شخصيات روائية 17
محمد العون لـ"الدستور": بطل "ممر الشاي الهندي" شخصية من وحي الخيال
حول شخصية بطل روايته “ممر الشاي الهندي”، والصادرة عن دار فضاءات للنشر، وفي إطار سلسلة شخصيات روائية، تحدث الكاتب الروائي محمد العون، في تصريحات خاصة لـ“الدستور”.
بطل ممر الشاي الهندي شخصية من وحي الخيال
وفي مستهل حديثه، أشار “العون”، إلي أن: “رامز” بطل رواية ممر الشاي الهندي، شخصية مؤلفة من وحي الخيال وصفاته كما جاء في السرد، متحدث لبق، سريع البديهة، حاضر الذهن، يستمع إلى الناس وعلى وجهه ابتسامة خافتة بشوشة، ويجيب أو يشارك فى الحديث بكلام مقتصد دون ثرثرة، الناس عادة يحبون من يجيد الاستماع إليهم، يتركهم يفضفضون معه ويصبر على سماع حكاياتهم أو حتى شكواهم، ويفعل هذا ببراعة.. خاصة مع النساء، وبعكس ما يبدو على ملامحه الشاردة لا ينسى كلمة مما يسمعه، يختزن فى ذاكرته كل الحكايات ويحتفظ بأصغر التفاصيل فى عقله المنظم مثل أرشيف مصلحة حكومية، قد يظهر للعيان عند أول وهلة فى حالة فوضى وإهمال، لكن لا تضيع منه ورقة داخل ملف، يستطيع الموظف المختص أن يأتى بها فى لحظات عند الحاجة.
وحول شخصية “رامز” تابع العون: “رامز” يعمل في وزارة الآثار ومتخصص في ترميم الأبنية الأثرية الإسلامية، ويهوى القراءة منذ صغره، وعندما يصل إلى مرحلة التعليم الجامعي يبدأ في الكتابة ويحرص على تدوين الأحداث التي يمر بها في حياته، ثم يبدأ في كتابة القصص عندما يتعرف على مجموعة أدبية تجتمع في أحد مقاهي وسط البلد ويصبح أحد أعضاء تلك الجماعة التي تلتقي أسبوعيا.
في منتصف الثلاثينيات من عمره، متوسط القامة وسيم الملامح له صلعة أنيقة فى مقدمة رأسه وشارب أسود كثيف، قوى الجسد عريض الصدر يميل إلى البدانة بنسبة طفيفة، ربما بسبب أكل أمه الشهى الذى لا يستطيع مقاومته وتنهار أمام أطباقها كل محاولاته للحفاظ على وزنه، خلال فترة زواجه عانى من أكل زوجته الردىء، كانت لا تجيد الطبخ ولا تكاد تطيق وقفة المطبخ، مما جعله يتمتع برشاقة لافتة فى تلك الفترة من حياته!
شخصية رامز من عالم الأدب إلي عالم اليوتيوب
ولفت العون إلي: “تأتي الكثير من التفاصيل عن شخصية بطل الرواية وظروفه المعيشية والحياتية، ومنها إعجابه بفتاة من أقاربه وتسرعه بالزواج منها ليكتشف بعد ذلك اختلافهما الحاد في الطباع والسلوك وأسلوب التفكير والتعامل مع الآخرين، وهو الأمر الذي يقوده إلى الطلاق والانفصال عنها، لكنه لك يلبث أن يتعرف على فتاة جميلة شاعرة في الندوة الأدبية الأسبوعية ثم يرتبط بها”.
واختتم “العون” حديثه عن شخصية “رامز”، مشيرا إلى: “تتوالي أحداث الرواية عالم النت والفيسبوك واليوتيوب وتأثيره الجديد على حياة الناس، ونشوء علاقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة من قبل، فبعد أن ينشر رامز عددا من القصص في الصحف والمجلات بمساعدة أصدقائه من أعضاء الندوة الأدبية، ويوشك أن يصدر أول كتاب له، لكنه قبل أن يفعل يجرب بالمصادفة أن يصنع فيديوهات على اليوتيوب ذات محتوى أدبي وثقافي، يستغل فيها تخصصه العلمي في الآثار ويقدم شروح عن المعالم الأثرية وسرعان ما تنجح قناته على اليوتيوب ويصبح له متابعين كثر، فلم يلبث أن يترك مجال الكتابة الأدبية ويتحول إلى يوتيوبر ويتجه بكل نشاطه إلى هذا المجال الجديد، الذي يحقق له ما لم تحققه الكتابة الأدبية”.