رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرق فنية قبطية: نقدم عروضًا تحاكى ما تعرَّض له المسيح من مظالم

فريق «كوكب البرية»
فريق «كوكب البرية»

أحيانًا لا يكون الفن وسيلة للترفيه فقط، بل أيضًا للتعبد والتقرب إلى الله، ولهذا يستخدم الأقباط بعض الأناشيد والاحتفاليات الفنية لصناعة حالة من الخشوع خلال أسبوع الآلام، بالتوازى مع الصلوات والقداسات والعبادات المختلفة. وتتضمن الاحتفالات الفنية استعراضات وترانيم، تؤديها الفرق الفنية الكنسية، التى تسهم فى تزكية النفوس والشعور بالقرب من الرب، وإضفاء حالة من السكينة والسلام. 

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» أبرز الفعاليات الفنية التى يتم إحياؤها خلال أسبوع الآلام.

فريق «كوكب البرية»: جسَّدنا للمشاهدين قيم الصبر والتحمل والفداء اقتداءً بـ«يسوع»

«درب الصليب»، إحدى أهم الفعاليات الفنية التى تشهدها الكنائس خلال أسبوع الآلام، التى تصنع حالة روحانية شفافة، ويرجع تاريخها إلى نحو ألفى عام.

وشرح عادل فايز، قائد المجموعة الإخراجية لفريق «كوكب البرية» المسرحى، طبيعة فعالية «درب الصليب» المسرحية، قائلًا: إنه يسمى احتفال «ناى نان»، ويقدمه الفريق بشكل مُميز ومختلف عن بقية الفرق التى تؤديه.

وأضاف: «فرقتنا لم تكتف بتقديم مشاهد الصلب التى مر عليها أكثر من ٢٠٠٠ عام، كنوع من أنواع التأريخ فقط، بل يتم تصوير العالم الموازى لهذه الآلام، والمواقف التى تضع الفرد المؤمن فى نفس هذه المشاعر»، متابعًا: «على سبيل المثال تم تقديم مشهد المسيح، حينما أنقذ المرأة الخاطئة من الرجم والموت، وكذلك موقف الفرد المؤمن من إدانة غيره، حتى يتعظ المشاهدون».

وقالت سوزان صبحى، إن «كوكب البرية» حرص على أداء فعالية تقرب المشاهد من الأحداث الحقيقية التى مر بها المسيح، ودمجها مع الأحداث التى نمر بها فى ٢٠٢٤.

وأكدت: «كما فقد المسيح صديقه المُقرب إليعازر شقيق مارثا ومريم، نفقد نحن أيضًا ذوينا، وكما تعرض المسيح للخذلان من صديقيه المقربين بطرس ويهوذا، نتعرض نحن أيضًا للخذلان من المقربين منا، وكما ظُلم المسيح نتعرض نحن أيضًا للظلم، وكما قبل المسيح التائهين والخطأة وساعدهم على التوبة، يجب علينا أن نعينهم ونساعدهم ونقبلهم ونحبهم»، مردفة: «رسائل المسيح الخاصة بقبول الآخر ومحبة الأعداء مُتجلية وبقوة فى العرض الذى يستغرق ١٢٠ دقيقة برفقة ترانيم كورال كلمة الله».

من جهته، قال مينا نبيل، خادم فى الفريق، إن هناك عوامل مساعدة تسهم فى نجاح العرض، وأولها الصلوات المرفوعة، وثانيها الجهود البشرية، المتمثلة فى الإتقان التمثيلى والإخراجى، وكذلك المكياج الذى صنعه الماكيير باسم ممدوح، والذى كان أكثر من مقنع، والملابس التى استخدمها كذلك، والتى تُحاكى العصرين الحديث والقديم، وأيضًا الترانيم التى أعطت التمثيل ثراء، والتى قدمها كورال «كلمة الله».

بدورها، أكدت نانسى جرجس، المرنمة فى كورال «كلمة الله»، أن الفريق حرص على أن يُذاكر مشاهد المسرحية بشكل جدى، ليتم تحديد الترانيم التى ستصلح للتعبير عن هذه المشاهد.

