قبل مائدة إفطار المطرية.. ما أصل ظهور موائد الرحمن في مصر؟
شهدت منطقة المطرية الشعبية، بشرق القاهرة، إفطارا رمضانيا جماعيا يضم الآلاف من المصريين، كشف هذا التجمع عن الكرم المصري والحياة الاجتماعية التي تربط المصريين ببعضهم البعض، حيث مئات الأطباق وعشرات الأصناف وعدد لا يمكن حصره من المناضد، حولها اجتمع الأقارب والأحباء والجيران، وحتى الأغراب من المصريين.
وفي السطور التالية، نستعرض أصل موائد الرحمن في مصر، قبل مائدة إفطار المطرية.
أصل موائد الرحمن في مصر
تكشف فكرة موائد الرحمن على مدى الكرم والترابط اللذين يعرفان بهما أهل مصر، ويشار التاريخ إلى أن أول مرة ظهرت فيها هذه الفكرة في عهد أحمد بن طولون، فكان يجمع الأعيان والتجار على مائدة الإفطار أول يوم رمضان ثم يلقى عليهم خطبته في الشهر الكريم.
كان الحكام في عهد الفاطميين يحرصون على تجهيز والمشاركة بهذه الموائد ويأمرون بتخزين الطعام والغلال، لحين قدوم شهر رمضان الكريم وتوزيعه على الفقراء والمساكين.
"سماط رمضان" أو "دار الفطرة"
ووفقًا لقطاع المتاحف بوزارة الآثار، كانت تقام الموائد في شهر رمضان في الجوامع حيث يتناول الناس فطورهم، ثم صارت في عهد الخليفة العزيز بالله تعمل الأسمطة بجانب مقر الشرطة بمدينة الفسطاط حيث يفطر الناس عليها وعلى نفقة الدولة.
وكان يحضر موائد الرحمن، قاضي القضاة والأمراء ورجال الدولة والوزير، فقد كان يجتمع عليها الفقير والغني، حيث كانت الموائد مليئة بأصناف المأكولات الفائقة والأغذية الرائقة، والفراشون قيام لخدمة الحاضرين، فيحضرون الماء المبخر في كيزان الخزف إلى الحاضرين.
موائد الرحمن أيام الملك فاروق
اشتهر الملك فاروق أيضاً بفتح أبواب السرايا واستقبال الشعب بكل فئاته في شهر رمضان، فقد كان قصر عابدين يضاء بالأنوار الكثيرة لإحياء ليالي رمضان، وكان القائمين على إعداد الموائد بالقصر يضعون عددا كبيرا من المقاعد بالفناء الداخلي للقصر تمهيداً لاستقبال عامة الشعب الذين يقبلون لتناول الإفطار مع الخديوي و سماع آيات الذكر الحكيم في ساحة السرايا.
وتشير بوابة القاهرة الإلكترونية، إلى أن أفراد الشعب كانوا يسجلون أسمائهم فى السجلات المعدة لذلك والتى وضعت خصيصاً فى غرف التشريفات، ولم تقتصر المآدب الملكية على قصر عابدين فقط بل كانت تمتد لجميع المحافظات وأيضاً جميع مطاعم المحروسة حيث كانت توفر وجبات الإفطار للفقراء على أن يتم صرف تلك التكاليف من إدارة الخاصة الملكية، وكانت ليالي رمضان عادة ما تنتهي بتوزيع مبالغ مالية على الحاضرين من الفقراء وعامة الشعب.
اقرأ أيضًا