رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قرار البرلمان البريطاني.. لماذا وافقت رواندا على استقبال اللاجئين من لندن؟

البرلمان البريطاني
البرلمان البريطاني

أقر البرلمان البريطاني، اليوم الثلاثاء، قانونًا مثيرًا للجدل يتيح للحكومة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، إذا وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير رسمية.

وبعد تعديلات عديدة وإعادة إحالة القانون للنقاش بين أعضاء مجلس اللوردات ومجلس العموم، تم الموافقة في النهاية على نص القانون دون إدخال أي تعديلات إضافية، مما يتيح له الدخول حيز التنفيذ بمجرد موافقة الملك تشارلز عليه.

موافقة رواندا على استقبال اللاجئين

وبعد موافقة رواندا على استقبال اللاجئين من بريطانيا، أثار الاتفاق جدلًا واسعًا، في اكتوبر الماضي،  حيث تقدمت المعارضة البريطانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بانتقادات لهذا الاتفاق المثير للجدل. ورغم ذلك، فلم يتم التطرق إلى الدوافع وراء موافقة رواندا على هذا الاتفاق إلا بشكل محدود.

لماذا رواندا وافقت على الطلب البريطاني؟

تعتبر رواندا دولة صغيرة في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة فقط، وقد حظيت بترحيب بسياستها التنموية وستعدادها لقبول اللاجئين.

 يعتقد بعض المراقبين أن المال ليس الحافز الرئيسي لرواندا في هذا الاتفاق، بل يأتي في إطار جهود الرئيس بول كاغامي لإظهار تحالفه مع الغرب ودوره في تهدئة النزاعات في أفريقيا.

وفقًا لتقارير رواندية، ترغب رواندا في تحسين صورتها الدولية وتخفيف الانتقادات الموجهة لها بخصوص حقوق الإنسان، ويسعى الرئيس كاجامي إلى استخدام هذا الاتفاق لتعزيز الثقة في سياسته بشأن حقوق الإنسان. كما أنه يأمل في الحصول على دعم دبلوماسي من المملكة المتحدة في المنتديات الدولية.

من جانبها، أشارت زعيمة المعارضة فيكتوار إنغابير إلى الضغوط الاقتصادية التي تواجهها رواندا، ودعت الحكومة إلى التركيز على حل المشاكل السياسية والاجتماعية الداخلية بدلًا من التركيز على استقبال المهاجرين.

القدرة على التعامل مع المهاجرين

على صعيد آخر، اعتمدت الحكومة الرواندية، خلال الفترة ما بين عامَي 2019 و2021، استراتيجية جديدة تعززت من قدرتها كدولة على التعامل مع التهديدات الأمنية والإرهابية، وتأمين المصالح والممتلكات. وتجلى ذلك في استقبال كجامي للمهاجرين من مختلف الأطياف، بما في ذلك مئات اللاجئين الأفارقة المحاصرين في ليبيا، والأفغان الهاربين من سيطرة "طالبان" على بلادهم. 

وتم دمج هؤلاء المهاجرين بنجاح في المجتمع الرواندي، وفقًا للأرقام التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، حيث يوجد في رواندا 127،163 لاجئًا وطالب لجوء، اعتبارًا من سبتمبر 2021.