تفاصيل ومراحل محاكمات المسيح في الجمعة الحزينة
يُحيى الأقباط، اليوم الجمعة، ذكرى صلب السيد المسيح، المعروفة باسم الجمعة العظيمة أو الحزينة، الذين يقضون فيها 12 ساعة في صلوات متصلة في الكنيسة، من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، دون أي توقف.
الشمامسة يرتدون أزياء الحداد
ويرتدى الشمامسة، في اليوم المعروف أيضًا باسم جمعة الآلام وجمعة الصلبوت، أزياء الحداد، ويرددون الألحان الحزينة، التي لها أصول مصرية قديمة، وبعد الصلوات يعودون إلى منازلهم للراحة، وبعضهم يصوم عن الطعام طوال اليوم إلى نهاية صلوات ليلة العيد.
أحداث صلب المسيح ومحاكمته
«ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه»، بهذه الآيات تتذكر الكنيسة، اليوم، أحداث صلب المسيح ومحاكمته أمام بيلاطس البنطي، وهيرودس، وأمام حنانيا وقيافا رؤساء الكهنة، والتى بدأت منذ تسليم يهوذا له وبيعه بثلاثين من الفضة إلى الحكم عليه من قبل "بيلاطس" والذي كان يقضي الأعياد في أورشليم، ويميل إلى تبرئته، ولكن حكم عليه تحت تأثير اليهود.
فيذكر الإنجيل أنّ يهوذا الاسخريوطى، قبض مبلغًا من المال مقابل تسليمه لهم بعد العشاء الأخير الذى أقامه مع تلاميذه الإثنى عشر حيث كان يسوع منشغلًا بالصلاة فى بستان جثيمانى، ليصطحب يهوذا جنود الرّومان ويلقون القبض عليه، ليُساق إلى قيافا حيث يحكم بالموت متّهمًا بالتجديف.
وتعرض المسيح لنوعين من المحاكمات، الأوّل هو المحاكمات الدينية، والثاني هو المحاكمات المدنية، وتمت محاكمة المسيح دينيًا ومدنيًا، دينيًا أمام حنانيا وقيافا، ومدنيًا أمام هيرودس وبيلاطس، والذي كان يميل لتبرئه المسيح (يو38:18 + 4:19، 6) ولكنه حكم ضده تحت تأثير اليهود، ويوحنا يميز بدقة ما دار في المحاكمات الدينية وقدر العلماء وقوف المسيح أمام حنانيا حوالي الساعة الثانية صباحًا.
بدء المحاكمة
وبدأت المحاكمات الدينية بالفحص المبدئي أمام «حنانيا»، بمقر رئيس الكهنة، حسب ما ورد بالفصلين الـ18 و24 من بشارة يوحنا، والمحاكمة الثانية كانت امام «قيافا» في نفس الموضع، حيث تم انكار واقعة بطرس للمسيح وهي ضمن الوقائع الأشهر في مسيرة الصلب، وأخيرًا محاكمة مجلس السنهدريم للمسيح بالهيكل وهو ما ورد في الفصول الـ27 من بشارة متى، والـ15 من بشرة مرقس، والـ 22 من بشارة لوقا.
أما المحاكمات المدنية للمسيح، جاءت الاولى أمام بيلاطس الروماني، في قلعة أنطونيا، وهو ما ورد بالفصول الـ27 من بشارة متى، والـ 15 من بشارة مرقس، والـ 23من بشارة لوقا والـ 18 من بشارة يوحنا، والثانية أمام «هيرودس» في القصر الاسموني، وهو ما ورد في الفصل الـ23 من بشارة لوقا، والثالثة في قلعة أنطونيا وأمام «بيلاطس» مجددًا وهو ما ورد بالفصول الـ27 من بشارة متى، والـ 15 من بشارة مرقس، والـ 23 من بشارة لوقا والـ 18 من بشارة يوحنا، وتعتبر تلك المحاكمة هي التي شهدت تخير اليهود بين المسيح وبابارس المجرم، والحكم على المسيح بالجلد 39 جلدة على ظهره، ومحاولات «بيلاطس» للإفراج عن المسيح ورفض اليهود ذلك، بالإضافة إلى الحكم على المسيح بالصلب، وانتحار يهوذا الاسخريوطي شنقًا.
واليهود لم يكن لهم سلطان على تنفيذ حكم الموت، فهذا من اختصاص الوالي الروماني ولأن الوالي لن يحكم على المسيح بالموت بسبب تهمة دينية، تشاوروا ليقدموه بتهمة أخرى وهي الادعاء بأن المسيح يقاوم قيصر، وكانت خطتهم أن يصلب فهذه هي العقوبة الرومانية، و«باراباس» كان محكومًا عليه بالصلب فأخذ المسيح عقوبته، رمزًا لأنه حمل عقوبة الموت المحكوم بها علينا.
وكانت إجابات السيد المسيح لـ «بيلاطس» مقتضبة للغاية، في الحدود التي يكشف فيها له عن الحق فلا يكون له عذرا، وعندئذ توقف عن الكلام سواء مع القادة الدينيين أو الوالي إذ لم يرد أن يدافع عن نفسه، وهو لو أراد لأمكنه، ولكنه لم يكن محتاجًا إلي هذه الشهادة والدفاع عنه.