صيام التطوع والقضاء.. متى يبدأ صيام الست من شوال 2024؟
مع حلول عيد الفطر المبارك، يزداد شعور المسلمين بالفرح والبهجة، ويسعون لاغتنام الفرص التي تُضاعف فيها الأجر والثواب، وإحدى هذه الفرص هي صيام الست من شوال، والتي تأتي بعد عيد الفطر مباشرة، وتُعرف بفضائلها العظيمة وثوابها الجزيل.
ويُعد صيام الست من شوال سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال: "من صام رمضان وصام ستة أيام بعده، فكأنما صام السنة كلها".
ولذلك، يُقبل المسلمون على صيام هذه الأيام المباركة، رغبةً في نيل الأجر والثواب من الله تعالى، وتخفيفًا لذنوبهم، وطهارةً لنفوسهم.
متى يبدأ صيام الست من شوال
يستحب المبادرة بصيام هذه الأيام بعد اول ايام عيد الفطر 2024 ؛ للدلالة على أن الصائم لم يمل من الطاعة، ويستحب تتابعها أيضًا ؛ لما في ذلك من المعونة على صومها، وهذا رأي فريق من العلماء منهم الإمام الشافعي وعبد الله بن المبارك، واستأنسوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا عند الطبراني وغيره: " من صام ستة أيام من الفطر متتابعة فكأنما صام السنة " وهو وإن كان ضعيفًا إلا أنه يستأنس به في فضائل الأعمال، مع ملاحظة أنّ البداية بهن بعد يوم العيد وتتابعهن ليس شرطًا ؛ بل يجوز تأخير الأيام الستة وصومها متفرقة في شوال.
اقرأ ايضا
موعد صيام الستة البيض 1445.. وهل يجوز صيام بنيتين؟
هل يجوز الجمع بين نية صيام التطوع والقضاء
اجابت صفحة دار الافتاء المصرية عن ذلك السؤال عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
هل يجوز أن أصوم أيام القضاء بنيتين: نية القضاء ونية صيام الستة من شوال؟
الجواب:
نعم يجوز ذلك شرعًا، إلا أن الأكمل والأفضل صوم القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو العكس.
وتفصيل ذلك
عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، فيسن للمسلم صيام ست أيام من شوال بعد رمضان تحصيلًا لهذا الأجر العظيم.
نية صيام الستة من شوال
أما عن الجمع بين نية صوم هذه الأيام الستة أو بعضها مع أيام القضاء في شهر شوال، فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في "الأشباه والنظائر" (ص: 22) عند حديثه عن التشريك في النية: [صَامَ فِي يَوْمِ عَرَفَة مَثَلًا قَضَاء أَوْ نَذْرًا، أَوْ كَفَّارَة، وَنَوَى مَعَهُ الصَّوْم عَنْ عَرَفَة؛ فَأَفْتَى الْبَارِزِيُّ بِالصِّحَّةِ، وَالْحُصُولِ عَنْهُمَا، قَالَ: وَكَذَا إنْ أَطْلَقَ، فَأَلْحَقَهُ بِمَسْأَلَةِ التَّحِيَّةِ] اهـ. والمقصود بمسألة التحية ركعتي تحية المسجد؛ حيث قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في "فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب" (1/ 67): [وتحصل بركعتين -فأكثر-] اهـ. أي: يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين»، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت.
فاستدل العلماء بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس، أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.
وبناء عليه: فيجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال.
إلا أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا، ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبَّر عنه الإمام الرملي في قوله كما في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (3/ 209): [وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ] اهـ. أي: المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال.