تقرير أمريكي: توقعات إسرائيل الأمنية تزداد قتامة كلما طال أمد الحرب
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن المكاسب الإسرائيلية التكتيكية قصيرة المدى ضد حركة حماس قد تأتي بتكلفة كبيرة على أمن إسرائيل على المدى الطويل، فضلًا عن تعقيد احتمالات ما بعد الحرب والجهود المبذولة لحل أحد أكثر الصراعات تعقيدًا في العالم.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت الآلاف من مقاتلي حماس واستولت على البنية التحتية العسكرية الحيوية، مما قلل من قدرة الجماعة على شن هجمات مستقبلية، لكن تصرفات إسرائيل في غزة أدت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية في المحكمة الدولية، وعزلت البلاد عن أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، وألحقت الضرر بفرص تأمين السلام الأخير في الشرق الأوسط.
وقال محمد حافظ، الخبير في العنف السياسي الإسلامي وسياسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد في تصريح للمجلة: "إن إسرائيل تُحال أمام محكمة العدل الدولية وتدانها الأمم المتحدة. والأهم من ذلك كله، أن علاقتها مع الولايات المتحدة تتوتر".
وأضاف حافظ: "بينما حققت إسرائيل نجاحا عسكريًا كبيرًا في حملتها على غزة، فقد دمرت صورتها في جميع أنحاء العالم".
ومع اقتراب الحرب من مرور ستة أشهر، تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة، حيث استشهد أكثر من 30 ألف شخص منذ بداية الصراع وفقا لسلطات القطاع.
إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب
ولم تحقق إسرائيل بعد أهدافها المتمثلة في تدمير حماس وإطلاق سراح جميع المحتجزين الذين اختطفتهم الحركة الفلسطينية في هجومها خارج الحدود الذي شنته في أكتوبر الماضي.
في هذا السياق، اعتبر تقرير "نيوزويك" أن عدم وضع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة واضحة أيضا، لما بعد الحرب في قطاع غزة، يثير تساؤلات حول تداعيات الحرب على المدى الطويل - ويجدد الجدل الوجودي حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على البقاء بشكلها الحالي دون الموافقة على العيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية مستقلة أو ما إذا كان مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يعرضها لخطر أكبر.
كما اعتبر التقرير، أنه كلما طال أمد الحرب، من المرجح أن تصبح التوقعات الأمنية والسياسية لإسرائيل على المدى الطويل أكثر قتامة.
وأشار إلى أن معظم أعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين كانت قصيرة نسبيًا. وبعد نصف عام من القتال، أصبحت الحرب بين إسرائيل وحماس الآن واحدة من أطول الحروب في تاريخ إسرائيل.
وقالت رونا يونا، المؤرخة في جامعة تل أبيب، لمجلة نيوزويك: "ليس من الجيد لإسرائيل أن تخوض حربًا طويلة الأمد".
وأضافت يونا: "السؤال الكبير هو ما إذا كان ذلك يخدم مصالح إسرائيل على المدى الطويل أم لا، ما زلنا لا نعرف إلى أين يتجه، حيث النصر الكامل بعيد المنال".