رمال سيناء "ذهب المصريين".. لا تفريط ولا قبول بمخططات تمسها

يحتفل الشعب المصري، غدًا الخميس 25 أبريل، بـ عيد تحرير سيناء، تلك الذكرى الخالدة التي يُعيد ذكراها تاريخ النصر  والمجد الذي سطّره جيش مصر الباسل وشعبها القوي في طرد العدوّ المغتصب من الأراضي المصرية الحرة.

وبالتزامن مع يوم الاحتفال بعيد تحرير سيناء، نسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لسيناء، ومكانتها الحيوية، التي لا تقبل التفريط فيها ولا تسمح بأي مخططات تضر بأمنها القومي.

ماذا عن سيناء؟

سيناء هي أحد مفاتيح شخصية مصر، وبوابتها الشرقية، فكما وهب الخالق مصر موقعًا عبقريًا، فقد وهب سيناء موقعًا يلخص عبقرية مصر من حيث الوسطية والتنوع، والتميز والأهمية، فهي الرقعة التي تصل إفريقيا يأسيا، بينما تطل بواجهتها الوسع على أوروبا عبر مياه البحر المتوسط.

الشمال والجنوب 

يعدّ شمال سيناء هو حلقة الوصل والنقطة الحرجة بين ضلعي الشام ومصر، وهما ضلعان في وحدة استراتيجية واحدة الموقع سر العبقرية عبر التاريخ.

وجنوب سيناء هو الحصن المنيع وسط الجبال والممر الأستراتيجى في متلا والجدي، ثم هو أهم من ذلك.. إنه شرم الشيخ النقطة الحاكمة في أقصى الجنوب عند التقاء أو افتراق خليجي السويس والعقبة.

عيد تحرير سيناء ومناقشة الموازنة الجديدة أبرز عناوين صحف الأربعاء

تعطيل العمل بالبنوك والبورصة الخميس بمناسبة عيد تحرير سيناء

سيناء والتاريخ

ومن باب الجغرافيا، دخلت سيناء التاريخ، فالموقع صنع التاريخ، فهي الأرض التي عبرها الأنبياء ولجأ إليها الأصفياء، هي أرض السلام، وهي طريق الحرب، حيثُ معبر أرضى وجسر استراتيجي عبرته الجيوش منذ فجر التاريخ مئات المرات، حرئتة جيئة وذهابًا، حتى إن جيش القائد الفرعوني تحتمس عبر سيناء في حروبه سبعة عشرة مرة.

إن موقع سيناء هو مفتاح فهم الماضي وبناء الحاضر، وصنع المستقبل تقع شبه جزيرة سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من أرض مصر، وتأخذ شكل مثلث في القسم الجنوبي منها يحده من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس، وإلى الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي على هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربي قناة السويس.

وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع أي ما يعادل حوالي 6 % من جملة مساحة مصر.

موقعها الاستراتيجي

تتمتع سيناء بموقع جغرافي واستراتيجي مهم هذا الموقع هو "كلمة السر" والعنصر الحاسم في تاريخ وحاضر ومستقبل سيناء، حيثُ تقع بين ثلاثة مياه: البحر المتوسط في الشمال (بطول 120 كيلو مترًا) وقناة السويس في الغرب (160 كيلو مترًا) وخليج السويس من الجنوب الغربي (240 كيلو مترًا) ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق بطول (150 كيلو مترًا).

وهكذا تملك سيناء وحدها نحو 30 % من سواحل مصر بحيث أن لكل كيلو متر ساحلي في سيناء هناك 87 كيلو متر مربعًا من إجمالي مساحتها مقابل 417 كيلو مترًا مربعًا بالنسبة لمصر عمومًا، وخلف كل كيلو متر مربع من شواطيء سيناء تترامى مساحة قدرها 160 كيلو مترًا مربعًا مقابل 387 كيلو مترًا مربعًا بالنسبة لمصر في مجملها.

وسيناء هي حلقة الوصل بين آسيا وإفريقيا، وهي معبر بين حضارات العالم القديم في وادي النيل وفي دلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام.

عبرها الأنبياء وعاش فيها موسى عليه السلام

سيناء هي معبر للديانات السماوية وكرمها الله بذكرها في القرآن الكريم، وكرمها بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادي النيل، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسي وبها تلقي الشريعة من ربه، وعبرتها العائلة المقدسة في رحلتها إلي مصر.

وقد انعكست الأهمية الجغرافية والاقتصادية لسيناء علي تطورها التاريخي حتى أضحى تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبري في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معًا.