والٍ شهير أول من نادى بالسحور.. ما حكاية وأصل "المسحراتى" فى مصر؟
"المشي طاب لي والدق ع طبلي، ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال، الرجل تدب مطرح ما تحب وأنا صنعتي مسحراتي، في البلد جوال، حبيبت ودبيت كما العاشق ليالي طوال، وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال"، هكذا وصف فؤاد حداد مهنة المسحراتي، تلك المهنة التي يحرص المصريون عليها حتى اليوم، فهي تعد من طقوس شهر رمضان الكريم.
وفي السطور التالية، نستعرض ما حكاية أول مسحراتى فى مصر عرفه التاريخ
الوالى إسحاق بن عقبة أول مسحراتى
بدأت القصة منذ ما يقرب من القرن الـ12، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلى مصر، فكان والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس بالسحور.
المسحراتى فى عصر الدولة الفاطمية
ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة الآثار، فإنه في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرًا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتى تم تعيين رجل للقيام بتلك المهمة، أطلقوا عليه اسم "المسحراتي"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها.
وقديماً كان المسحراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، فيهب له النّاس المال والهدايا والحلويات وغيرها من خيرات الأعياد.
المسحراتى فى العصر المملوكى
ظلت مصر تحرص على هذه المهنة حتى في العصر المملوكي، وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس، قام بتعيين صغار علماء الدين بالدق على أبواب البيوت، لإيقاظ أهلها للسحور.
ومن أشهر من قاموا بالتسحير فى عصر المماليك شخص يدعى "ابن نقطة"، وهو المسحراتي الخاص للسلطان الناصر محمد وكان ابن نقطة شيخ طائفة المسحراتية في عصره وصاحب فن "القومة"، وهي أحد أشكال التسابيح والابتهالات.
وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون، ظهرت طائفة المسحراتية، والتي أسسها أبو بكر محمد بن عبد الغني، الشهير بـ“ابن نقطة"، المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون، وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي، فتم استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية وابتهالات دينية.
مهنة المسحراتى في العصر الحديث
وفي العصر الحديث، اشتهرت أيضًا مهنة المسحراتي، وكانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة ويشعلن طرفها، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي حتى يرى موضعها فينشد لهن.