طارق إمام: نجيب محفوظ "معلمي الأقرب" وكل رواياته تمثل تجريبًا
شكر الروائي طارق إمام القائمين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب في بداية كلمته بندوة " نجيب محفوظ.. الأحفاد والرواية" مضيفَا: “سعيد أن أكون في هذه الندوة تحت مظلة الأديب نجيب محفوظ”.
قال إمام “نجيب محفوظ هو معلمي الأقرب وأرى أن أديب نوبل مجربًا رغم أنفه، لأنه غرس فن الرواية في تربة عربية غير روائية، فلم يكن هناك من قبل ما يسمى بفن الرواية، باستثناء بعض الإرهاصات وبعض النصوص السردية مثل ألف ليلة وليلة”.
أضاف أن من أسس فن الرواية العربية بصفتها كما ظهرت في الغرب كان نجيب محفوظ، ففي الحقيقة أن كل رواية كتبها نجيب محفوظ كان تمثل نوع من أنواع التجريب من الرواية الفلسفية إلى الرواية التاريخية، بالتالي في كل مرحلة وعمل كان مجربًا حتى لو كان ينقل سمات رواية تقليدية أو كلاسيكية فهي عند نجيب محفوظ كانت لا تزال بكرًا.
ولفت إمام في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب إلى أن التجريب عبارة عن مغامرة وخروج عن السائد، ثم يصبح بعدما يستقر من "الكلاسيكيات"، مؤكدًا حتى اليوم حينما نقرأ أعمال نجيب محفوظ نجد أنها أعمال على غير مثال ومدهشة على نسق التجريب.
التجريب عند الأديب الكبير نجيب محفوظ
وأعطى إمام عددًا من الأمثلة التي تبرز "التجريب" في كتابة الأديب الكبير نجيب محفوظ، قائلًا: نجد في رواية حديث الصباح والمساء، المبنية بترتيب الأبجدية العربية، أنه عمل صعب جدًا، وهي رواية أجيال في النهاية، فتحجد نفسك تبدأ الفصل الأول بالحفيد، ثم الفصل الذي يليه بالجد، فإن بنية الرواية مختلفة، فهي رواية فريدة ولم تتكرر في الأدب العربي.
واستشهد الكاتب بتجريب نجيب محفوظ في رواية "أفراح القبة" مشيرًا إلى وجود علاقة بين النص الفني ونص الحياة داخل نفس النص، من خلال "المسرحية" التي بداخل النص، والتي بدورها تمثل مرآة لحياة الأشخاص من الواقع، واصفًا: نص يحاور ذاته أو نص ينعكس على مرآته الذاتية، وهذا جديد للغاية في نسق التجريب.
كما اختتم طارق إمام حديثه عن التجريب عند نجيب محفوظ، بروايته الشهيرة "أحلام فترة النقاهة": "كان التجريب في تلك الرواية في تفكيك النوع الأدبي نفسه، هل هي قصص؟ أم شعر؟ أم كتاب غير مُصنف؟ وأنت تقرأ تسأل إلى أي نوع ينتمي هذا النص، فنجيب محفوظ موجود به كأفكار وليس جسد من لحم ودم.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "نجيب محفوظ: الأحفاد والرواية الجديدة" في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بقاعة منف، ضمن برنامج الشخصية المحورية المصاحب لفعاليات المعرض "نجيب محفوظ"، بمشاركة عدد من الكتاب منهم الكاتبة د. ريم بسيوني، والكاتب أحمد القرملاوي، والروائي أشرف العشماوي والكاتبة نورا ناجي، والكاتبة السودانية آن الصافي وغيرهم.