صرخة من عمق البئر.. حكاية طه مع الموت
في قرية عزاقة الهادئة، انقلبت حياة عائلة طه محمد عبدالعزيز حسن، مزارع شاب في الثلاثين من عمره، رأسًا على عقب، سقط طه في بئر معطلة بمزرعته، تاركًا وراءه زوجة وطفلين ينتظرون عودته.
مرت ستة أيام كأنها دهر على العائلة وأهالي القرية، حاول الجميع إنقاذ طه، لكن البئر العميقة، بفتحة دخول لا تتجاوز ٧٠ سم، كانت بمثابة قبر يبتلع الضوء والأمل.
حاولت عائلة طه وأبناء القرية سحبه من البئر، لكن دون جدوى، وتواصلت صرخات الاستغاثة مع كل محاولة فاشلة، تاركة ندبات الحزن على وجوه الجميع.
لم يهدأ أهالي القرية، فمع كل طلعة شمس، تجدد الأمل في إنقاذ طه، عملوا بلا كلل جنبًا إلى جنب مع قوات الدفاع المدني، يحفرون بجوار البئر، يقاومون صعوبة الأرض الصخرية، رافضين الاستسلام.
اللحظة الحاسمة
وبعد ستة أيام من الصراع، حانت اللحظة الحاسمة، نجحت فرق الإنقاذ في الوصول إلى طه، لكن القدر كان قد غيّر مساره، وتم انتشال جثته من ظلمة البئر، تاركًا وراءه حزنًا عميقًا يملأ قلوب عائلته وأهالي القرية.
في مشهد مؤثر، شيّعت القرية طه، ودُفن في مقابر العائلة.