رسائل المثقفين للرئيس.. ريم أبو عيد: الرفق بالحيوان وتعزيز ثقافة الجمال
عن أحلامها وما تريده أن يتحقق خلال الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قالت الكاتبة الروائية ريم أبو عيد: كإنسانة أولا وكمواطنة مصرية قبل أن أكون واحدة من مثقفي هذا الوطن فإن ما أريده من الرئيس عبدالفتاح السيسي في ولايته الجديدة هو الاهتمام بثقافة الرفق بالحيوان في مصر وتعزيز مفهوم الرحمة بمخلوقات الله؛ لأنها فريضة دينية قبل أن تكون فريضة أخلاقية وإنسانية.
الرفق بالحيوان والاهتمام بتعزيز ثقافة الجمال والمحافظة
وأوضحت ريم أبو عيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور": وهذا لن يتأتى بجهود فردية فقط كما هو الحال، ولكن يجب أن يكون ركيزة أساسية في بناء الدولة الحديثة في مصر. فالرحمة بحيوانات الشارع الضعيفة وبالحيوانات بوجه عام ليست رفاهية وليست شيئا هامشيا في بناء الإنسان، بل هي ركن رئيس في أي شخصية سوية. وما أصبحنا نراه ونعايشه في المجتمع من ممارسات عنيفة من الناس تجاه بعضهم البعض إنما هو بسبب انعدام صفة الرحمة والرفق في التعامل فيما بينهم. هذه الصفات التي إن تربى عليها النشء منذ الصغر مع كل مخلوقات الله ومع جميع خلقه ممن يشاركونه الحياة على أرض هذا الوطن لضمنّا جيلا متحضرا يحمل كل الصفات الإنسانية القويمة التي تليق بعظم تاريخ هذا البلد. صحيح أن بعض الأعمال الدرامية الآن أصبحت تهتم بتوعية المشاهد بأهمية الرحمة والرفق ولكن لا يكفي هذا لكي لترسيخ هذه المفاهيم لدى العامة من جموع الشعب، وإنما يجب أن يكون هناك قوانينا وتشريعات صارمة تعاقب كل من تسول له نفسه إيذاء حيوانات الشارع التي لم يخلقها الله عبثا، والتي إن لم تكن هناك حكمة من وجودها ومشاركتها لنا في الحياة لما كان أوجدها.
وتابعت "ريم أبو عيد": إن الثقافة الحقة هي التي تؤثر في الفرد تأثيرا إيجابيا وتجعله أكثر تحضرا ورقيا في التعامل مع البيئة المحيطة به وكل الموجودات من حوله، فمن الضروري أيضا أن يكون هناك اهتماما بتعزيز ثقافة الجمال والمحافظة على البيئة نظيفة والتشديد على نظافة الأحياء والشوارع بإزالة القمامة منها بصورة دورية ومستمرة وإصدار تشريعات وقوانين تضمن ذلك وتطبق بصرامة سواء على المواطن الذي يلقي بالقمامة في الشارع أو على موظفي الأحياء الذين يهملون في القيام بمسؤولياتهم في نظافتها.
واختتمت "ريم أبو عيد" مشددة علي: إن مصر تستحق أن تكون دائما جميلة ومشرقة وهذا لن يتحقق ببناء صروح عظيمة ومدن جديدة فقط، وإنما ببناء شخصية مصرية واعية بقيمة معاني الجمال والخير، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الارتقاء بأي أمة دون الارتقاء إنسانيا بأفراد مجتمعها وهذا الارتقاء حتى يتحقق ويؤتي ثماره المرجوة يحتاج إلى اهتمام حقيقي من مؤسسات الدولة لنشره وتعزيزه في نفوس وأذهان مواطنيها كما يحتاج أيضا إلى حسم في معاقبة كل من يخرج عليه ليعيث في أرض الوطن فسادا وهمجية. ليست هذه المرة الأولى التي أناشد فيها السيد الرئيس بأن يولي اهتماما حقيقيا بملف الرفق بالحيوان الذي إن عم المجتمع سيكون ضامنا حقيقيا لأن يرفق أفراده بعضهم ببعض. فمن يرحم حيوانا ضعيفا سيرحم غيره من البشر بلا شك، وكم أصبحنا جميعا بحاجة ماسة بأن يرحم بعضنا البعض.