"بشعة" سائق أوبر.. فضح المتهم والبرىء بـ"لسعة لسان"

"أنا بريء، قدموني للبشعة وستثبت ذلك"، كانت تلك كلمات سائق "أوبر" المتهم في قتل "حبيبة الشماع" الشهيرة بفتاة الشروق، أمام القاضي في إصراره على براءته قبل الحكم عليه بالسجن المشدد 15 سنة، وإلغاء رخصة القيادة، وتغريمه 50 ألف جنيه، في محاولة منه لإقناع هيئة القضاء بتلك البراءة المزعومة.. لكن ما هي البشعة، وهل تنجح في إنقاذ متهم من السجن.

الشيخ سليمان صبيح أحد مشايخ سيناء، أوضح في حديثه لـ"الدستور" أن البشعة عبارة عن نار توقد في الخشب ثم يوضع عليها إناء نحاسي يتم تسخينه إلى درجة الإحمرار.

يضيف "صبيح" أن المتهم يقوم أمام القبيلة بلعق هذا الإناء النحاسي الساخن شديد الاحمرار أمام الجميع، وأعضاء المجلس التحكيمي العرفي، فإذا كان بريئا لم يصب في لسانه بأي شيء، وكأن النار لم تمسه أما إذا كان مدانًا فيصاب على الفور.

وفسّر "صبيح" ذلك بأن المتهم المذنب مهما شرب من ماء يصبح ريقه جافًا "ناشفا" من شدة الخوف لارتكابه الجرم، بينما البريء يكون ريقه رطبًا، وبالتالي حتى وإن أصاب بمكروه نتيجة تعرضه للحديد شديد السخونة تكون إصابته خفيفة لا تقارن بالمجرم.

وأضاف أن البريء كذلك يكون لديه الجرأة على الإقدام على تلك الخطوة الصعبة، وهو العكس تمامًا مع المذنب.

كما أوضح الشيخ السيناوي، أن البشعة ما زالت تستخدم بالفعل إلى الآن في كثير من القبائل السيناوية بل وفي عدد من المحافظات الأخرى التي فيها يكون أصل السكان من البدو ومن العرب مثل محافظة القليوبية، ويؤخذ بنتيجتها سواء بإطلاق سراح المتهم أو العقاب.

إلا أن منطقة بئر العبد، فقد توقفت عن استخدام هذه الطريقة، مرجعًا ذلك إلى "استحرام" أفرادها استخدامها في الثواب أو العقاب.

البشعة فى الدين

 الشيخ أحمد ترك أحد علماء الأزهر الشريف أكد  لـ"الدستور" أن استخدام البشعة في تبرئة أو عقوبة الأشخاص إنما هو دجل لا صحة فيه وليس من الدين في شيء، وبالتالي لا يجوز الارتكان له، إذ يجب الاعتماد على الدلائل التي حددها الشرع للتبرئة والعقوبة، واللجوء إلى الحاكم الشرعي في البلاد المتمثل في القضاء، فهو وحده من يبت في الحكم على المتهم.

البشعة في القانون

ومن جهته، أكد الخبير القانوني مصطفى عتابي في حديثه لـ"الدستور" أن كلمة القضاء المصري هي كلمة رادعة ولا نقاش فيها، مؤكدًا أن استخدام "البشعة" ليس من القانون في شيء، ولا يعتد به في القضاء على الإطلاق، مشيرًا إلى أن محاولات المتهم ذكرها أو الارتكان إلى استخدامها إنما هي محاولات ضائعة لا جدوى منها.
 

يُذكر أن وزارة الداخلية المصرية كانت قد كشفت في 24 فبراير المنقضي، ملابسات محاولة خطف الفتاة حبيبة الشماع التي شغلت الرأي العام.
 

وأوضحت حينها أن شاهد عيان أفاد بأنه رأى الفتاة خلال سيره بطريق السويس تقفز من باب خلفي لإحدى السيارات، فتوقف لمساعدتها، وأبلغته أنها كانت تستقل السيارة التابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي، ولدى محاولة قائد السيارة معاكستها قامت بالقفز من المركبة، خشية تحرشه بها، وتم نقلها للمستشفى إلى أن توفيت هناك.

وثبت من تحقيقات النيابة العامة أنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها أنها ذكرت له أن المتهم كان قد أراد خطفها، وقالت نصا "أوبر كان عايز يخطفني"، وأن الممثل القانوني لشركة "أوبر" شهد أن المتهم قد أغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، وذلك لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حسابا أخر عن طريق استخدام رقم قومي أخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق.
 

وكانت محكمة جنايات القاهرة، قد قضت بمعاقبة سائق شركة أوبر بالسجن المشدد 15 سنة، وإلغاء رخصة القيادة، وغرامة 50 ألف جنيه.