رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع مجزرة إسرائيل بحق المطبخ العالمى.. إقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميًا

جريدة الدستور

خلص تحقيق إسرائيلي في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع إلى ارتكاب الجيش أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات، مما أدى إلى إقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميًا.

وخلص التحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من "حماس"، عندما قصفت الطائرة المسيرة السيارات الثلاث التابعة لمنظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، لكنها انتهكت الإجراءات المتبعة في العمليات.

وقال الجيش، في بيان صدر اليوم الجمعة: "قصف مركبات الإغاثة خطأ فادح نتج عن فشل كبير بسبب خطأ في تحديد الهوية وأخطاء في اتخاذ القرار وشن هجوم يتعارض مع الإجراءات المتبعة في العمليات".

وأثار مقتل سبعة من موظفي الإغاثة، من بينهم مواطنون من بريطانيا وأستراليا وبولندا ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية وفلسطيني، غضبا على مستوى العالم هذا الأسبوع.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ما لم تقلل من الضرر الواقع على المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، التي كانت تعتمد بالفعل على المساعدات قبل الحرب وينتشر بها الجوع على نطاق واسع منذ بدء القتال قبل ستة أشهر.

وبعد نشر النتائج، طالبت منظمة وورلد سنترال كيتشن بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث. وجاء في بيان لها: "بدون تغيير منهجي، سيكون هناك مزيد من الإخفاقات العسكرية ومزيد من الاعتذارات ومزيد من العائلات الحزينة".

وقال الجيش إن قافلة المساعدات، التي كانت ترافقها مركبات خفيفة، توقفت عند مستودع حيث تم تفريغ الشاحنات قبل أن تنطلق.

وأضاف أنه رصد رجلًا مسلحًا على سقف إحدى الشاحنات، وعندما غادرت المركبات الخفيفة المستودع، لم يحدد القادة أن تلك المركبات تابعة لورلد سنترال كيتشن.

وقال يوآف هار إيفين رئيس آلية تقصي الحقائق والتقييم في الجيش الإسرائيلي، الذي يقود التحقيق، إن القوات لم تتمكن من رؤية شعار المنظمة على أسقف المركبات في الظلام، وتصرفت بشكل خاطئ اعتقادا منها بأن مقاتلي حماس استولوا عليها.

وأردف قائلا في إفادة صحفية "كان الاعتقاد في ذلك الوقت هو أن المهمة الإنسانية انتهت وأنهم يتعقبون مركبات حماس وفيها مسلح واحد مشتبه به.. مسلح واحد مشتبه به على الأقل.. وأخطأوا في تحديد أنه داخل إحدى السيارات الثلاث".

وأضاف "ضربوا سيارة ثم رأوا أشخاصا يركضون خارجها ويدخلون سيارة ثانية، حينها قرروا ضرب السيارة الثانية. ثم ترك شخصان السيارة الثانية ودخلوا السيارة الثالثة، عندئذ ضربوا السيارة الثالثة".

وقال إن هذه الضربات انتهاك لإجراءات العمليات المتبعة في الجيش الإسرائيلي.

وذكر أنه أقال رئيس أركان كتيبة برتبة كولونيل وضابطا بكتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ووجه توبيخا رسميا لضباط كبار، من بينهم قائد القيادة الجنوبية.

وقال خوسيه أندريس، الطاهي الذي أسس وورلد سنترال كيتشن، هذا الأسبوع إن الموظفين السبعة استُهدفوا "بشكل ممنهج، سيارة تلو الأخرى" وهم يبحثون عن مأوى عندما توالى القصف على مركباتهم.

وتعهد الجيش بمعالجة حقيقة أنه لم يتمكن من رؤية شعار المنظمة على أسقف المركبات في الظلام ضمن حزمة أكبر من الدروس المستفادة من الكارثة.