وأضافت: «كانت هناك معادلة صعبة يجب على الكورال تحقيقها، تتمثل فى تقديم الترانيم العصرية التى صدرت عن الفريق والملائمة مع المشاهد، من الألبومات الثلاث (مخلقكتش واعتبرنى ويا لذتى)، مع الترانيم التراثية التى اعتاد الناس على تلاوتها فى أسبوع الآلام، وهو ما نجح الفريق فى تقديمه فعليًا من خلال ١٢ ترنيمة على مدار مشاهد المسرحية، تحدث فيها عن الإدانة والتحمل ومحبة الآخر والعقائد المسيحية، بمشاركة ما يُقارب من ٥٠ مرنمًا ومرنمة».

المخرج مرقس فوزى:  تقديم تسبحة «لك القوة والمجد» فى «فيديو كليب»

حرص المخرج مرقس فوزى على تقديم التراث القبطى بشكل عصرى، من خلال تقديم التسبحة الرئيسية والرسمية فى «أسبوع الآلام»، وهى «ثوك تى تى جوم.. لك القوة والمجد»، التى تُقال أكثر من ١٠٠ مرة تقريبًا، على مدار أسبوع الآلام، فى صورة فيديو كليب.

وقال «فوزى»، لـ«الدستور»، إنه حرص على تقديم التراث القبطى الأرثوذكسى، فى نفس صورته الوقورة والخاشعة، حتى ينخرط فى هذه الأجواء كل من يستمع إلى الفيديو كليب.

وأضاف: «لذا كان من الضرورى أن نشاهد الأب الكاهن وهو يرشم بالصليب، ويقول لك (القوة والمجد)، وهو ما قدمه بصوت رخيم وخشوع جم، الأب الكاهن القس جيروم مجدى».

وواصل: «كما كان لا بد أن نشاهد صورة التونية البيضاء، الملابس الشماسية المتعارف عليها، وهو ما قدمه المرتلان رومانى رءوف وأنطون مدحت بإتقان شديد جدًا، اللذان ظهرا مع القس جيروم فى التسبحة الخاصة بأسبوع الآلام، وهما يرتديان فوق التونية البطراشيل الأزرق».

وأشار إلى وجود فريق كبير يقف وراء هذا المشروع، الذى استهدف تقديم التراث القبطى فى هيئة عصرية، فإلى جانب الأسماء السابقة، هناك أيضًا «الموزع الموسيقى كيرو، ومهندس الصوت إيهاب فايز، ومدير التصوير جوزيف عبدالشهيد».

وتعنى كلمات التسبحة باللغة العربية: «لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. عمانوئيل الهنا وملكنا.. لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. يا ربى يسوع المسيح.. مخلصى الصالح.. قوتى وتسبحتى هو الرب، وقد صار لى خلاصًا مقدسًا.. لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين».

مايكل فايز:ترنيمة «بنندهلك» صلاة لأوجاع الفلسطينيين

قال المرنم مايكل فايز إن ألبوم «إزاى أسيبه»، الذى يعد أحدث ألبوماته، يضم عددًا من الترانيم المتميزة، التى تم إخراج بعضها على صورة فيديو كليب، مشيرًا إلى أن ترنيمة «بنندهلك»، وهى واحدة من ضمن ترنيمات الألبوم، تحمل طابعًا خاصًا، لأنها تتعلق بمعاناة الشعب الفلسطينى.

وأضاف: «ترنيمة (بنندهلك) تعد صلاة خرجت من قلب فريق العمل، وعلى رأسهم زوجتى المرنمة مريم حلمى، التى شاركتنى الأداء الصوتى كـ(ديو)، وكذلك الشاعر رمزى بشارة، والملحن هانى رومانى، وجاءت هذه الصلاة إلى الله العظيم من أجل آلام الشعب الفلسطينى، التى نذكرها فى أسبوع الآلام عملًا بوصية المسيح، الذى قال إن كل ما نعمله للآخرين من عمل صالح وشعور طيب أننا عملناه معه شخصيًا».

