مع ارتفاع درجات الحرارة| "الإجهاد الحراري" يهدد المواطنين.. و"الصحة" تستعد
مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يشهده طقس هذه الأيام، تأتي تحذيرات وزارة الصحة مما يعرف باسم "الإجهاد الحراري"، وفي الوقت نفسه تستعد لاستقبال مصابيه في الفترات القادمة من خلال العديد من التجيهزات.
ما هو؟
والإجهاد الحراري حسب تعريف الأطباء هو الإنهاك الذي يحدث نتيجة الفقدان المفرط للأملاح، والسوائل بسبب الحرارة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض تدفق الدَّم مما يسبب أحيانًا الإغماء أو الانهيار. ويعد الإجهاد الحراري واحدًا من أنواع الأمراض الناتجة عن اضطراب الحرارة.
وحسب الصفحة الرسمية لمتحدث وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار فإنه تظهر أعراض الإجهاد الحراري في ارتفاع درجة حرارة الجسم، واحمرار الوجه، والجفاف في الجلد، والالتهاب في العين، وحدوث إجهاد يصحبه صداع وتقلصات عضلية، وكذلك الشعور بالقئ، وأيضًا الشعور بدوار، بالإضافة إلى الهذيان الذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، توفي 60 ألف شخص بسبب درجات الحرارة الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، وذلك على الرغم من وجود خطط قوية للإنذار المبكر والعمل الصحي في القارة.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه يعد من الضروري تكييف البنية التحتية لتحمل درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة ولزيادة الوعي بالمخاطر بين الفئات الضعيفة.
كما حذرت كذلك من زيادة مخاطر الوفاة بسبب موجات الحر في آسيا وشمال أفريقيا والولايات المتحدة، صرح كبير مستشاريها المعني بالحرارة الشديدة، جون نيرن، أن درجات الحرارة القصوى ستزداد من حيث التواتر والمدة والشدة.
وفي عام 2021 وحسب مجلة نيتشر العلمية فقد ارتبط تزايُد أيام موجات الحر وأشهر الجفاف بمعاناة 127 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي المعتدل إلى الشديد في 122 دولة، وذلك مقارنةً بالفترة بين عامي 1981 و2010، كما زادت احتمالية انتقال مرض حمى الضنك بنسبة 28.6%.
كما تعرَّض الأفراد بين عامي 2018 و2022 لـ86 يومًا من الحرارة المرتفعة المُهددة للصحة في المتوسط، وتزايدت الوفيات المرتبطة بالحرارة بين السكان فوق 65 عامًا بنسبة 85% خلال 2013-2022، مقارنةً بـ1991-2000، وذلك وفقًا لتقرير "الصحة وتغير المناخ".
توقع بارتفاع 4.7 درجة مئوية بحلول عام 2050
وقد توقع تقرير دولي أن تشهد معدلات الوفيات الناجمة عن موجات الحر الحادة ارتفاعًا قدره 4.7 أضعاف بحلول عام 2050، وذلك في حال لم تُتَّخذ إجراءات فعلية لمواجهة التغير المناخي.
نصائح وزارة الصحة لتجنب الإجهاد الحراري
وحسب وزارة الصحة المصرية هناك العديد من النصائح التي يجب مراعاتها لتجنب الإصابة بالإجهاد الحراري مثل شرب الماء بطريقة كافية، تجنب التواجد في الأماكن سيئة التهوية، ارتداء الملابس القطنية، تجنب المشي في المسافات الطويلة، استعمال المظلة الشمسية أو القبعة.
كما أوصت وزارة الصحة المصرية بضرورة حماية الأطفال من الجلوس أو اللعب في فترات تعامد الشمس، وكذلك تقليل تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة لدورهما في إدرار البول، وبالتالي فقد الأملاح، كذلك أكدت الصحة على ضرورة تجنب أصحاب الأمراض المزمنة الخروج التعرض لأشعة الشمس الشديدة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبدالغفار أن من جانبها فقد أعدت الوزارة خطة وقائية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري والإصابات بضربات الشمس، وذلك بالتزامن مع موجة الحر، والتغيرات المناخية.
ولفت إلى أن ضربات الشمس تعد من الطوارئ الطبية، لذا يجب على الإنسان عند الشعور بالتعب، الراحة في مكان جيد التهوية والظل، وكذلك تعريض الجسم للمراوح أو المكيفات، موضحًا أن الانخفاض العاجل في درجة حرارة الجسم الأساسية، هو الأساس في علاج المصاب، إذ إن مدة ارتفاع درجة حرارة الجسم هي المحدد الأولى لعلاج المصاب.
يُذكر أنه خلال العقد الماضي، كان العالم أكثر دفئًا بنحو 1.2 درجة مئوية في المتوسط عما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر.
كما تجاوزت ظاهرة الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية خلال فترة 12 شهرًا بين فبراير 2023 ويناير 2024، وذلك بعد إعلان 2023 العام الأعلى حرارةً في التاريخ