خامات "كحك العيد" تنعش أسواق الغربية: رحلة تراثية مع "الجمال"
تعد صناعة الكحك والمخبوزات جزءًا هامًا من الاحتفالات والمناسبات في مصر، بما في ذلك عيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الدينية الأخرى تتميز المخبوزات المصرية بتنوعها وتفردها، حيث تستخدم مكونات مثل الدقيق والسكر والسمن والمكسرات والعسل والتوابل المختلفة لإضفاء النكهات الفريدة.
وتشهد أسواق محافظة الغربية انتشارًا ملحوظًا لبيع لوازم ومكونات وخامات صناعة كحك العيد، حيث يزداد الإقبال على الدقيق والسكر والسمن، المواد الخام الأساسية في صناعة المخبوزات التقليدية ذات الطابع الاحتفالي المميز، ويشهد هذا الانتشار ازدهارًا لتجارة المواد الأساسية والمكملات الأخرى مثل الملبن والعجوة وجوز الهند والسمسم والشيكولاتة، وروائح الكعك الطبيعية مثل رائحة الورد والموز والسمن البلدي وكذلك السوداني والمكسرات وغيرها.
تتنافس المحلات التجارية في تقديم مجموعة متنوعة من أصناف وأشكال وأنواع الخامات المتميزة التي تدخل في صناعة الكعك والغريبة والبيتيفور والبسكويت المختلفة، حيث يسعى أصحاب المحلات لجذب الزبائن، من خلال تقديم مقادير ووصفات مبتكرة وجودة عالية، وتتوفر العديد من الورقات المطبوعة التي تحتوي على مقادير وطرق تحضير تلك المخبوزات في أغلب المحلات، مما يسهل على السيدات الحصول على المعلومات اللازمة وتحقيق نجاح متميز في صنع الكعك والمخبوزات.
ينتشر الحماس والتشوق بين السيدات من كل الأعمار لشراء المستلزمات اللازمة والحصول على مقادير الوصفة السحرية، التي تجعل المخبوزات تخرج بأفضل شكل ومذاق، وتتفاوت الأسعار حسب نوعية وجودة المواد الخام، فمثلًا يبدأ سعر الدقيق من 20 جنيهًا وقد يصل إلى 60 جنيهًا، والسكر الحر من 40 جنيهًا والبودرة من 50 جنيهًا، أما السمسم فيبلغ سعره 200 جنيه للكيلوجرام، والعجوة 120 جنيهًا والملبن 150 جنيهًا والـ50 جرامًا روائح من 10 إلى 25 جنيهًا.
علاوة على ذلك، حرص التجار على تعبئة كميات صغيرة من المواد الخام بأسعار معقولة لتشجيع المواطنين على الشراء، وقد تمت تعبئة زجاجات صغيرة بأسعار تبدأ من 10 جنيهات للروائح والفانيليا، وتم توفير عبوات مناسبة لباقي المنتجات المرتبطة بصناعة المخبوزات، كالخميرة العادية والفورية وما شابه.
يجدر الإشارة إلى أن صناعة الكحك والمخبوزات بجميع أنواعها تعد نوعًا من التراث والفلكلور المصري، وتحمل بهجة ورونقًا خاصًا في مصر، إن تنوع الأصناف والمكونات المستخدمة في صنع الكك يعكس التراث الغني ويعزز روح العيد التقليدية في المجتمع.
من جهته، قال أحمد البشلاوي، أحد تجار الغربية، إنه يمكن القول إن انتشار بيع لوازم كحك العيد في أسواق محافظة الغربية يعكس الاهتمام المتزايد بالتقاليد والثقافة المصرية، حيث يجد الناس فرصة للاحتفال بالعيد وتجديد الروابط الاجتماعية من خلال تحضير وتبادل الكحك التقليدي، إن هذا الانتشار يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للعديد من الأفراد المشتغلين في صناعة المخبوزات، حيث يتم الخبز في الأفران المتخصصة في النهاية.
فيما قال مصطفى الرخ، تاجر من الغربية، إن انتشار بيع لوازم كحك العيد في أسواق محافظة الغربية يعكس روح العيد والتقاليد الثقافية في مصر، إن الحرص على الحصول على مكونات عالية الجودة والبحث عن الوصفات المثالية يعكس حب الناس للتمتع بالمأكولات التقليدية، التي تحمل طابعًا تراثيًا خاصًا، لذلك نجتهد في الحصول على هذه المواصفات، فيجب أن نحتفل ونفخر بموروثنا الغني ونحافظ على هذه التقاليد اللذيذة والفريدة في عيدنا السعيد.
جدير بالذكر أن صناعة الكحك والمخبوزات في مصر لها تاريخ طويل يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، منذ العصور القديمة، كانت الكحك والمخبوزات جزءًا أساسيًا من التراث المصري والثقافة الغذائية.
وتعتبر مصر من الحضارات القديمة التي أبدعت في مجال الخبز والمخبوزات، في عصور ما قبل التاريخ، كان القمح المحصول الرئيسي في مصر، وتطورت تقنيات طحن القمح وصناعة الخبز على مر العصور، في عصر الفراعنة، كان الخبز جزءًا مهمًا من النظام الغذائي، وكانت هناك أنواع مختلفة من الخبز تستهلكها الطبقات المختلفة من المجتمع.
مع مرور الوقت، تطورت تقنيات صناعة الكحك والمخبوزات في مصر، تأثرت المخبوزات المصرية بالعديد من الثقافات والحضارات التي مرت بمصر، مثل اليونانية والرومانية والعربية، كما أثرت التجارة والتبادل الثقافي مع الشرق الأوسط والمتوسط في تنوع المكونات والوصفات.
واعتبرت المخبوزات التقليدية مثل الغريبة والبيتيفور والكعك والبسكويت والكعك بالمكسرات والملبن والعجوة جزءًا لا يتجزأ من صناعة المخبوزات في مصر، ويتم صنع هذه المخبوزات بعناية فائقة وباستخدام وصفات تُورث عبر الأجيال.