تحمل مشقة السفر لمساندة تلميذه.. أسامة الأزهرى يكشف موقفًا رائعًا للشيخ المنصراوى
اختار الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، في حلقة اليوم من برنامج "ومن الحب حياة" مقطع فيديو للشيخ الراحل علي محمود المنصراوي، وهو يتحدث عن الحب والذوق ويحث الناس عليها.
وقال المنصراوي، في الفيديو الذي عرضه الأزهري ببرنامج "ومن الحب الحياة" المذاع على قناة "دي إم سي": "الحكاية عايزة حب كثير وحسن ظن في ربنا والخلق كلهم، لو قعدت تفرز في الناس تضيع عمرك أونطة ويصبح مرض، اللي تقابله حبه، واللي متحبوش متكرهوش، اللي متنفعهوش متضروش، اللي متثنيش عليه متغتابهوش، خليك ذوق، خليك محمدي".
وعقب الأزهري على الفيديو، قائلًا إن الشيخ المنصراوي كان شديد الذوق لدرجة أنه تحمل مشقة السفر عندما أخبره أحد مريديه وتلامذته أنه سيناقش رسالة الدكتوراة في الجامع الأزهر، وكان المنصراوي، مقيمًا في أسوان وكان مريضًا، وعندما اتصل به الدكتور المزمل ليخبره بمناقشته رسالة الدكتوراه في الأزهر ويطلب منه الدعاء له، تفاجأ في اليوم التالي بأن الشيخ وصل أمام القاعة، سافر من أسوان للقاهرة ليقول لتلميذه بالتوفيق وأنا داعم لك، ولا بد أن تنال أعلى الدرجات العلمية، تحمل كل هذه المشقة ليساند تلميذه.
وأردف الأزهري: "طاقة من الحكمة والجمال، عاش سنوات قليلة بين الناس ترك بينهم أطيب الأثر، كان يجمع شمل الناس على الخير والبر والاحتفال بمواسم الخير في الإسراء والمعراج والمولد النبوي، كان يجمع الناس على إطعام الطعام، ويسعى للصلح بين العائلات المتخاصمة، ويعلّم الناس ذكر الله، ويدعو الناس إلى أن يتخلقوا بأخلاق الشريعة في كل شيء، ويعظّم قيمة العلم والتعليم، ويدفع طلابه إلى نيل درجة الدكتوراه، وهذا هو أقرب مقطع فيديو معبر عن البرنامج يملأ قلوب الناس بالحب، يعلم الناس التجمل بكل شىء، وأنا أقول لك املأ قلبك بمحبة الخلق جميعًا، خليك ذوق، خليك محمدي، واجعلوا حياتكم بأكملها حبًا يصنع الحياة".
ولفت الأزهري إلى أن الذوق ليس معناه فقط الأدب، ولكن الأدب صورة من صور الذوق، ويتصاعد معنى الذوق إلى أن يصير معناه الجمال في كل شيء، وعند زيارة إنسان نجده أنيقًا في كل شيء، ملابسه كلها مهندمة ومتسقة ومرتبة، يقولك عنده ذوق، ولما يقدم أي شيء من المأكولات مهما كان بسيطًا وسعره زهيدًا، لو طبق فول وقطعة رغيف لكن طبق الفول نظيف، والخبز جيد، مشهد يشع بالجمال، الذوق انعكاس لمعنى الجمال، إذا تخلق به الإنسان وعاش به يستطيع أن يكون شريفًا في كل شيء، في الوفاق وفى الخصومة، ولا يظهر معنى الجمال أو حسن الطبع أو الأدب أو الخلق إلا عند الاختلاف، الإنسان وهو لين تستطيع أن تكرمه، لكم مع أول الاختلاف تظهر شراسة النفوس، وحينها تجد طبعًا كله ذوق وجمال أو تجد طبع الذئاب".
وحكى أنه في مصر كان يعيش شيخ اسمه محمد الذوق، كان ساكنًا في القاهرة، وعرض له سفر، فحمل ملابسه ووصل عند البوابة وجدها أغلقت، فانتظر عندها إلى صلاة الفجر عندما يستيقظ الحراس لينطلق في سفره، فأدركه الأجل وتوفي ودُفن فيها، وبدأ الناس يسألون من مات؟ الشيخ الذوق، الذوق مطلعش من مصر، فصارت مثلًا بين الناس "الذوق مطلعش من مصر".