رسائل المثقفين للرئيس.. الكاتب محمود دوير: تدشين مشروع ثقافى وطنى متكامل
عن أمنياته وطموحاته التي يأمل فيها الكاتب محمود دوير ، الباحث المتخصص في الشأن الثقافي: مع بداية ولاية جديدة للرئيس فإن من الضروري أن نتذكر سويا ذلك الدور الطليعي الذي قام به المثقفون المصريون في ثورة 30 يونيو وما مثله اعتصامهم التاريخي الرافض لخطف مصر على يد الجماعة.
تدشين مشروع ثقافي وطني متكامل أساسه قيم الاستنارة وحرية الرأي
وأوضح محمود دوير في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: لعل المطلب الأهم على الإطلاق هو أن تتعامل الدولة مع الثقافة بكل مكوناتها ومفرداتها بالأهمية التي تليق بمكون من مكونات الوعي ومع المثقف بما يليق به في مجتمع عريق وبلد علم البشرية العلوم والحضارة.
وأوضح “دوير”: وفي هذا السياق فإني أرى أن مطالب المثقفين كانت وما تزال ملحة وضرورية وعلي رأسها فإن العمل على تدشين مشروع ثقافي وطني شامل ومتكامل يكون أساسه قيم الاستنارة وحرية الرأي والتعبير وإطلاق الإبداع حر بلا قيود حتى يتمكن من تحقيق المزيد من التألق واستعادة مكانته عربيا وإقليما كأحد مكونات قوة مصر الناعمة التي تعد إحدى أهم ثروات الوطن.
وتابع محمود دوير: ولعل هذا ما يفرض إعادة النظر بمزيد من الجدية في الأدوات الرقابية والأجهزة التي تعرقل دعم حرية الإبداع ليكون الفن معبرا حقيقيا عن المجتمع فلا إبداع في ظل تضييق على حرية المبدع ومحاصرته ولعل هذا يدفعنا إلى ضرورة أن تعود الدولة متمثلة في مؤسساتها الرسمية في دعم صناعة السينما سواء عن طريق إنشاء دور عرض سينمائي في مختلف مدن مصر.
ولفت “دوير” إلي: ولذلك فمن المطالب الرئيسة زيادة الميزانية المخصصة للنشاط الثقافي في مصر وتوجيهها لدعم الأنشطة المستقلة والحرة عن طريق دعم الميزانية من قبل الدولة.
ومن الضروري العمل على استقلال المجلس الأعلى للثقافة وفق تصور ديمقراطي وأن يمارس دوره الأساسي في رسم السياسات الثقافية وأن تكون قراراته ملزمة لقطاعات الدولة المختلفة وأن يكون للمجلس وضع مؤسسي يحافظ على استقلاله.
وكذلك عودة الهيئة العامة لقصور الثقافي إلى اسمها الأصلي وهو "الثقافة الجماهيرية" لما يمثله من دلالة عميقة تسعى للعمل على تقديم خدمة ثقافية للجمهور في كل أماكن تواجده ودعم ميزانية النشر وضرورة دعم مشروع ضخم للترجمة من وإلى العربية. والعمل على استعادة كافة أصول السينما المصرية ودعم الدولة للمشروعات السينمائية والفرق الفنية المستقلة والمهرجانات والأنشطة المستقلة دون قيود والتخلص من البيروقراطية.
واختتم محمود دوير مؤكدا على: ومن الممكن أن نعيد التذكير بمخرجات المؤتمر السادس للشباب والذي عقد في يوليو 2018 بجامعة القاهرة وكان معنيا بقضايا "بناء الإنسان" ويمكن أن نعتبر مخرجاته هي خطة عمل قابلة للتنفيذ.
لقد مر أكثر من عشر سنوات على ثورة 30 يونيو ومن الواجب على الدولة أن تدعم وترعى خطابا فكريا مستنيرا في ظل أسقف عالية للحرية وتتبناه الدولة متمثلة في مؤسسات الثقافة والتعليم والإعلام ذلك الخطاب الذي يجب أن يواجه الفكر الظلامي ويعمل على تجفيف منابعه ويشتبك معه بجرأة ووعي.