12 ساعة متواصلة من الصلوات.. الأقباط يحيون ذكرى الجمعة العظيمة اليوم
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، بالجمعة الحزينة المعروفة باسم “الجمعة العظيمة”، أحد أهم الأيام فى أسبوع الآلام، وفيه يستغرق الأقباط فى الصلوات لنحو 12 ساعة، تبدأ من الـ6 صباحًا وحتى الـ6 مساءً، لتذكر مشهد صلب السيد المسيح.
أكثر أيام أسبوع الآلام من جانب تعدد الأسماء له
ويعد "يوم الجمعة" أكثر أيام أسبوع الآلام من جانب تعدد الأسماء له، حيث يطلق عليه “الجمعة العظيمة”، كونها الجمعة التي تسبق عيد القيامة المجيد، و"جمعة الآلام" نسبًة لصلب السيد المسيح في هذا اليوم، و"الجمعة السوداء" و"الجمعة المقدّسة" و"الجمعة الجيّدة" و"الجمعة الحزينة" و"جمعة عيد الفصح"، كون أن هذا اليوم يتناسب مع احتفالات اليهود بعيد الفصح.
ويُحيى الأقباط، في الجمعة، ذكرى صلب السيد المسيح، المعروفة باسم الجمعة العظيمة أو الحزينة، التي يقضون فيها 12 ساعة في صلوات متصلة في الكنيسة، من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، دون أي توقف.
ويرتدى الشمامسة، في اليوم المعروف أيضًا باسم جمعة الآلام وجمعة الصلبوت، أزياء الحداد، ويرددون الألحان الحزينة، التي لها أصول مصرية قديمة، وبعد الصلوات يعودون إلى منازلهم للراحة، وبعضهم يصوم عن الطعام طوال اليوم إلى نهاية صلوات ليلة العيد.
أكثر أيام الصوم الإلزامية للمسيحيين عند جميع الكنائس والطوائف
و"الجمعة العظيمة" من أكثر أيّام الصّوم الإلزاميّة للمسيحيّين عند جميع الكنائس والطوائف، إذ كان صلب “يسوع المسيح” يوم الجمعة، وفق المعتقدات المسيحية، حيث ينقطع المسيحيون عن الأكل والشرب بشكل كامل خلال فترة الصيام، بدءًا من ليل الخميس، كما الحال في الكنيسة البيزنطيّة وأيضًا الكنيسة القبطيّة.
400 سجدة للدعاء بالرحمة
وتشهد الساعات الأخيرة من “الجمعة الحزينة”، سجود المسيحيين 400 سجدة، من أجل الدعاء بالرحمة، وتنطفئ الأنوار بالكنائس، لمحاكاة الظلمة التي حلت على الأرض وقت صلب المسيح، وبعد انتهاء الصلاة، التي تقال 400 مرة مع السجود في مرة، و100 مرة في كل اتجاه من اتجاهات الكنيسة الأربعة «بحري وقبلي وشرق وغرب».
ووسط أجواء الدعاء بالرحمة، يُرتل الشمامسة أطول لحن على الإطلاق بالكنيسة وهو «بيك اثرونوس»، وهو خاص بالمزمور، الذي يعني «كرسيك يالله ثابت إلى دهر الدهور آمين»، حيث يقوم المصلون بإرشاد الكاهن بعمل 400 ميطانية، مرددين الدعاء، وطالبين الرحمة من الله ورأفته، واعترافًا بآلامه وصلبه، وتأكيدًا على أنه موجود إلى أبد الدهر، وبعد إتمام الصلاة، تقدم الوجبات نباتيّة، غير مطبوخة، غير محلاة، وفي بعض البلدان ترتبط الجمعة العظيمة بمأكولات معينة، ففي مصر يتم الإفطار بتناول الطعمية فقط.
صلوات خاصة بكيرياليسون
"كيرياليسون.. يارب ارحم" بهذه الكلمات يسجد الأقباط 400 سجدة في الساعات الأخيرة من الجمعة الحزينة؛ فعقب صلوات السادسة تنطفي أنوار الكنائس؛ مثل الظلمة التى حلت على الأرض وقت صلب المسيح وعقب انتهاء صلوات الثانية عشرة ؛ تصلى صلوات خاصة بكيرياليسون والتى تقال 400 مرة في كل اتجاه من اتجاهات الكنيسة الأربعة «بحري وقبلي وشرق وغرب».
ويقوم المصلون بإرشاد الكاهن بعمل 400 ميطانية، والميطانية هي كلمة يونانية تعني «سجود أو توبة»، مرددين «كيرياليسون»، لاستقطاب رحمة الله ورأفته، واعترافًا بآلامه وصلبه، وإعلانًا لبركة الصليب، حيث يرسمون الصليب مع كل ميطانية يقومون بها،والتي تعني اعترافًا بأنه حاضر في كل مكان ولا يحدث مكان أو زمان.
ويسجد الأقباط 100 ميطانية قائلين: «كيرياليسون»، وذلك لاستمطار مراحم الله ورأفته على البشر دليل على أن ذبيحة السيد المسيح كافية للعالم كله، 100 ميطانية في كل اتجاه نبدأ بالشرق ثم الغرب ثم الشمال ثم الجنوب، ثم 50 ميطانية أخرى جهة الشرق.
ويحمل الكاهن والشمامسة أيقونة الصلبوت «صورة المسيح وهو مصلوب»، مرددين «كيرياليسون»، ثم توضع الأيقونة مع الحنوط وورق الورود وطيها في ستر أبيض، ولا تفتح إلا أثناء قداس عيد القيامة.