من السيدة زينب للتجمع.. مهندس في زي "مسحراتي": مكافئتي هي فرحة الناس والأطفال
"المسحراتي" ثقافة مرتبطة بشهر رمضان الكريم، فلا يقل صوته شهرة عن صوت مدفع الإفطار، فيعتبر المسحراتي من الشخصيات التاريخية التي يحبها الجميع وينتظرونها من عام لآخر، فلا يكتمل الشهر الكريم سوى به.
قبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحراتي جولته الليلية في المدن والأحياء الشعبية بشكل خاص، فينتظره كل كبير وصغير في الشرفات حتى يبلغونه أسمائهم لترديدها، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم للعام 2024، نقدم لكم من خلال هذه السطور ذكريات المسحراتية في شوارع مصر.
وقال محمود الصولي ابن حي السيدة زينب وصاحب الـ31 عامًا، لـ"الدستور" إنه يعمل مهندس إلكترونيات لكنه يمارس هوايته الخاصة خلال شهر رمضان الكريم بالخروج في شوارع القاهرة المختلفة برداء المسحراتي، الذي نشأ عليه منذ الطفولة، حيث تشتهر منطقة السيدة زينب بالروحانيات الخاصة بذلك الشهر الكريم.
يعمل "الصولي" منذ أكثر من 10 أعوام كمسحراتي لـ30 يوم خلال شهر رمضان من كل عام، كونها هواية له، فيقوم بالظهور في العديد من المناطق المختلفة مابين الشعبية والمناطق الراقية، وذلك بهدف استمرار ترسيخ صورة المسحراتي بالعقول في ظل اختفائها مؤخرًا وخاصة الأطفال.
وتعد منطقة السيدة زينب أحد أحياء القاهرة الفاطمية، حيث مهنة المسحراتي ظهرت بشكل رسمي في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، وذلك بعد أن صدر أمرًا بأن ينام السكان مبكرًا بعد صلاة التراويح، وكان جنوده يمرون على المنازل ويقومون بإيقاظ الناس لتناول السحور، ولأن "الصولي" نشأ بالسيدة ترسخ به موهبة المسحراتي التي يعمل بها.
وعلق أنه يحصل على مكافئته منها معنويًا برؤيته الفرحة على وجوه الناس، فشهد على العديد من الذكريات مع العديد من المواطنين، وأبرزها تواجده مع أشخاص من الدول الأخرى الذين يقومون بتصويره أثناء ترديده أسمائهم وأسماء من يعنوهم من بلادهم وإرسالها لهم.
وتابع: "مرة نزلتلي طفلة من الإمارات لما شافتني على هاتف أحد أقاربها وده كان أسعد الذكريات اللي مريت بيها"، حيث أن رزقه يتمثل في الفرحة على الوجه، وخاصة الأطفال الذي يجب أن ينتقل لهم الثقافات القديمة، وقال: "الأطفال بتستناني من السنة للسنة".
ويحرص "الصولي" على تقديم شخصية المسحراتي في مختلف مناطق القاهرة والجيزة، ما بين مصر الجديدة والتجمع ومدينتي ومدينة الشيخ زايد، حيث يهتم المسحراتي ابن السيدة زينب محمود الصولي بالمسحراتي منذ بدايته، فأوضح أن المصريين أول من طوروا وجددوا ظاهرة المسحراتي، حيث تطورت ظاهرة "التسحير" وتم ابتكار الطبلة ليحملها المسحراتي ويدق عليها.
واستكمل أن تلك الطبلة كان يطلق عليها اسم "بازة" وهي صغيرة الحجم يستخدمها المسحراتي للدق عليها دقات منتظمة، ثم تطورت المهنة وبدأ المسحراتي بالاستعانة بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله بالأحياء وهو يقول أشعار شعبية وزجل خاص.
وتطور الأمر حتى أصبح لكل منطقة مسحراتي يقوم بنداء الأهالي بأسمائهم، وذلك ما يزيد من بهجة وجوده، ويؤدي محمود دور المسحراتي بزي يميل للقاهرة الفاطمية.