باحثة لـ"الدستور": الرئيس السيسي سيركز على التحديات الخارجية التي تواجه مصر
قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ركز في كلمة خطاب التنصيب اليوم الثلاثاء، على عدد من المحاور كان أبرزها على صعيد علاقات مصر الخارجية وأولوية حماية وصون أمن مصر القومي في محيط إقليمي ودولي مضطرب من خلال مواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف في عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيه مصر بدور محوري لحفظ الأمن والسلم.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي ارتكزت على التحديات الأساسية التي تواجه مصر كدولة كبرى في محيطها خلال المرحلة القادمة، فليست التحديات التي تواجه الرئيس القادم على المستوى الإقليمي بأقل أهمية من التحديات الداخلية بل إنها ربما تحتاج إلى تحركات أكثر سرعة نظرًا لما تمثله هذه الملفات من أهمية بالنسبة للأمن القومي المصري لما تمثله من تداعيات عليه حال تفاقهما.
وتابعت: "لعل أبرز هذه الملفات حسبما تقتضيه الأمور هي الوضع في غزة حيث شكلت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وما لحق بها من عدوان غاشم على غزة تجاوز شهره الثاني أحد أهم المحددات للانتخابات الرئاسية الحالية وأحد العوامل التي جعلت المصريين يستشعرون حالة الخطر ويخرجون للتصويت بكثافة للتأكيد على أن حماية الأمن القومي المصري وسيادة الدولة محرك أساسي لالتفاف الشعب المصري ووحدته".
وأشارت إلى أن موقف القيادة السياسية كان منذ اليوم الأول للعدوان والرافض لمخططات التهجير السيناريو الذي استقر عليه ضمير الشعب المصري الذي ينتظر من القيادة السياسية استمرار المجهودات في هذا المجال لتأكيد وتجديد الرفض القاطع لهذا المخطط مهما تنوعت أو اختلفت أساليب تطبيقه، وهو ما يتطلب تعاون مع القوى الإقليمية والدولية لتوفير حل عادل وشامل وإعلان قيام دولة فلسطينية بما يمثل ضمانة حقيقية لعدم تصفية القضية الفلسطينية وبالتالي عدم تنفيذ مخطط التهجير.
وتابعت: "كذلك قضية الحرب في السودان والتي تعاملت معها مصر منذ لحظتها الأولى باعتبار أن مصالحها هناك متشابكة ومعقدة وأن مبدأ التعايش مع هذه الحرب بعد تأمين الحدود وطرد الجماعات الإرهابية من العمق الاستراتيجي لمصر كما فعلت القاهرة في الحالة الليبية كان خيارًا مرفهًا بالنسبة للحالة السودانية التي تعد امتدادًا لمصر وشريانها في الحياة” نهر النيل”.
وأضافت: “ولذلك لم تستغرق القاهرة الكثير من الوقت قبل أن تقوم باستدارة في السودان وتنفتح على الحوار مع القوى المختلفة بما فيها القوى المدنية، وقد شهدنا انعكاسات ذلك في المؤتمرات والاجتماعات التي استضافتها مصر للتقريب بين أطراف الأزمة، وينتظر القيادة السياسية في الفترة التي تلي الانتخابات حالة من النشاط والتفاعل على جميع المستويات مع الملف السوداني خصوصًا بعد أن أدت الحرب في غزة لتراجع الاهتمام بالملف لأن غزة خلقت خطرًا أكثر إحداقًا من الجهة الشرقية ولكن الخوف من أن يتم التعامل مع الصراع في السودان باعتباره صراعا منسيا".
وأوضحت أن هذا لا يعني حصر التحديات التي تنتظر الرئيس القادم على ما تم ذكره، فمصر دولة عظمى في منطقتها تتفاعل مع الكثير من العوامل وتؤثر في جميع الملفات على الأصعدة الدولية والإقليمية وإنما يمثل ما تم ذكره إيجازًا لأبرز الملفات التي تشكل تحديًا عاجلًا بالنسبة للرئيس مما يتطلب الاشتباك معها بشكل فوري.