رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم تربية الكلاب في المنزل؟.. الإفتاء تجيب

تربية الكلاب
تربية الكلاب

يتزايد معدل البحث عن حكم تربية الكلاب في المنزل، وذلك من خلال الدخول على مؤشر البحث جوجل خلال الساعات الماضية.

الدستور يستعرض خلال التقرير التالي جميع التفاصيل التى تحيط بهذا الأمر.


حكم تربية الكلاب في المنزل؟

أجابت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك على سؤال طرحه أحد المواطنين عن حكم تربية الكلاب في المنزل؟

وجاء رد دار الإفتاء، على أنه لا يجوز اقتناء وتربية الكلاب إلا لحاجة وهى لهذه الاحتياجات (كالصيد، الحراسة، أو للماشية، أو للزرع، ومساعدة الضرير وغير ذلك من وجوه الانتفاع التي لم ينه الشارع عنها).

وأوضحت دار الإفتاء في ردها أنه يجوز تربية الكلب الصغير الذي يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة سلفا، ولا ينبغي اتخاذه لغير ما ذكر من منافع.

وقالت دار الإفتاء، إنه جاء في السنة النبوية الشريفة ترتيب نقص الأجر على اقتناء الكلاب واتخاذها ما لم يكن ذلك لغرضٍ من أغراض الانتفاع التي أباحها الشرع؛ كالصيد والماشية والزرع.

واستشهدت دار الإفتاء المصرية فى ردها بحديث  عن سيدنا  النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه : “مَنِ اتَّخَذَ كَلبًا إلَّا كَلبَ ماشِيةٍ أو صَيدٍ أو زَرعٍ انتَقَصَ مِن أَجرِه كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ” متفق عليه مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفِي رواية أخرى: “قِيراطانِ” حسب ما اوردته دار الافتاء فى ردها. 
 

وأضافت الإفتاء أنه قاس  الفقهاء على هذه الأغراضِ غيرها من وجوه الانتفاع الصحيحة؛ كحفظ البيوت وحراسة الدروب وغيرهما مما يمكن أن ينتفع  بالكلاب فيه، على اختلافٍ بينهم في توسيع ذلك؛ نظرا للعلة  المفهومة مِن الحديث وهي الحاجة، أو تضييقه.
 

ونقلت الإفتاء قول الحافظ ابن عبد البر المالكي في "التمهيد": «وكذلك ما كان مثل ذلك، كما يُقتَنى للصيد والماشية وما أشبه ذلك، وإنما كُرِهَ مِن ذلك اقتناؤُها لغير منفعة وحاجة وَكِيدة؛ فيكون حينئذٍ فيه ترويع الناس وامتناع دخول الملائكة في البيتِ والموضعِ الذي فيه الكلب، فمِن ها هنا -والله أعلم- كُرِهَ اتخاذُها، وأما اتخاذها للمنافع فما أظن شيئًا مِن ذلك مكروهًا؛ لأن الناس يستعملون اتخاذها للمنافع ودفع المضرة قرنًا بعد قرنٍ في كل مصرٍ وباديةٍ فيما بلغنا والله أعلم، وبالأمصار علماء ينكرون المنكر ويأمرون بالمعروف ويسمع السلطان منهم، فما بلغنا عنهم تغييرُ ذلك إلا عند أذًى يَحدُث مِن عَقر الكلبِ ونحوه»

أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة

وأوردت دار الإفتاء فى ردها  ما ذكر عن آثر الكلاب فى دخول الملائكة فى المنزل .

واستشهدت دار الإفتاء فى ذلك بحديث النبى   صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه: «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ --أي: تماثيل تعبد من دون الله-»، غير أن العلماء متفقون على أن هذا الحديث ليس على ظاهر عمومه، وأنه يُستثنى مِن ذلك الحفظة  ومَلَكُ الموت وغيرُهم ممن  لا يفارقون  ابن آدم، حسب ما قالت الإفتاء فى ردها .


وأشارت إلى أن العلماء أن سبب نقصان الأجر هو امتناع الملائكة مِن دخول البيت بسبب الكلب، لأن رائحته كريهة، والملائكة تكره الرائحة الخبيثة، وقيل: لِمَا يلحق المارِّين مِن الأذى مِن ترويع الكلب لهم، وقيل: عقوبةً لاتخاذ ما نُهِيَ عن اتخاذه وعصيانه في ذلك، وقيل: لِما يُبتَلى به مِن ولوغه في غفلة صاحبه ولا يغسله بالماء

نجاسة الكلب

وأوضحت الإفتاء ما اثير على صفحتها فى ردها عن مدى نجاسة الكلب قائلة : أما بالنسبة لنجاسة المكان الذي يوجد فيه الكلب، فجمهور الفقهاء يرون نجاسة الكلب مستدلين بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ» متفق عليه، ويرى الإمام مالك طهارته؛ لأن كل حيٍّ طاهرٌ عنده، وأَوَّلَ هذا الحديثَ بأنه على سبيل التعبد من غير علة، وعلى قول الإمام مالك يكون مكان الكلب طاهرًا.
 

وأفادت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم تربية الكلاب بغرض الحراسة؟» يأنه لا مانع من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط ألَّا يروع الآمنين أو يزعج الجيران، منوهة بأن اقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم، موضحة: أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية في القول بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مُصلًّى لا يدخله الكلب.

اقرأ أيضاً 

ما حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام؟.. "الإفتاء" تجيب