لماذا يتعطل ملف اختيار رئيس الجمهورية في لبنان؟.. خبير يجيب
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان دخل في صلب حالة الحرب الواقعة مع الكيان الإسرائيلي على جبهة جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، لافتًا إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "اي رئيس يجب انتخابه لرئاسة لبنان يكون مناسبا للمرحلة المقبلة".
وأضاف الرز في تصريحات لـ"الدستور": "وإذا كانت المرحلة المقبلة غير واضحة المعالم لبنانيا فإن هوية الرئيس تصبح ضبابية، بمعنى أن نجاح إسرائيل في اجتياح بري لجزء صغير أو كبير من لبنان سوف يرخي بظلاله على الساحة السياسية اللبنانية لفترة مفتوحة، كما أن نجاح حزب الله وتيار الممانعة في إفشال أي تقدم إسرائيلي بري سوف يطبع الحالة السياسية اللبنانية بمعادلات جديدة".
حزب الله يرفض التطرق لملف رئاسة الجمهورية
وبحسب الخبير المطلع على الشأن اللبناني، فأن حزب الله الذي يقود حالة الصدام مع إسرائيل حاليًا، يرفض التحدث الآن عن انتخاب رئيس للجمهورية وترك لرئيس البرلمان وحليفه نبيه بري، العمل بهذا الملف مستخدمًا الأخير أساليبه السياسية.
وتابع: "مثل هذه الأجواء فرضت نفسها على تحرك اللجنة الخماسية الساعية لحل أزمة الرئاسة اللبنانية والمكونة من سفراء مصر وقطر وفرنسا واميركا والسعودية حيث أجلت مساعيها إلى ما بعد عيد الفطر".
وقد ألمح سفير مصر علاء مرسي إلى هذه الأجواء، قائلًا:" أن البند الأول والاساسي في عمل اللجنة هو التشاور مع الكتل النيابية وأخذ التزام منها بانتخاب الرئيس وفق منطوق الدستور اللبناني".
واعتبر الرز، ما قاله السفير المصري يعني أن هذا الالتزام لم يحصل حتى الآن ما يشير إلى ارتباط انتخاب الرئيس بطبيعة مرحلة ما بعد انتهاء الحرب المحدودة أو الشاملة حال وقوعها.
وتابع: "وحتى الآن تدور التهديدات الإسرائيلية بالحرب على لبنان في إطار الحرب النفسية، وقد سبق لعدد من قيادات إسرائيل وخاصة وزير الحرب غالانت أن حددوا مواعيد لهذه الحرب كان آخرها يوم الجمعة الفائت، لكن شيئا لم يحصل والسبب في تردد إسرائيل بشن حرب موسعة على لبنان يعود لعدة أمور من بينها الأرباك في وضع الأولويات فهل ستشن إسرائيل هجوما بريا على رفح أو على لبنان وما هي تداعيات كل منهما على الكيان الإسرائيلي نفسه وعلى موقعه المنهار في العالم والذي يقترب من تصنيف إسرائيل دولة منبوذة".