رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على كيفية اختيار المرتلين في الكنيسة وأبرز أدوارهم

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، تصريحات الأب نقولا مالك حول التراتيل الكنسية واستخدامها.

وقال الأب نقولا مالك، إن الترتيل هو صلاة قبل أن يكون فن هدفه أن يوصل الكلمة، والترتيل هو منظومة ليتورجية متكاملة يحمل معاني الكلمات وتدخلها إلى قلوب المصلين ويساعد على التوبة في الصلاة.


 القاعدة أن الترتيل ليس محدود بشخص واحد في الرعايا الكبيرة، كما أن منبر الترتيل مسرح للتجارب لذلك هناك كثير من العثرات، ليس لأن الترتيل شيء غير مقدس بل العكس لأننا نحن بشر ضعفاء وكثيرًا ما نغفل روحيًا ونُخطىء. تأتي التجربة للمرتل إن كان يتمتع بصوت جهوري أو صوت عذب جميل، أو يظن هذا فأحيانًا لا يكون له هكذا لكنه يعتقد أنه أفضل من غيره، فينتفخ هذا المرتل وتأتيه هذه التجربة ويحاول إبراز نفسه دون سائر الحاضرين، أو أن يحتكر الترتيل ولا يُشارك آخرين معه. لذلك على المرتل أن يسهر على نفسه روحيًا من منبر الترتيل.

تجارب المرنمين

تأتي التجربة أيضًا لأُولئك الذين يتفردون الترتيل ويقعوا في هذا الفخ ويبادروا في إظهار قوة صوتهم وجماله.. تجربة أخرى أن يُبالغ المرتل في التنميق والفن لإظار نفسه وأنه أفضل من الآخرين، لأن الموسيقى الكنائسية مجال واسع للتمكن من الزخم الموسيقي. لذا الكنيسة توصي ألا يخرج المرتل عن مجال الوقار في الترتيل.. الترتيل ليس منبرًا للطرب ولا مسرحًا للمفاخرة، إنه منبر صلاة يَؤُوم فيها المرتل المصلين بصلاته بصوته وبخشوع.

الترتيل صلاة قبل أن يكون فنًا، هو فن لكنه صلاة في الحقيقة. فن ثم صلاة ثم فن، فن يساعدنا في الصلاة.. الترتيل توبة قبل أن يكون جمالاً، نعم أنه جمال لكن الجمال لا يكفي وحده إن لم يكن توبة وإلا نصبح في مكان آخر.. المرتل الذي يقف على منبر الترتيل يجب عليه ألا يُفكر في نفسه بل بكل الذين يُصلون في الكنيسة. ولا يسيما الأفراد، الأطفال والناشئة الذين حوله لأنه قدوة لهم. وهذه هي الصنارة التي تُعلقهم بالكنيسة.

اختيار المرتلين

كل إنسان في الكنيسة كل طفل كل حدث ينظر إلى الكاهن، والكاهن هو أيقونته له، كما ينظر كثيرًا إلى من هم على منابر الترتيل. لذا على المرتلين ألا يُكثروا الكلام والضحك ولا تقوموا بحركات إلا عند الضرورة القصوى، ما يلزم لسير الخدمة. وإن لم ينتبه المرتلون إلى هذا يفقدوا الخدمة جو الخشوع ويُعطوا مثالاً سيئًا لهؤلاء الأطفال، إنها دينونة عليهم. 

اختيار المرتل يكون من بين الموهوبين، وعلى المرتل أن يؤسس جوقة لأنه عندما يترك مكانه لا يترك فراغ بل يكون هناك من يخلفه في الترتيل وهذا يضر، لذا يجب أن يزرع، بأن يُعلم من هم أصغر منه وهكذا الكنيسة تُسلم من جيل إلى جيل. وليس الكل عنده موهبة تأسيس جوقة لذا يجب التدقيق في اختار المرتل. 

