجل، الحكومة الأمريكية إلى تحديث سياسة الهجرة الخاصة بها، لا سيما قائمة جدول سياسة الهجرة الخاصة بها، لجذب أفضل المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من الخارج والاحتفاظ بهم.
وفي رسالة إلى وزارة العمل الأمريكية، حذر عملاق التكنولوجيا من أن السياسات الحالية يمكن أن تؤدي إلى فقدان المواهب القيمة في هذه القطاعات الحيوية.
قائمة الجدول الزمنى "قديمة"
وتناولت رسالة "جوجل" على وجه التحديد قائمة الجدول أ، التي تحدد المهن التي تفتقر إلى عدد كافٍ من العمال الأمريكيين.
وقالت الشركة: "إن القائمة التي تم تحديثها آخر مرة في عام 2005 بحاجة إلى التوسع لتشمل المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ويجب تحديثها بشكل متكرر لتعكس احتياجات العمل المتغيرة".
وأضافت الشركة: "إن الإدارة كانت تهدف في الأصل إلى أن يكون الملحق (أ) أداة للاستجابة لنقص العمالة"، حسبما نقل موقع News Paris50 اليوم الجمعة.
وتابعت: "نظرًا لأنه لم يتم تحديثه منذ 20 عامًا، فإن الملحق (أ) لا يعكس النقص الحالي في العمالة".
وسلطت "جوجل" الضوء أيضًا على الطلب المتزايد على مواهب الذكاء الاصطناعي في الشركة، قائلة: "نتوقع أن يزداد طلبنا على وظائف مهندس الذكاء الاصطناعي، بمن في ذلك مهندس البرمجيات ومهندس الأبحاث والعالم، بشكل كبير في السنوات القادمة".
وشدد عملاق التكنولوجيا أيضًا على أهمية معالجة النقص في المواهب، مضيفًا: "التقدم في الذكاء الاصطناعي واعد للغاية، لكن الافتقار إلى المهنيين المهرة يهدد بالحد من إمكاناتهم الكاملة".
كما سلط عملاق البحث الضوء أيضًا على العملية الطويلة للحصول على شهادة العمل الدائمة (PERM) والحاجة إلى إنشاء نظام أكثر كفاءة لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها.
واقترحت "جوجل" أن تنظر الحكومة الأمريكية في مصادر متعددة للبيانات، بما في ذلك الرأي العام، لضمان أن تظل قائمة الملحق (أ) محدثة وشفافة.
وسلط كاران بهاتيا، رئيس الشئون الحكومية والسياسة العامة في جوجل، الضوء على النقص العالمي في مواهب الذكاء الاصطناعي وحاجة الولايات المتحدة إلى تعديل سياسات الهجرة الخاصة بها وفقًا لذلك.
وقال بهاتيا، لموقع The Verge: "من المسلّم به على نطاق واسع أن هناك نقصًا عالميًا في مواهب الذكاء الاصطناعي، ولكن تظل الحقيقة أن الولايات المتحدة هي واحدة من الأماكن التي يصعب فيها جلب المواهب من الخارج، وبالتالي فهي تخاطر بفقدان بعض أكثر المواهب المرغوبة في هذا المجال".
منافسة شرسة على مواهب الذكاء الاصطناعى
وتأتي الدعوة لإصلاح الهجرة وسط منافسة شرسة بين شركات التكنولوجيا لجذب مواهب الذكاء الاصطناعي.
وحسبما ورد، أرسل مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، رسائل بريد إلكتروني شخصية إلى باحثي الذكاء الاصطناعي في DeepMind التابعة لشركة "جوجل"، وعرض عليهم وظائف دون إجراء مقابلات.
وارتفعت رواتب المتخصصين في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، حيث ورد أن بعض الشركات تدفع للباحثين ما يصل إلى 10 ملايين دولار.
وفي وقت سابق، عبّر الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، ساندر بيتشاي، في رسالة بريد إلكتروني مسربة، عن قلقه بشأن فقدان المواهب الرئيسية لصالح المنافسين، خاصة شركة أبل.
ويقال إن "جوجل" فقدت أكثر من اثني عشر موظفًا في مجال الذكاء الاصطناعي لصالح شركة أبل.
وقد أدت سياسات الهجرة الأمريكية الصارمة إلى تفاقم هذه المخاوف، ما جعل من الصعب على الشركات جذب مواهب الذكاء الاصطناعي والاحتفاظ بها في الخارج.
ويتطلب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي من الوكالات الفيدرالية المساعدة في توسيع مواهب الذكاء الاصطناعي في البلاد. ومع ذلك، تظهر رسالة "جوجل" أنه يجب بذل المزيد من الجهود لضمان بقاء الولايات المتحدة قادرة على المنافسة في السباق العالمي لتفوق الذكاء الاصطناعي.