وتابع: تقول كلمات الترنيمة «بنندهلك.. بنندهلك تعزينا ولهمومنا تنسينا.. ومن أوجاعنا تشفينا تقوينا تعافينا.. بنندهلك تصبرنا.. على الأحزان تقدرنا.. وترفع راسنا يا سيدنا وتنجدنا وتنصرنا.. بنندهلك».

وأشار إلى أن ألبوم «إزاى أسيبه» هو من كلمات الشاعر رمزى بشارة، المُلقب بـ«بحر الكلام»، كما شارك فى تلحين الترانيم عدد من الكوادر الموسيقية والمُلحنين الأكفاء، من بينهم سامح عبيد، وهانى رومانى، وماركو ممدوح، وحاتم منير.

ولفت إلى أن الإخراج الموسيقى لتوزيعات الألبوم كان على يد كل من الموسيقيين الأكفاء: جون إسطفانوس، ورفيق جمال، وبيشوى القس يوحنا، مع تولى مهندسى الصوت بيشوى مجدى ورفيق عدلى للهندسة الصوتية والمكساج والديجيتال، مع مشاركة كوكبة من الكوادر الموسيقية فى العزف، من بينها مجموعة جان بشرى على الوتريات، وإبرام ممدوح على الجيتار.

واستطرد: «شارك عدد من المخرجين، من بينهم سامح سامى، وجوزيف نبيل، ومينا القمص بسادة، فى إخراج الألبوم، بمعاونة مايكل سامى فى التصميمات، وهانى ميلاد فى السوشيال ميديا».

وأكد «فايز» أن زوجته المرنمة مريم حلمى، التى أصدرت منذ فترة ألبومها «روح وحياة»، كان لها أعظم الأثر فى إصدار ألبومه الجديد، فنيًا وإنسانيًا وكنسيًا، مشيرًا إلى أنها تعاونه دائمًا فى حياته العامة والكنسية والموسيقية.

صُنَّاع «أوتو peace»: المسلسل يناقش قضايا اجتماعية فى إطار كوميدى

مع حلول الخماسين المُقدسة، واحتفالات القيامة، تستعد الفرق الفنية القبطية لإصدار أعمال جديدة وعرضها من خلال منصاتها المتنوعة على وسائل التواصل الاجتماعى، تخاطب كل مصرى، وتناقش قضايا اجتماعية مهمة.

ويعد مسلسل «أوتو peace»، وهو مجموعة حلقات تناقش قضايا اجتماعية تهم كل بيت مصرى، أبرز إنتاج للفرق القبطية على «السوشيال ميديا».

وقال مدير إدارة البرنامج، جون عدلى، إن المسلسل يقدم مواقف حياتية حقيقية ويجمع بين التسلية والتوعية، وهذا ما يحرص عليه دائمًا فى أى عمل يقدمه.

وأضاف: «نحن نؤمن بقوة الفن فى تحفيز التغيير الإيجابى، ونأمل أن يلهم المسلسل الجمهور للمساهمة فى بناء مجتمع أفضل».

وتابع مخرج العمل، رامى نبيل: «منذ بداية الفكرة، كان هدفى أن يكون العمل أكثر من مجرد مسلسل كوميدى قصير، وفكرة أن تدور الأحداث داخل أتوبيس هيئة نقل عام رمزية واضحة للتأكيد على أن جميع أفراد المجتمع مسئولون عن سلامة الوطن ويتأثرون بالسلب أو الإيجاب على قدم المساواة».

وكشف السيناريست فادى صبحى عن أن الرسالة المباشرة فى الأعمال الفنية تجرد الإبداع من جزء كبير من جماله، إذ تهدف الأعمال الفنية إلى توصيل رسالتها بشكل ممتع داخل قصة مشوقة، حيث يستمتع المشاهد بالترفيه، ويستفيد من الرسالة دون إحساس بالتوبيخ أو الوعظ. وأشار المنتج الفنى، مايكل مكرم، إلى أن جميع أفراد العمل تفانوا منذ اللحظات الأولى لبدء التصوير لإخراج أفضل ما لديهم، وأن الفواصل بين التمثيل والأداء الحقيقى لم تكن واضحة، لأن أفراد العمل جزء من الجمهور، ويشعرون بكل ما يعانيه من مشكلات.