رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات متباينة.. ماذا ينتظر حرب غزة بعد الهجوم الإيرانى على إسرائيل؟

العدوان الإسرائيلي
العدوان الإسرائيلي على غزة

أثار خبراء ومسئولون تساؤلات حول مستقبل حرب غزة بعد الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، بمئات الصواريخ والطائرات المُسيّرة.

ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، الإثنين، ينقسم المحللون العسكريون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران قد تغير حرب غزة أو تؤثر على قرار الغزو الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

تأثير التصعيد بين إسرائيل وإيران على حرب غزة

وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه بعد لحظات من إسقاط إسرائيل وحلفائها الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية، بدأ الكثيرون يتساءلون عن تأثير التصعيد بين إسرائيل وإيران على الحرب في قطاع غزة. 

وجاء الهجوم الإيراني ردا على هجوم إسرائيلي هذا الشهر على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق، أدى إلى مقتل 7 مسئولين إيرانيين، من بينهم 3 من كبار القادة في القوات المسلحة الإيرانية، لكن ذلك حدث على خلفية حرب غزة، حيث تشن إسرائيل حربا على القطاع منذ السابع من أكتوبر عقب شن حركة حماس عملية "طوفان الأقصى".

وانقسم المحللون العسكريون الإسرائيليون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران ستغير الحرب في غزة التي أكملت نصف عام، ويمكن أن تتوقف نقطة الارتكاز التالية في تلك الحرب على ما إذا كانت إسرائيل ستقرر ملاحقة حماس في مدينة رفح، حيث فر أكثر من مليون فلسطيني وسط أزمة إنسانية متصاعدة.

ويرى بعض المحللين أن التداعيات على غزة ستعتمد على ما إذا كانت إسرائيل سترد بهجوم مضاد كبير ضد إيران، فيما أكد آخرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لن تتأثر.

وقال شلومو بروم، العميد المتقاعد والمدير السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه إذا ردت إسرائيل بقوة كبيرة على الهجوم الإيراني فقد يؤدي ذلك إلى حرب متعددة الجبهات، من شأنها أن تجبر القيادة الإسرائيلية على تحويل انتباهها بعيدًا عن الهجوم الإيراني. 

واعتبر بروم أنه في حالة حدوث حريق إقليمي كبير، فإن إسرائيل قد تختار تأجيل خططها لغزو رفح، التي يصفها المسئولون الإسرائيليون بأنها آخر معقل لحركة حماس.

وأضاف: "ليس من المريح لنا أن نخوض حروبًا متزامنة وعالية الكثافة في مسارح متعددة".

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد تعهد بإرسال قوات برية إلى رفح، على الرغم من الضغوط الدولية للتراجع عن العملية، فيما قال مسئول إسرائيلي، للصحيفة الأمريكية، إن الهجوم الإيراني لن يكون له أي تأثير على خطة الجيش لغزو رفح.

وقال الجنرال بروم إن المواجهة المباشرة واسعة النطاق مع إيران يمكن أن تضع نهاية للحرب في غزة، ولكن لكي تنتهي الحرب بهذه الطريقة، فإن الأمر يتطلب وقفًا أوسع لإطلاق النار يشمل عدة أطراف، بما في ذلك إسرائيل وإيران والجماعات المسلحة المدعومة من إيران مثل حماس وحزب الله.

وتابع: "هناك فكرة مفادها أنه من أجل حل الأزمة، يجب أولًا أن يصبح الوضع أسوأ"، موضحًا أن التصعيد الذي يتبعه وقف شامل لإطلاق النار مع إيران قد يدفع طهران إلى دفع وكلائها الإقليميين لوقف القتال ضد إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لم يصدروا بيانا رسميا بعد اجتماعهم أمس، الأحد، فيما كشف مسئول إسرائيلي عن أن تل أبيب سترد على الهجوم الإيراني.

هل ينهى الهجوم الإيرانى حرب غزة؟

ومع هذا نفى خبراء عسكريون الصلة بين الهجوم الإيراني وحرب غزة.

وقال عاموس جلعاد، وهو لواء متقاعد خدم في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إنه لا توجد صلة على الإطلاق بين الهجوم الإيراني وحرب غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه موارد كافية للقتال ضد إيران ومواصلة شن الحرب في غزة.

وأعرب محللون آخرون عن نقطة مماثلة، قائلين إن الموارد اللازمة لمحاربة إيران تختلف عن المطلوبة في غزة، وأضافوا أن إسرائيل تحتاج إلى طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لمواجهة إيران، كما يحتاج الجيش بشكل أساسي إلى قوات برية وطائرات دون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية لمحاربة حماس في غزة.

وقال جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن نجاح التحالف الذي صد الهجوم الإيراني، والذي ضم الولايات المتحدة وبريطانيا، يمكن أن يلهم إسرائيل للاستفادة من الزخم للتغلب على مكانتها المتدهورة دوليا من خلال إنهاء حرب غزة.