 المرتل هو علماني لذا لا يتقاضى راتب من الكنيسة، مثله مثل مجلس رعية الكنيسة، وموهبة الصوت التي له هي عطية مجانية من الله، وعليه أن يعطى الكنيسة مجانًا. أما الكاهن والشماس فيأخذون راتب من الكنيسة لأنهما كراسا حياتهما للخدمة، وكاهن الهيكل من الهيكل يأكل. 

التنغيم في قراءة الإنجيل

 قراءة الإنجيل والرسالة يجب أن تكون بالتنغيم وأن يكون القارىء ذو صوت مقبول. وأن تكون القراءة بوعي، فالتنغيم يوضح معاني الكلمات ويخدمها، لأنها كلمات إلهية والذي يقول ليس الكاهن أو القارىء بل متى أو بولس، لذا هي لها وقارها ولا تقرأ كأي نص كنيسي آخر كما أنها ليست كتاب فكري أو نظري. وإن لم يستطع القارىء التنغيم، بسبب إمكنيات صوته، يُفضل أن تكون قراءة جيدة واضحة، وهذا لا ينفي أهمية القراءة لكن يجب أن تكون بوعي ويسمعها الحاضرين. لكن الأفضل أن تكون القراءة منغمة لأنها تساعد الكلمات للدخولها إلى قلوب الحاضرين، ويتضح معناها. 

 عن الصوت النسائي في الترتيل البعض يقولون، ومنهم أساتذة في الموسيقى الكنائسية ومدربوا الجوقات، نحن لا نحب صوت النساء في الكنيسة ويريدون أن تبقى الجوقة في الكنيسة من أصوات الرجال فقط، لأنه إن مزجنا الجوقة من رجال ومن نساء فهناك مجازفة عدم تناغم الأصوات،  وهذه وجهة نظر. لكن هناك صوت رأي آخر معتدل يقول: "حسنًا جوقات الرجال جميلة ولكن لا يضر أن تكون هناك جوقات منفصلة من النساء بحيث يكون ترتيل النساء بشكل منفصل عن الرجال". وهذه فنيًا قد يكون مقبوله، فيكون صوت النساء معًا وصوت الرجال معًا. لكن من التجربة الرعائية، وليس الفنية، المهم من يصلي. لذلك في الترتيل المشترك متى كان هناك ترتيلة معينة، أو قسمًا من الترتيلة، متعب للفتيات تكون هذه الترتيلة أو القسم منها يرتلها الشبان فقط، وقسم آخر الشبات فقط. وهذا ليس مستحيلاً، وإن كان راعائيًا المزج ضروري. لأنه في الرعية لا يمكن أن يقال للفتاة لا ترتلي، الكنيسة لا تمنع الفتاة من الترتيل، لأنه لكل شخص له ثوبه في الخدمة. المهم في الترتيل من يُصلي، في كثير من الأحيان الفتيات يُصلين أكثر الفتيان.

 الأناشيد الكنائسية، أو ماصطلحنا بتسميته أناشيد خارج الطقس الليتورجي، والتي يصطحبها آلات موسيقية وهي تُنشد أغاني روحية وبها نعبر عن فرحنا وبالخلاص وبالإخوة الذين نحن معهم. لذلك هذه الأناشيد أو الأغاني الروحية تستعمل في صفوف التعليم الديني وفي كل اجتماعات المؤمنين في نشاطاتهم في الكنيسة وفي الرحلات وفي المخيمات. وكذلك وفي الاحتفالات الدينية ضمن الاحتفالا الكنائسية، كعيد الميلاد وغيره، فنجتمع في الكنيسة وننشد أناشيد روحية. هذه الأناشيد ليست تراتيل لكنها مدروسة. النشيد مهم لأنه يُقَوّم المسار أحيانًا، فالنشيد يُثبت العقيدة فهو مثل العظه للتعليم وللإرشاد.